الميثاق نت -

الإثنين, 22-فبراير-2021
إبراهيم‮ ‬الحجاجي -
يظل 11 فبراير ذكرى مشؤومة ونقطة تحول كارثي كبير في تاريخ اليمن، إذ أن هذا اليوم من عام 2011 كان إيذاناً بفوضى أتت على كل جميل في البلد وعاثت بأمنه واستقراره ومعيشة شعبه فساداً ودماراً، إلا أن الذكرى هذا العام تصادف أول جمعة من شهر رجب الحرام.
هذا اليوم كان تدشيناً لمشروع تدميري برسم إقليمي وأجنبي عدواني، عبر مجموعة من الحقاد واللاهثين خلف الأطماع والمصالح الذاتية على حساب الوطن وسيادته وأمنه واستقراره، حيث حولوا نعيم هذا البلد وشعبه الطيب ونسيجه الاجتماعي وأمنه واستقراره ووحدته الى جحيم، هذا اليوم كان الشرارة الأولى للنار التي اكتوت بها وما زالت اليمن وشعبها ومقدراتها، بدءاً من أحداث 2011 التي كانت تدار بالريموت كنترول من بعض السفارات العربية والاجنبية، ومروراً بما تبعها من انقسام سياسي ومجتمعي والمبادرة الخليجية وبعدها ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني، الذي كان السبورة التي رسمت عليها استراتيجية تدمير اليمن بشكل كلي وتمزيق وحدتها ونسيجها الاجتماعي، وصولاً الى ترجمة تلك المخططات بعدوان عسكري مباشر بتحالف إقليمي يقوده النظام السعودي وبإشراف دولي وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية.
هذا العدوان الذي دمر وما زال كل شيء في اليمن، مقدرات ومصالح شعب بأكمله وهدم منازل مواطنين ابرياء فوق ساكنيها، وحصار خانق حال دون دخول الغذاء والدواء واحتياجات الناس لهذا البلد بشكل كاف، علاوة على ذلك احتلال جزء كبير من هذه الأرض الطاهرة وتجريع أبناء تلك المناطق‮ ‬ويلات‮ ‬الذل‮ ‬والمعاناة‮.‬
هذه الذكرى المشؤومة تصادف هذا العام أول جمعة من شهر رجب الحرام، والتي تم فيها تفخيخ ونفجير جامع دار الرئاسة المكتض بكبار قيادات الدولة وهم يؤدون صلاة الجمعة، حيث تم استهداف رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الشورى رحمهم الله، ورئيس مجلس النواب الذي كتب الله له الحياة وما زال يؤدي دوره الوطني رئيساً للبرلمان ونائباً لرئيس حزب المؤتمر، وكذا وزير الإدارة المحلية الشيخ صادق بن أمين ابو راس الذي أمده الله بالحياة وما زال يؤدي دوره الوطني عضواً للمجلس السياسي الأعلى ورئيساً للمؤتمر الشعبي العام، وغيرهم من القيادات‮ ‬من‮ ‬ضحايا‮ ‬ذلك‮ ‬الحادث‮ ‬الاجرامي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يراعِ‮ ‬أي‮ ‬وازع‮ ‬ديني‮ ‬أو‮ ‬وطني‮ ‬أو‮ ‬إنساني‮.‬
لا يمكن إطلاقاً تسمية هذه الذكرى كما يطلق عليها مشعلوها بثورة، بقدر ما هي فوصى كانت باباً لجحيم دمر وطناً وأنهك شعباً، قتلاً ومعاناة، ومزق وحدته والنسيج الاجتماعي لشعبه، وستظل نقطة سوداء في صفحة التاريخ.. والمؤكد أن الشعب اليمني استوعب الدرس جيداً، وستعود اليمن‮ ‬منتصرة‮ ‬الى‮ ‬سيادتها‮ ‬وأمنها‮ ‬واستقرارها‮ ‬وازدهارها‮ ‬ورخائها‮ ‬بإذن‮ ‬الله،‮ ‬وسيذهب‮ ‬كل‮ ‬خائن‮ ‬للوطن‮ ‬الى‮ ‬مزبلة‮ ‬التاريخ‮ ‬غير‮ ‬مأسوف‮ ‬عليه‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 11:10 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-60101.htm