الميثاق نت -

الخميس, 06-أكتوبر-2022
‮ ‬محمد‮ ‬يحيى‮ ‬شنيف‮ ‬ -
العزيز الدكتور احمد محمد الاصبحي ، عرفته عن قُرب منذ العام 1982م وأنا أبدأ مسار حياتي متفرغاً كمدير تحرير لصحيفة الميثاق السياسية الفكريه بالمؤتمر الشعبي العام بصدور قرار جمهوري حينها ، مروراً بمهام إعلامية وثقافية حتى عُينت رئيساً لدائرة الفكر والثقافة والإعلام‮..‬
في أول يوم للعمل فيه باللجنة الدائمة للمؤتمر وأنا طالع على السلالم في شهر سبتمبر 1982م فوجئت بأن الرئيس علي عبدالله صالح يناديني حال وصوله اللجنة ويقول لي خلاص طلعت من الحديدة واستقررت بصنعاء، أجبت نعم يا فندم ، وبجانبه أمين السر الدكتور أحمد الاصبحي وأنا واقف‮ ‬على‮ ‬الدرج‮ ‬قال‮ ‬له‮ ‬الرئيس‮ ‬الأمين‮ ‬العام‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الصالح‮ ‬بما‮ ‬معناه‮ ‬رتب‮ ‬له‮ ‬وضعه‮ ‬ومكتبه‮ ‬واصرف‮ ‬له‮ ‬بدل‮ ‬سكن‮ ‬،‮ ‬وفعلاً‮ ‬في‮ ‬غضون‮ ‬أيام‮ ‬تم‮ ‬صرف‮ ‬البدل‮ »‬2000‮« ‬ريال‮ ‬شهرياً‮ ..‬
وجدت الأستاذ الدكتور أحمد الاصبحي وطنياً مخلصاً وطبيباً ماهراً ، ومثقفاً متوهجاً وعقلية منفتحة على الآخر وإدارياً ناجحاً ، فأصبح هذا الرجل صديقاً وفياً لايجامل ولا يحقد ولا يسيئ للغير ، بمعنى انه رجل دولة مقتدر ، وله الدور الكبير مع المخلصين في تأسيس المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬وتفسير‮ ‬الرؤى‮ ‬الميثاقية‮ ‬والحفاظ‮ ‬على‮ ‬المال‮ ‬العام‮ ‬لنظافة‮ ‬يديه‮ ‬وحرصه‮ ‬على‮ ‬سمعته‮ .. ‬
كاتب‮ ‬ومؤلف‮ ‬له‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الكتب‮ ‬التي‮ ‬أضافها‮ ‬للمكتبة‮ ‬اليمنية‮ ‬والعربية‮ ‬،‮ ‬حتى‮ ‬بعد‮ ‬إصابته‮ ‬بالجلطة‮ ‬الأولى‮ ‬صدر‮ ‬له‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬كتاب‮ ‬عن‮ ‬السياسة‮ ‬والفساد‮ ‬والإدارة‮.. ‬
كان وانا معه في أكثر الاوقات نسهر حتى الفجر بمنزله في صنعاء لتجهيز التوعية السياسية الأسبوعية للمؤتمر والتي كان له الفضل الأكبر في إعدادها لنشرها كصفحة كاملة بصحيفة »الميثاق« ومناقشتها في مؤسسات الدولة بالعاصمة والمحافظات الأخرى قبل الوحدة وإعلان التعددية السياسية‮ ..‬
في إحدى سفرياتي معه للسودان ومعنا وفد برئاسته الاساتذة عبدالفتاح البصير وأحمد قاسم دماج ومحمد الشرفي وتقريباً يوسف الشحاري وآخرون كان ودوداً يظل مهتماً بأعضاء وفدنا المشارك في أحد المؤتمرات واستقبلنا هناك الأخوة ابراهيم العدوفي ويحيى منصور أبو أصبع من سفارتنا بالخرطوم ، وحين عودتنا عبر القاهره تمت معاملة أعضاء الوفد وتأخرت معاملتي بحُجة تشابه في الاسماء مع الاخ محمد الشهاري فرفض الدكتور احمد الاصبحي دخول قاعة الاستقبال الا جميعنا ، وكان يومها وزيراً للخارجية ، وهدد بإصدار بيان سياسي والعودة، وفعلاً تمت الإجراءات‮ ‬في‮ ‬مطار‮ ‬القاهرة‮ ‬بسلاسة‮ ‬ودخلنا‮ ‬وطننا‮ ‬الثاني‮ ..‬
اذا تحدثت عن الصديق الصدوق الدكتور احمد الاصبحي أجد أن هناك العديد من المواقف السياسية والإنسانية التي تجسدها حياة هذا الرجل العصامي ، شفاه الله وعافاه ومتعه بحياة سعيدة ليواصل مشواره الفكري والثقافي بعقلية منتجة وثقافة شاملة تفيد البلاد والعباد ..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 15-يونيو-2024 الساعة: 10:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63054.htm