الميثاق نت -

الأربعاء, 22-ديسمبر-2021
أحمد‮ ‬الزبيري‬‬ -
من تيموثي ليندركينغ إلى هانس غروندبرغ وإحاطته لمجلس الأمن ومواقف مجلس الأمن وما قيل عن نائب ممثل روسيا في مجلس الأمن حول القرار 2216، جميعها لا تقدم موقفاً أو توجهاً جاداً لصالح وقف العدوان ورفع الحصار والذهاب إلى سلام عبر عملية سياسية تفاوضية مع تحالف العدوان السعودي الإماراتي، وحوار بين الأطراف اليمنية، وإذا ما ربطناها باجتماع الساعة في الرياض لما تُسمى دول مجلس التعاون الخليجي وبيانها الختامي يتضح من كل هذا أنهم مازالوا جميعاً يدورون في حلقة مفرغة ويمارسون لعبة كسب الوقت، تعكس رهانات رباعية أطراف العدوان‮ ‬الذين‮ ‬اجتمعوا‮ ‬ليؤكدوا‮ ‬مجدداً‮ ‬على‮ ‬مواقف‮ ‬لطالما‮ ‬سمعناها‮ ‬من‮ ‬بداية‮ ‬العدوان‮ ‬عام‮ ‬2015م،‮ ‬وحتى‮ ‬اليوم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
سبق هذا وتلازما معه التصعيد الذي هو نتيجة لتحركات المبعوث الأمريكي والأممي في اليمن والمنطقة وعادت من جديد وتيرة استهداف طيران تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات وقتله للمواطنين في بيوتهم والأسواق والطرقات والمزارع، والضحايا أغلبيهم من النساء والأطفال. بالنسبة لأمريكا وبريطانيا قضيتهما الرئيسية هي كيفية وقت تحرير مدينة مأرب واتمام إعادة هذه المحافظة اليمنية إلى حضن الوطن، وتصل هذه الأهمية إلى أن تصبح الشغل الشاغل للخارجية الأمريكية من الوزير إلى المتحدث إلى المبعوث، وفي ذات السياق بريطانيا.. بالمقابل انتصارات الجيش اليمني واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء في مختلف الجبهات، وارتفاع وتيرة إسقاط الدفاعات الجوية اليمنية للطائرات المسيرة واعتراض f15 تعكس إدراكاً أن السلام لا يمكن أن يتحقق إذا لم يوقف المعتدون عدوانهم ويرفعوا حصارهم ويسحبوا قواتهم الغازية من جميع الأراضي اليمنية، وبدون ذلك فإنهم يمارسون لعبة العبث ولكن على حساب دماء اليمنيين، وأي تنازل سيكون تحقيقاً لمخططات العدوان الهادفة إلى احتلال موقع اليمن الاستراتيجي والسيطرة على مناطق الثروات ونهبها واقتضام المزيد من الأراضي اليمنية، كما يفعل النظام السعودي، ومن ثم تقسيم اليمن وتوزيعه بين الكيانات التي انشأها مع استمرار التناحر فيما بينها، وهذا لن يكون مادام هناك قوى وطنية لا تساوم، ولا تقبل بأقل من خروج أو طرد الغزاة والمحتلين من كل شبر في اليمن وسواحله وجزره.
الأمريكان والبريطانيون والصهاينة وأتباعهم وأدواتهم في حالة عدم التوازن ومربكون ولديهم خوف من النهاية التي ستنتهي إليه حربهم الإجرامية التي يشنونها للعام السابع بدون وجه حق، وهذه المخاوف تمتد إلى مشاريعهم الإقليمية وحتى الدولية، لهذا نسمع الصراخ السعودي والتخلي الظاهري الإماراتي والذي وجوده عبر أدواته المحليين أخطر من وجود قواته أو مرتزقة خارجيين، وأكثر ما يتجلى هذا الخوف حضور الأمريكي الذي يحاول أن يوجه رسائل عبر مناوراته في البحر الأحمر مع الصهاينة والأعراب المطبعين وفي مقدمتهم دويلة الإمارات والنظام السعودي، أو عبر ما أُعلن مؤخراً عن إجراء تجارب لسلاحه الليزري الجديد في خليج عدن.. ومثلما لم يكن يتوقع تحالف العدوان وما يسمى بالمجتمع الدولي وكل شركائهم المتواطئين معهم أن الشعب اليمني سيصمد كل هذا الصمود ويفشل مخططاتهم اليوم أيضاً غير قادرين على احتمال النتائج‮ ‬والتي‮ ‬ستكون‮ ‬بحجم‮ ‬إجرامهم‮ ‬وحربهم‮ ‬القذرة‮ ‬على‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
رهاناتهم على ما قاموا به لسنوات من عملية تزييف الوعي وتضليله عبر اللعب على الشعارات والعناوين المناطقية والطائفية والمذهبية والجهوية كلها سقطت وذهبت مفاعيلها أدراج الرياح، ليفسح مجالاً أوسع لتشكيل وعي وطني وحدوي استقلالي جديد لدى كل أبناء اليمن، خرج من رحم المعاناة التي عاشها أبناء اليمن وخاصةً في المحافظات التي وقعت تحت الاحتلال السعودي الإماراتي، وبرزت مظاهر هذا الوعي في الصرخات التي تطلقها حناجر أبناء تلك المحافظات في مظاهراتهم واعتصاماتهم ضد الغزاة والمحتلين وعملائهم ومرتزقتهم الذين لم يبق لهم إلا شرعية وهمية منحها لهم المال السعودي والإماراتي مما يسمى بالمجتمع الدولي، أما الشرعية المستمدة من الشعب اليمني فواضح إلى أين بوصلتها تتجه، وهذا واضح في انتقالها من المطالبة بالخدمات وتحسين الوضع المعيشي إلى المطالبة بطرد الغزاة والمحتلين .. ولعل فوز منتخب الناشئين بكأس بطولة غرب آسيا على السعودية مؤشر أن العدوان ومرتزقته لم يعد يواجه فقط طليعته الوطنية المدافعة عن سيادته ووحدته واستقراره، إنما يواجه الشعب اليمني بكامله وبصورة أكبر في المحافظات المحتلة، ولن نحتاج إلى وقت طويل لنكون أمام نصر لم تتصوره أو تتوقعه دول‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬ولا‮ ‬أمريكا‮ ‬ولا‮ ‬بريطانيا‮ ‬ولا‮ ‬الصهاينة‮.. ‬وإنّ‮ ‬غداً‮ ‬لناظرهِ‮ ‬قريبٌ‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 12:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61782.htm