الميثاق نت -

الأربعاء, 19-يناير-2022
محمد‮ ‬اللوزي -
لديه من الهموم ما ينوء بعصبة أولي قوة.. هم الوطن منتصراً، وهم أمانة يتحملها كشخصية اجتماعية بارزة وعريقة في تاريخها النضالي وإرثها الحضاري الذي يتطلب صبراً ومثابرة، وكفاحاً وتحمل مسئولية وانتصاراً لما عاهد الله عليه، ولما هو اهل له بهمة عالية ووعي متقدم ، يدرس الظروف المحيطة بعمق، ويتشوف المستقبل، ويراهن على النصر بتجاوز احباطات عدة، ولكنها تهون أمام تاريخ حافل، وأمانة يجب أن تؤدى بهمة واقتدار.. هكذا هو الشيخ (صادق بن أمين ابو راس،) هموم وأعباء ثقال، ومع ذلك لايلين ولايكل، لأن ثمة ضرورة في إنجاز مهام كبيرة تشكل بالنسبة له قضية وطن مصيرية وعهداً يجب ان يفي به.. ضمن هذا السياق يرى الى القادم من فهم عميق للواقع بكل مكوناته، ويدرك تماماً أن حيازة المستقبل كمشروع ينتظر الامكانات المتاحة ليصير واقعا، لابد ان ينبني على مدماك صلب قاعدته الجماهير العريضة بكل أطيافها السياسية.. من هنا نراه كرئيس للمؤتمر الشعبي العام يتخذ موقعه في قلب الحدث الوطني، ويرى أن الوعي بمتطلبات القادم أساسها الشراكة الواعية، والعمق المعرفي والوطني، وتجاوز الرهانات الخاسرة ومسألة التفرد، فكل هذا قد جر الوطن في السياق التاريخي الى مآلات الخسران المبين لمن يقرأ التاريخ ويفهم حقيقة المجتمع اليمني وتنوعه.. على هذا الاساس أتت دعوته مؤخراً للقوى السياسية باستحضار القيم الوطنية وفق رؤى مشتركة لامجال فيها للإقصاء ولا للتفرد والهيمنة.. ولعل هذه الدعوة قد تجد آذاناً صياغة من كل المعنيين بالانتصار للوطن والتعامل‮ ‬معها‮ ‬بصدق‮ ‬وإخلاص‮ ‬وضمير‮ ‬حي،‮ ‬فذلك‮ ‬وحده‮ ‬كفيل‮ ‬بتذليل‮ ‬مايكتنف‮ ‬القادم‮ ‬من‮ ‬صعاب‮.‬
إن دعوة صادقة من (صادق) لهي أحق بالإصغاء والاستجابة، لاسيما وهي تأتي من تجربة طويلة في مضمار العمل السياسي والوطني، وتشكل رافدا مهماً لتحقيق تطلعات غايتها شريفة، واتجاهها الوطن عطاء وتضحية وانتصاراً، في كل الأحوال الدعوة لايمكنها أن تتبلور الى مهام ومسئوليات وخطط وبرامج إلا على قاعدة احترام التعددية السياسية والحزبية، والشراكة الوطنية والعمل الديمقراطي السليم، لعله هنا قد كشف ابعاد الراهن، واطلق صفارة الإنذار، وقدم مايستحق ان يقال بقول لين وحديث (صادق).. رئيس المؤتمر الشعبي العام يفقه جيدا، أن لا احد يقدر على التفرد بالقرار ولا تحمل مسئولية وطن بمفرده، ذلك ضرب من العبث والحمق وغباء يشل قدرات جماهيرية كبيرة ينبغي ان تجد من يعبر عنها ويتحسس همومها وآمالها وتطلعاتها، وليس سوى العملية الديمقراطية التي يدعو إليها وتجاوز الخلافات التي تعرقل وحدة الصف ووحدة الهدف ووحدة النصر. رئيس المؤتمر الشعبي العام بحسه الوطني الرفيع يرفض المهاترات ومحاولة بعض القوى جر المؤتمر الى مواقع لايقول بها وليس منها، ويترفع عن ان يقع في دائرة ضيقة، وأفق مغلق بحملات زيف وتضليل إعلامي يستفيد منها أعداء الوطن وقوى العدوان التي تراهن على خلخلة النسيج الاجتماعي، وإحداث شرخ في مجمل العملية الديمقراطية، وتفتيت لحمة المجتمع المتطلع الى مستقبل افضل.. إن القوى المعادية تتخذ من المناطقية والمذهبية مجالاً لتوسيع شقة الخلاف لذلك يحتل قاموس كتبتها وإعلامييها لمن يتابع مايسمونها (الهضبة، واليمن الاسفل، والزيدية، والشافعية..الخ) وكثير من هذا الهذر الذي يجد صداه حين لا أحد يصغي لأحد، ويتفرد البعض بإدارة دولة دونما استيعاب للآخر الوطني، هذا أمر هو اليوم يشكل إحباطاً حقيقياً لدى كل القوى السياسية، من هنا نفهم معنى تجاوز الخلاف وحشد الطاقات والامكانات، وإيقاف إيغار الصدور بحملات إعلامية همجية، ليستقيم العود وتتحدد مهام جليلة لمواجهة عدوان ماكر، غايته تدمير وطن، وشل قدرات المجتمع، وخلخلة نسيجه الاجتماعي والوطني، ليبقى العدوان مهيمناً في القرار السياسي والسيادة، وهو مانراه اليوم.. فلا غاية لعدوان لئيم سوى استباحة الارض والحصار البري والبحري والجوي وترويع الآمنين وافقار البلاد والعباد، ليصل الى تحقيق أطماعه ومؤامراته التي ينجزها من خلال تفكيك القوى الوطنية وشل قدراتها وتسويق مسألة التفرد بالقرار واقصاء الآخرين، وتلك مهمة ربما يقوم بها من لايفقه قولاً ومعنى وقد اتخذ‮ ‬من‮ ‬شعار‮ (‬لن‮ ‬نهزم‮ ‬اليوم‮ ‬من‮ ‬قلة‮) ‬منطلقا‮ ‬للوقوع‮ ‬في‮ ‬أخطاء‮ ‬من‮ ‬سبقوه‮.. ‬رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬المنظور‮ ‬يجسد‮ ‬في‮ ‬دعوته‮ ‬رؤية‮ ‬وطنية‮ ‬صادقة‮ ‬وبضمير‮ ‬حي‮ ‬لعله‮ ‬بهذا‮ ‬قد‮ ‬أدى‮ ‬الأمانة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 06:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61903.htm