الميثاق نت -

الإثنين, 12-أبريل-2021
الميثاق نت: -
يواصل‮ ‬الحالم‮ ‬بعودة‮ ‬إمبراطوريته‮ ‬العثمانية‮ ‬ممارسة‮ ‬كل‮ ‬اشكال‮ ‬الترهيب‮ ‬والعنف‮ ‬ضد‮ ‬معارضيه‮ ‬وكل‮ ‬من‮ ‬ينتقد‮ ‬سياساته‮ ‬وتوجهاته‮ ‬وكل‮ ‬ذلك‮ ‬بحجة‮ ‬حماية‮ ‬الديمقراطية‮.‬
لا‮ ‬يوجد‮ ‬رئيس‮ ‬دولة‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬أمعن‮ ‬في‮ ‬ممارساته‮ ‬القمعية‮ ‬تجاه‮ ‬خصومه‮ ‬ومعارضيه‮ ‬وكل‮ ‬من‮ ‬ينتقد‮ ‬سياساته‮ ‬كما‮ ‬مارسها‮ ‬الرئيس‮ ‬التركي‮ ‬رجب‮ ‬طيب‮ ‬اردوغان‮.‬
يتحدث دائماً عن الديمقراطية وكأنه يجسدها قولاً وفعلاً وممارسة وأن ديمقراطيته لا تشبه أي ديمقراطية في العالم من حيث الممارسة والتطبيق والاحترام لأسسها ومبادئها وقيمها وما تفرزه من نتائج.. إلا أن الواقع يكذبه ، ولا شك انكم تتذكرون رفضه هو وحزبه نتيجة اللعبة الديمقراطية‮ ‬في‮ ‬اسطنبول‮ ‬وانقرة‮ ‬وسبع‮ ‬ولايات‮ ‬أخرى‮ ‬ولم‮ ‬يتقبلوا‮ ‬هزيمتهم‮ ‬فيها‮ ‬في‮ ‬آخر‮ ‬انتخابات‮ ‬شهدتها‮ ‬تركيا‮! ‬
إنها‮ ‬ديمقراطية‮ ‬اردوغان‮ ‬وحزبه‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تشبه‮ ‬أي‮ ‬ديمقراطية‮ ‬في‮ ‬العالم‮ .. ‬ديمقراطية‮ ‬أنا‮ ‬ومن‮ ‬بعدي‮ ‬الطوفان‮!!‬
أي‮ ‬انتقاد‮ ‬لحكومة‮ ‬العدالة‮ ‬والتنمية‮ ‬في‮ ‬تركيا‮ ‬بحسب‮ ‬وجهة‮ ‬نظر‮ ‬اردوغان‮ ‬انقلاب‮ ‬على‮ ‬الديمقراطية‮ ‬ومحاولة‮ ‬للإضرار‮ ‬بأمن‮ ‬واستقرار‮ ‬تركيا‮.‬
ادعى وحزبه في العام 2016م أن هناك محاولة للانقلاب عليه وعلى الديمقراطية من قبل معارضيه وقيادات عسكرية وقضاة ومعلمين وآخرين ووجد فيها فرصته لتصفية الشارع السياسي التركي من اغلب معارضيه وتشديد الخناق على كل من يعارض سياساته وتوجهات حزبه .. ليس هذا فحسب وانما‮ ‬وجد‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬المحاولة‮ ‬الإنقلابية‮ ‬الفرصة‮ ‬السانحة‮ ‬لتعديل‮ ‬الدستور‮ ‬ومنح‮ ‬نفسه‮ ‬صلاحيات‮ ‬بلا‮ ‬حدود‮ ‬تتنافى‮ ‬مع‮ ‬النهج‮ ‬الديمقراطي‮ ‬المتبع‮!‬
واليوم يعود اردوغان ليتحدث عن أوهام الانقلابات التي تعشعش في مخيلته وذلك عقب إصدار عدد من الضباط والجنرالات المتقاعدين من الجيش التركي -أغلبيتهم من قوات البحرية- بياناً ينتقدون فيه توجهاته وسياساته ورفضهم مشروع القناة المائية بإسطنبول الذي يدعمه أردوغان وحذروا‮ ‬في‮ ‬البيان‮ ‬أيضاً‮ ‬من‮ ‬المساس‮ ‬باتفاقية‮ ‬مونترو‮ ‬الموقعة‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬1936م‮ ‬والمتعلقة‮ ‬بنظام‮ ‬المضائق‮ ‬البحرية‮ ‬التركية‮. ‬
بيان الضباط وجه ايضاً عدداً من الانتقادات لأردوغان فيما يتعلق بالجيش التركي والإضرار بالقيم الأساسية للدستور ، وكل تلك الانتقادات اثارت حفيظة اردوغان وقيادات حزبه ، وكونهم لا يتقبلون أي انتقادات ذهبوا لوصفه بمحاولة انقلابية على الديمقراطية.!!
وفي هذا الإطار وصف فؤاد أوكتاي نائب اردوغان من أصدر البيان بأنهم "جبناء وعاشقون للانقلاب"..، وهذا الوصف مثير للضحك والسخرية في آن ، لأن الديمقراطية الأردوغانية لا تشبه شيئاً على الإطلاق وأن ديمقراطيته لا تشبه أي ديمقراطية في العالم من حيث الممارسة والتطبيق‮ ‬والاحترام‮ ‬لأسسها‮ ‬ومبادئها‮ ‬وقيمها‮ ‬وما‮ ‬تفرزه‮ ‬من‮ ‬نتائج‮.!!‬
وهنا‮ ‬نسأل‮ ‬هل‮ ‬يمكن‮ ‬تقييم‮ ‬بيان‮ ‬الضباط‮ ‬العسكريين‮ ‬على‮ ‬أنه‮ ‬انقلاب‮ ‬عسكري؟‮! ‬وخاصة‮ ‬إن‮ ‬علمنا‮ ‬ان‮ ‬هؤلاء‮ ‬الضباط‮ ‬متقاعدون‮ ‬ولا‮ ‬مناصب‮ ‬أو‮ ‬أدوار‮ ‬فعلية‮ ‬لهم‮ ‬حالياً‮ ‬داخل‮ ‬الجيش‮.‬
وثانياً‮ ‬نحن‮ ‬نعلم‮ ‬جيداً‮ ‬أن‮ ‬من‮ ‬يخطط‮ ‬لانقلاب‮ ‬ينفذه‮ ‬فوراً‮ ‬دون‮ ‬مقدمات‮ ‬ليحقق‮ ‬عنصر‮ ‬المفاجأة‮.. ‬فعن‮ ‬أي‮ ‬انقلاب‮ ‬يتحدث‮ ‬اردوغان‮ ‬وقيادات‮ ‬حزبه؟‮!‬
اصبحت‮ ‬كلمة‮ ‬الانقلاب‮ ‬هي‮ ‬السلاح‮ ‬التي‮ ‬يواجه‮ ‬بها‮ ‬اردوغان‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬يعارض‮ ‬وينتقد‮ ‬توجهاته‮ ‬وسياساته‮.‬
تناقض‮ ‬عجيب‮ ‬وغريب‮ ‬لأردوغان‮ ‬وحزبه‮ ‬يثير‮ ‬الضحك‮ ‬والسخرية‮ ‬في‮ ‬آن‮ .. ‬ولكن‮ ‬ما‮ ‬عسانا‮ ‬ان‮ ‬نقول‮ ‬لمن‮ ‬لم‮ ‬ينعم‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬بالفهم‮ ‬الصحيح‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 12:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60391.htm