الميثاق نت -

الإثنين, 29-نوفمبر-2021
يحيى‮ ‬العراسي -
ماذا نكتب وماذا نقول عن هذه المناسبة العظيمة في ظل هذا المشهد التعيس والمحزن والظروف الخطيرة التي يمر بها الوطن اليمني مع استمرار هذه الهجمة العدوانية الشرسة والهمجية والحاقدة على اليمن الارض والانسان.
هذا العدوان الهمجي كان مبيتاً ومرتباً ربما يرتكز على اسس لها تاريخ في الصراعات السياسية والايديولوجية بل والجهوية والمناطقيةوسفالات العمالة والارتهان رخيصي الانفس الطامعين بالمال الحرام والمدنس من قبل اعداء الوطن والحاقدين على آمنه واستقراره ووحدته.
نعم‮ ‬ماذا‮ ‬نقول‮ ‬ماذا‮ ‬نكتب‮ ‬واليمن‮ ‬اليوم‮ ‬يمر‮ ‬بأسواء‮ ‬حالاته‮ ‬كنتيجة‮ ‬حتمية‮ ‬لتلك‮ ‬المؤامرات‮ ‬المعادية‮ ‬المجبولة‮ ‬على‮ ‬العداء‮ ‬لليمن‮ ‬وتلك‮ ‬الخلافات‮ ‬المتراكمة‮ ‬
عود على البدء لابد من القول ان ثورة 14 أكتوبر التي جاءت في زمن التحرر والانعتاق كانت الشراره التحررية التي انطلقت من جبال ردفان الابية قادها ابطال عظماء في زمن رجال الرجال من خير من انجبتهم اليمن بقيادة القائد الاول الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة الذي كان‮ ‬ورفاقه‮ ‬الميامين‮ ‬عائد‮ ‬ون‮ ‬للتو‮ ‬من‮ ‬الشطر‮ ‬الشمالي‮ ‬حيث‮ ‬شاركو‮ ‬واسهمو‮ ‬في‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬من‮ ‬سبتمبر‮ ‬ومكاسبها‮ ‬العظيمة‮.. ‬
وفي هذا المضمار الوطني التحرري لا شك أن ثورة سبتمير شكلت الافق الاساس والحافز الاكبر والفتح العظيم والظهير في اتحاد الاهداف والمبادئ التي كانت حاضرة وجاهزة، بلورتها الثورات السابقة. والحركات التحررية من رعيل المناضلين الاوائل والتي كانت عدن تحتضن معظم قادته نتيجة تراكم الظلم الكهنوتي الرجعي المتخلف في الشمال الذي فرض الجهل والتجهيل والعزلة والانغلاق المريع والفظيع الذي لم يكن له شبيه على المستوى الاقليمي والدولي وكذلك للتخلص من الاستعمار البغيض الذي جثم على ارض الجنوب اليمني لاكثر من قرن وثلث القرن وأسس للفرقة والتعتيم والظلم، وشتت الجنوب في محميات ومشيخيات تزيد على عشرين مشيخة ومحمية تحت نهج فرق تسد، ولم تترك مجالاً للتنمية والتطوير والتحديث محافظة على مصالحها الخاصة وخارطتها الاستعمارية انطلاقا من اليمن. لجنوب اسيا والهند بمختلف المنافذ البحرية والجوية والبرية‮ ‬غي‮ ‬اطار‮ ‬اقتصادها‮ ‬وتجارتها‮ ‬الخاصة‮. ‬
كان‮ ‬قد‮ ‬سبق‮ ‬كثيرا‮ ‬الحديث‮ ‬عن‮ ‬طبيعة‮ ‬الكفاح‮ ‬المسلح‮ ‬وبطولات‮ ‬رجالاته‮ ‬في‮ ‬زمن‮ ‬كان‮ ‬يرخص‮ ‬الدم‮ ‬والارواح‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬تطلعات‮ ‬واماني‮ ‬الشعب‮ ‬في‮ ‬الثورة‮ ‬والتحرر‮ ‬والاستقلال‮..‬
دعونا هنا نتذكر آخر مراحل ذلك الكفاح والنضال الكبير والتنافس الوطني من اجل الوصول. للغايات المنشودة حيث حققت الجبهه القوميه انتصاراً ساحقاً في مواجهات مع جبه التحرير. في مطلع. شهر نوفمبر عام 1967م وهو ما أدى الى اعتراف بريطانبا بالجبهة القومية كممثل وحيد في‮ ‬مباحثات‮ ‬جنيف‮ ‬التي‮ ‬جرت‮ ‬في‮ ‬أواخر‮ ‬ذلك‮ ‬الشهر‮ ‬وفي‮ ‬محطة‮ ‬تاريخية‮ ‬ولحظات‮ ‬لن‮ ‬يطويها‮ ‬النسيان‮.. ‬وجرى‮ ‬تحديد‮ ‬قوام‮ ‬الوفد‮ ‬على‮ ‬النحو‮ ‬التالي‮:‬
