الميثاق نت -

الجمعة, 11-يونيو-2021
محمد‮ ‬علي‮ ‬اللوزي -
في زمن السموات المفتوحة التي جعلت من العالم يبدو قرية واحدة بغض النظر عن التفاوت الرأسمالي والأغنياء والفقراء.. وفي زمن التقدم العلمي الهائل، والتفتح الحضاري، وعصر النانو، لامجال مطلقاً للانغلاق، مهما كانت المبررات وآلات القمع والتعذيب وديكتاتورية الانظمة.. فالعالم اليوم متشابك في مصالحه، والتسابق على النفوذ وعلى السوق العالمية يزداد لدرجة مهولة. ومع هذا التسابق والتفتح تتعزز قيم السوق، وتصير هي الحاكم بأمره، وتتهاوى وتتراجع سلطات الانغلاق بمافيها الديني، مالم يكن مواكباً للعلم والمعرفة، وتمثل القيم الإنسانية في الحرية والعدالة وروح الانتماء الى العصر، وتجسيد قيم الفضيلة بصدق، وليس مراباة وفعل احمق واتخاذ الفضيلة وسيلة لاعتقال العقل والسيطرة والجمود.ونهب الآخر واستلابه القيمة الإنسانية. مثل هكذا إنما يقيم حروباً مع العلم والتقدم الهائل الذي احرزته الإنسانية، ولا غلبة بالتأكيد للجهل مهما كانت مرجعيته، فالبقاء للإبداع للإنتاج للذكاء الاصطناعي، للمعرفة وهي تتدفق من كل زاوية وتحطم قلاعاً من الجهل والعبودية والاسترقاق.. وإذا لاسبيل لبلدان متخلفة إلا ان تخوض غمارالتحدي وتتفاعل مع العصري، ومع العملية الانتاجية، وتعزيز مكتسبات الحضارة المعاصرة، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي المتقدمة، لنهوض حضاري شامل.. وفي المقابل فإن اي انحدار اخلاقي يتعارض مع الإنسان كما كرمه الله وحثه على أن يسعى في مناكب الأرض، وينجز مهاماً جليلة في التعارف البشري بتقوى وضمير صادق لامواربة فيه،‮ ‬فإن‮ ‬ذلك‮ ‬ليس‮ ‬سوى‮ ‬سفه‮ ‬وتعثر‮ ‬يفضي‮ ‬الى‮ ‬الفشل‮.. ‬بهذا‮ ‬المعنى‮ ‬يصير‮ ‬للعمل‮ ‬والانتاج‮ ‬قيمة‮ ‬اخلاقية،‮ ‬أساسها‮ ‬احترام‮ ‬الآخر‮ ‬مالم‮ ‬يخرج‮ ‬عن‮ ‬القوانين‮ ‬المراعية‮ ‬للحقوق‮ ‬والحريات‮.‬
وإذاً لابد من الانتباه للواقع المعاصر، والتخلي عن الانغلاق والروح العدائية التي تحتكر الحقيقة (وإن القول ماقالت حذام).. إن هكذا سلوك قمعي، ليس سوى حماقة تذهب بالسلطات وجلاوزة القمع والرأي الواحدالى مستويات من الفشل يستحيل النهوض بعدها.. إن التعارف البشري هو التحاور، والتثاقف، والتفتح المعرفي مع شعوب الارض قاطبة، ولايعني شيئاً آخر غير ذلك من فوضى ودمار وانغلاق وتعصب.التعارف هو التقارب بوعي لمشترك حياتي، لإعمار الارض، لخلق سلام واستقرار، وليس الرفض والتوجس والخوف من الآخر، والبحث عن القهرية له.بهكذا تنهض الشعوب وتنجز مهاماً جليلة للبشرية، ويتشارك الجميع في العملية الإبداعية، ضمن اسهامات تنتقل بالمجتمعات من مستهلكة متلقية الى منتجة فاعلة.هنا فقط يسقط استغلال الانسان للإنسان باعتبار أن الكل له حضوره وفاعليته.في مجتمعاتنا.. نحن غارقون في فهرسة البشر وملاحقاتهم والتحقق من العذرية، والوقوع في الغباء الذي سيجرف الجميع، مالم تُعد صياغة الواقع بشكل يتسق مع العصر، وما اظننا قادرين على ذلك ونحن مازلنا نراهن على فوهة البندقية، وعلى استغفال واستغلال الآخر، فيما هو يتفتح ويتساير مع العصر عبر هذا الفضاء المفتوح الرافض للانغلاق الذي يعيشه السلطوي عبر اساليب عفى عليها الزمن، باعتبار ان البقاء للإبداع للعلم للمعرفة للإنتاج للتعايش الخلاق.. البقاء للأقوى اخلاقياً وإنسانياً، ومراعاة لقيم الفضيلة، وليس التعالي والغرور وانتهاك حرمات واختراع قمع إضافي، ومحاكم تفتيش تصل الى حد البذاءة وانتهاك الكرامة وماذا يعني التحقق من عذرية فتاة، سوى شيطنة السلطات وفضحها كمنتهكة لقيم انسانية، وجعلها الشيطان ذاته بأسلوب ينم عن خبث وتعاطٍ مع القمع الذي تدينه البشرية قاطبة، وهي خسارة كبرى سيدركها المشرعن للغباء، ولكن بعد ولات حين مناص..
فهل‮ ‬تدرك‮ ‬محاكم‮ ‬التفتيش‮ ‬فداحة‮ ‬هذا‮ ‬الأمر؟‮!‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 11:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60730.htm