الميثاق نت -

الإثنين, 09-نوفمبر-2020
محمد‮ ‬اللوزي -
نعرف جيدا ان السياسة الأمريكية على الأقل فيما يخص العرب لن تتغير كثيرا فكلهم ذلك الرجل وفقا للمعطى التاريخي في التعامل الامريكي مع قضايا الأمة العربية لذلك لانعول كثيرا على بايدن ومابعد بايدن قدر ما نعول على النهوض العربي من الداخل، على العلم، والانتاج، والبناء والتنمية، والشراكة السياسية ببعدها الديمقراطي كمرتكز مهم للخروج من حالة الارتهان المأساوي الذي تعيشه الأمة بفعل عرب النفط الذين ارتهنوا سياسيا واقتصاديا الى البيت الأبيض، وصاروا مجرد أدوات لإعاقة أي نهوض عربي يلوح في الأفق. ومايجري اليوم من مؤامرات كبيرة على دول عربية اختارت التحول الديمقراطي، يكشف عن الوجه القميء لدول البترودولار التي اشتغلت على إفشال الدولة المدنية بتضافر علاقتها مع القوى المتأسلمة التي سارت في ذات المنحى تحلل وتحرم السياسي والاقتصادي بناء على رغبات نادي الأغنياء الخليجي، وتعيق أي تطور نحو الدولة المدنية، بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان. في كل الاحوال هذا التضافر بين القوى الرجعية وتحديدا المملكة السعودية والقوى المتأسلمة، قدم تنازلات غيرعادية فيما يخص القضايا العربية وفي الصدارة القضية الفلسطينية وإفشال قيام الدولة المدنية والزج بقوى التحديث في أتون صراع أواره يزداد اشتعالا، ولايبدو أن ثمة بارق أمل يلوح في الافق للخروج من هذا الصراع الذي يموله البترو دولار، والذي تولى مهام تنفيذ الفوضى الخلاقة التي نادى بها البيت الابيض جورج بوش الابن الذي كان يدرك جيدا ان القوى الرجعية هي من سيتولى هذه الفوضى الخلاقة ويمولها ويوسع من رقعتها، مقابل حمايتها كأنظمة استبدادية طيعة لأمريكا ومنقادة لدرجة اللانتماء.. ضمن هذا السياق وفي المقابل يحدث مراجعة عميقة للخطاب الديني الذي استنفد أغراضه، وصار هو الآخر محاصرا أوغير مرغوب فيه رغم مايقدمه المتأسلمون من تنازلات خطيرة علها تشفع لهم في البقاء تحت مظلة نادي الأغنياء المسلوب الإرادة، ومع ذلك فإن سياسة البيت الأبيض وتحديدا في الفترة الرئاسية لترامب اتخذت من مكافحة الإرهاب وسيلة للنيل من الإسلام السياسي ومجالا لنهب موارد دول الخليج تحت مبررين الأول انها صدرت الأرهاب وغزت به الآخر الأورو أمريكي، وثانيا: حمايتها من التوسع الفارسي الذي يهددها كأنظمة استبدادية وصار يطرق أبوابها، ولاسبيل للتخلص من ذلك الا بأشعال حروب في المنطقة لنهب موارد البترو دولار الخليجي على شكل بيع أسلحة وبذريعة مكافحة الإرهاب وحماية صورية لها من خلال تصريحات البيت الأبيض ضد إيران وتهديدها بين فترة وأخرى بنذر حرب، ولا بأس من ضربات جوية تمولها هذه الدول. ولعل ابتزاز امريكا الكبير ونهب ثروات الدول الخليجية قد وصل الى مرحلة تعجز معه هذه الدول في المزيد من دفع الأموال، سيما وأن السعودية وجدت نفسها اليوم في تردي اقتصادي هائل وهو ما يعطي مؤشرا مهما بمتغير في سياسة البيت الأبيض إزاء هذه الدول مع قدوم بايدن إليه، والذي سيتكفل بمهمة تغيير سياسة العلاقات الأمريكية الخليجية. يتضح ذلك من خلال موقفه المغاير لسياسة ترامب، وطبيعي ان يكون هذا الموقف مغايرا لأن ثمة تحول يستدعي ذلك،بعد ان استنفد الغرض من هذه الدول الرجعية التي صارت تشكل احراجا شديد لأمريكا كداعمة لدكتاتوريات تنتهك الحقوق والحريات، حتى بات ينظر لأمريكا أنها أشبه بدولة عصابات تبتز دول المنطقة، على الأقل هذا أمام الغرب الذي عبر عن استيائه من البلطجة الامريكية كونها فقدت البعد القيمي الاخلاقي، و هنا يأتي بايدن يرسم دورا آخر يعيد السياسة الناعمة للبيت الأبيض الى الواجهة مرة أخرى والى الإتكاء في التدخل الخارجي على البعد الديمقراطي وبذريعة حماية الحقوق والحريات، ليتوجه النقد من جديد للسعودية تحديدا التي لديها رصيد كارثي في مجال الإرهاب وانتهاك الحقوق والحريات، وربما يؤدي ذلك الى انفتاح مع إيران لإرهاب انظمة القمع في الخليج والتي قد تجد نفسها أمام تحول غير عادي في المستقبل المنظور، وفي كل الأحوال فإن أمريكا ترى في تغيير سياستها الخارجية أمر على غاية من الأهمية يعيدلها التوازن في العلاقات مع الغرب الاوروبي والعالم ، ويخلصها من المأزق الاخلاقي الذي وصلت اليه، ويجعلها في مستوى دولة ديمقراطية معنية بالحقوق والحريات. الأمر إذا يفضي الى دور آخر ربما يقلق دول الخليج ويجعلها أمام متغير آخر يستتبعه بالضرورة تغيير في سياسة عدائها لدول المنطقة ولعل السعودية قد تدرك في هذه اللحظات ذلك و تعمل بوتيرة متسارعة على إيجاد حلول في الصراعات التي هي طرف رئيس فيها، والممول الأكبر لها ضمن هذا السياق نسأل: هل نجد في اليمن متغيرا مهما يفضي الى إخماد الحرب تسعى إليه الرياض قبل قبل متغير قادم يعكس أثره لفاعل والقوي على المملكة ويقلب الموازين في اتجاه هزيمتها سياسيا وعسكريا بما يؤكد مقولة ترامب ذبح البقرة بعد أن يجف ضرعها.؟ وهل بايدن هو من سيذبح هذه البقرة؟ وهل أوكلت إليه هذه المهمة؟ هل هو تبادل أدوار؟ وهل ستعي‮ ‬السعودية‮ ‬القادم‮ ‬المفجع؟‮ ‬أم‮ ‬انها‮ ‬ستبقى‮ ‬في‮ ‬ذات‮ ‬الموقف‮ ‬الذي‮ ‬تفشل‮ ‬أمامه‮ ‬كدولة‮ ‬ينظر‮ ‬إليها‮ ‬راعية‮ ‬للإرهاب‮ ‬وديكتاتورية‮ ‬تنتهك‮ ‬الحقوق‮ ‬والحريات؟‮ ‬
قادم‮ ‬الأيام‮ ‬مليء‮ ‬بالمفاجآت‮ ‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 11:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59522.htm