الإثنين, 18-يناير-2021
هيا الصلوي -
من خلال قراءتي لكتاب "نظرية الفستق "جذبني عنوان من عناوينه هو " ان القراءة وحدها لا تكفي" ..
وفي مجتمعنا اليوم أصبحت فئة كبيرة من الناس لا تهتم إلا بالمظهر في مختلف المجالات ومنها التعليم .
لا أنكر عندما يكون الشخص ذو مستوى علمي عالي يحق له أن يفخر بنفسه كونه حقق إنجازاً ربما لم يصل إليه إلا قله من الناس ،ولكن السؤال الآن هو ليس معرفة كم بلغ من العلم وإلى أي مستوى وصل، ولكن سؤالي هل طبّق ما تعلّم أم اكتفى بالمظهر فقط ..؟!

هناك القليل والقليل جدا ممن أثّرت فيهم القراءة في شخصيتهم وأصبحوا أناساً مختلفين بعد القراءة..و هؤلاء الناس تستحق أن يقال لهم قارئون لأنه ليس كل من يغوص ويتعمق في القراءة يستحق أن يُقال عنه قارئ ما لم نلمس أثر القراءة في حياته وشخصيته.

أمر صعب أن تطبق ما قرأت لكن حاول أن تتغير في شخصيتك وثقافتك مهما اختلف المجتمع من حولك ،أن تتغير ليس من أجل غيرك ولكن من أجل نفسك ..فكلما حاولت بتطبيق ما قرأت تغيرت وجهة نظرك لما حولك وأصبحت إنساناً تنظر للعالم بشكل مختلف وحتى في مجال أخلاقك تصبح إنساناً أكثر نضجاً وإتزاناً، إنسانً لا يركز على التواضع وإنما إنسان يسعى لتغير نفسه وتغير من حوله..، وكثير منا قد قابل أو عاش مع أناسا قد جعلوا من القراءة مظهراً ليس من أجل أن يتغيروا أو يُغيروا. 
لذلك أدركت من خلال واقعنا أنه ليس بالضرورة أن تخبر الناس أنك تقرأ أو أنك متعلم دعهم هم من يلمسون أثر قراءتِك وتعلمِك من خلال أفكارك وتعاملك معهم وإذا قررت أن تتطور في شخصيتك والرقي بأفكارك فليس لك إلا حل وحيد قادر على ذلك هو القراءة وتطبّق ما قرأت .

أخيرا  يجب أن نعي أنه ليس كل قارئٍ قارئ وليس كل متعلمٍ متعلم وأن العالم من حولنا لم يقرأ من أجل أن يقرأ فقط وإنما أيضا من أجل أن يتغير ويغيّر.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 01:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59909.htm