‮ ‬1‮ ‬قحطان‮ ‬الشعبي‮ ‬رائيس
2‮ ‬سيف‮ ‬احمد‮ ‬الضالعي‮ ‬
3‮ ‬خالد‮ ‬محمد‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬
4‮ ‬عبدالفتاح‮ ‬اسماعيل‮ ‬الجوفي‮ ‬
5‮ ‬العقيد‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬عولقي‮ ‬
6‮ ‬فيصل‮ ‬عبداللطيف‮ ‬الشعبي‮ ‬
وتشكل‮ ‬الوفد‮ ‬البريطاني‮ ‬برئاسة‮ ‬اللورد‮ ‬شاكلتون‮ ‬أو‮ ‬بي‮. ‬أي‮. ‬
وقد مر الوفد اليمني بالعاصمة المصرية القاهرة لمقابلة الزعيم العروبي جمال عبد الناصر. واخذ مشورته وآرائه الذي اوفد معهم كبير مستشاري الرئاسة للاستشارت الارشادية وعاد الوفد اليمني المفاوض من جنيف حاملاً معه وثيقة الاستقلال وبشائر الانتصار والتحرر
حيث‮ ‬تلى‮ ‬المناضل‮ ‬البطل‮ ‬عبد‮ ‬الفتاح‮ ‬اسماعيل‮ ‬بيان‮ ‬الاستقلال‮ ‬واعلان‮ ‬قيام‮ ‬جمهورة‮ ‬اليمن‮ ‬الجنوبية‮ ‬الشعبية‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وتنصيب‮ ‬قحطان‮ ‬محمد‮ ‬الشعبي‮ ‬رئيساً‮ ‬لها‮.‬
انجاز وطني كبير ورائع ولكن ويا للأسف الشديد لم ينصرف الرفاق الى ميدان العمل الوطني الاجتماعي والتنموي من اجل التنمية والتطوير في وقت كان الوطن في مسيس الحاجة لذلك الاتجاه، لا لم يحدث ذلك.. فما الذي حدث للاسف الشديد؟!
بعد‮ ‬اقل‮ ‬من‮ ‬اربعه‮ ‬اشهر‮ ‬على‮ ‬اعلان‮ ‬الاستقلال‮ ‬وقيام‮ ‬الجمهورية‮ ‬اي‮ ‬في‮ ‬العشرين‮ ‬من‮ ‬مارس‮ ‬1968م‮ ‬زُج‮ ‬بالمناضل‮ ‬عبدالفتاح‮ ‬اسماعيل‮ ‬مع‮ ‬رفاقه‮ ‬بالصف‮ ‬الاول‮ ‬
سالم‮ ‬ربيع‮ ‬على‮ ‬
على‮ ‬عنتر‮ ‬
علي‮ ‬صالح‮ ‬عباد‮ »‬مقبل‮«‬
صالح‮ ‬مصلح‮ ‬
علي‮ ‬سالم‮ ‬البيض‮ ‬
محمد‮ ‬صالح‮ ‬مطيع‮ ‬
عبدالعزيز‮ ‬عبدالولي
وكذلك‮ ‬العشرات‮ ‬من‮ ‬قادة‮ ‬الصف‮ ‬الثاني‮ ‬والثالث‮ ‬في‮ ‬انقلاب‮ ‬صريح‮ ‬وبتهم‮ ‬التطرف‮ ‬اليساري‮..‬
ونتيجه للتعذيب واسترهاق واستزهاق عبدالفتاح عبدالفتاح اسماعيل ذكرت المناضلة الفدائية لطيفة اسماعيل الجوفي شقيقه عبدالفتاح انه اسعف الى المستشفى حيث تظاهر هناك العديد من الجماهير التي هتفت بحايته والمطالبة بالافراج الفوري عنه وعن رفاقه من القيادات العليا في الجبهة القومية وبعد اطلاق سراحهم بضعوط محلية واقليمية استمر التثوير والانتقام وصولاً الى الـ22 يونيو 1969م واسقاط قحطان الشعبى بما سميت بالحركة التصحيحية وتم سجن قحطان الشعبي حتى مات في محبسه عام 1980م..
وليس‮ ‬ببعيد‮ ‬عما‮ ‬جرى‮ ‬في‮ ‬حق‮ ‬الرئيس‮ ‬الشهيد‮ ‬سالم‮ ‬ربيع‮ ‬علي‮ ‬والذي‮ ‬أُعدم‮ ‬وصُفي‮ ‬بطريقة‮ ‬لا‮ ‬اخلاقية‮ ‬ولا‮ ‬انسانية‮ ‬وغير‮ ‬مبررة‮ ‬بتاتاً‮..‬
وفي الطريق الى احداث أم المهالك والكوارث تم التخلص السريع من عبد الفتاح اسماعيل وصولاً الى الكارثه الوطنية الرهيبة احداث الـ 13 من يناير التي قصمت الحزب والدولة في مقتل مأساوي لا تزال اذياله وآثاره الكارثية يعيشها اليمن حتى اليوم.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61651.htm