الميثاق نت -

الإثنين, 14-سبتمبر-2020
د‮. ‬محمد‮ ‬يحيى‮ ‬شنيف -
من أولئك الرجال الذين عملوا لوطنهم بإخلاص وصدق كان الاستاذ / عبدالقادر باجمال رئيس الوزراء الأسبق امين عام المؤتمر الشعبي العام .. قادراً على إدارة حكومته بحكمة ، ولم شتات الاحزاب والتنظيمات السياسية بحنكته وأحيانا لسخريته اللاذعة لمن يحاول الخروج عن الاجماع الوطني .. لايجامل ولا ينافق ولا يغدر .. يتمسك بقراراته ويدافع عنها ، يختار الأشخاص بعناية ويكره الاحقاد .. وطني وحدوي لايتهاون او يخاف .. والمؤسف ان من كانوا يتحدثون عن الفساد هم (من المسئولين الكبار في النظام) فاسدين ومفسدين كبار ، لاداعي لإيراد الأسماء‮ ‬وهم‮ ‬في‮ ‬الغالب‮ ‬معروفون‮ .. ‬اتعبوا‮ ‬الجميع‮ ‬وأولهم‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬،‮ ‬وارهقونا‮ ‬نحن‮ ‬الذين‮ ‬عايشناهم‮ .. ‬كان‮ ‬باجمال‮ ‬يسخر‮ ‬كثيراً‮ ‬وأمامهم‮ ‬واجه‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬شخص‮ ‬فاسد‮ ‬ماليا‮ ‬او‮ ‬اخلاقيا‮ ..‬
‮ ‬كان‮ ‬يجمعني‮ ‬به‮ ‬مقيله‮ ‬بمنزله‮ ‬في‮ ‬حي‮ ‬صوفان‮ ‬كل‮ ‬خميس‮ ‬او‮ ‬جمعة‮ ‬أسبوعيا‮ ‬،‮ ‬العدد‮ ‬محدود‮ ‬جدا‮ ‬وأحيانا‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬حدب‮ ‬وصوب‮ ‬،‮ ‬باب‮ ‬منزله‮ ‬ومكتبه‮ ‬مليئ‮ ‬بالبشر‮ ‬لايرد‮ ‬أحداً‮ ..‬
في ايام كنّا نتذكر أوائل السبعينيات ونحن ندرس بالقاهرة ، (باجمال وصل للدراسة بمصر وهو اكبر سنا) ومن تلك الذكريات ، حينما اجتمعنا كطلاب من كل الاطياف السياسية واقتحم البعض سفارتنا بمصر وهو معنا كطالب والسفير آنذاك كان الاخ والصديق الاستاذ / يحيى المتوكل .. وبعدها‮ ‬قابلت‮ ‬العزيز‮ ‬الشهيد‮ ‬ابراهيم‮ ‬الحمدي‮ ‬بمقر‮ ‬إقامته‮ ‬بشيراتون‮ ‬القاهرة‮ ‬وتلك‮ ‬قصة‮ ‬اخرى‮ ..‬
وانا بمنزل الفقيد عبدالقادر باجمال او مكتبه احمل ملفات لزملاء واصدقاء وغيرهم ، يقول ما هو المطلوب ، اشرح له فلان بحاجة لمنحة علاجية او دراسية او درجة وظيفية أو عمل ، أو مساعدة مالية الخ . اشهد الله انه كان يوجه لكل شخص أيا كان للجهات المختصة في الدولة للحصول‮ ‬على‮ ‬طلبه‮ ‬ويصدر‮ ‬اوامره‮ ‬بكل‮ ‬وضوح‮ ‬دون‮ ‬معرفة‮ ‬صاحب‮ ‬الملف‮ ‬او‮ ‬الاطلاع‮ ‬على‮ ‬ملفه‮ ‬او‮ ‬الاستفسار‮ ‬عن‮ ‬المنطقة‮ ‬التي‮ ‬ينتمي‮ ‬اليها‮ ..‬
باجمال‮ ‬كان‮ ‬واثقاً‮ ‬من‮ ‬نفسه،‮ ‬وممن‮ ‬يتعامل‮ ‬معهم‮ .. ‬
في أواخر جلساتي معه ، وانا في مقيله ، شاهدته مرهقاً ، كان معنا الأصدقاء حافظ معياد ومحبوب علي ، ان لم تخني الذاكرة، وإذا بالعزيز باجمال يمد لي بقاته ، ويمتد بكل جسمه ، وانا بجانبه قمت أجس على راْسه وجدته قطعة ثلج ، كان عنيدا كعادته حتى في مرضه ولم يستجب لنا في نقله للمستشفى العسكري استدعيت ضابط حرسه وفي العناية المركزة تم إسعافه وأول من زاره الاخ / احمد علي عبدالله صالح ووزير الصحة طبيب القلب محمد النعمي الذي قال لنا لو تأخر باجمال دقيقتين كان انتهى ..
رجل‮ ‬الدولة‮ ‬عانى‮ ‬بعدها‮ ‬من‮ ‬جلطتين‮ ‬،‮ ‬وعانى‮ ‬من‮ ‬متاعب‮ ‬العلاج‮ .. ‬
أطلت ، لكني حزين جرتني الذكريات .. آخرها زيارتنا له انا والدكتور / احمد مكي في احدى المناسبات عند عودته لصنعاء وقلبه متعب وعقله مشغول ولسانه أثقلته الهموم ، وكم كان حزني حيث لم نجد أياً من المنافقين والمنتفعين والمرتزقين على بابه .
مع‮ ‬الشهداء‮ ‬والخالدين‮ ‬أيها‮ ‬الصديق‮ ‬والإنسان‮ ‬والمثقف‮ ‬الشامل‮ ‬الاستاذ‮ / ‬عبدالقادر‮ ‬باجمال‮ ‬فقيد‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮ ..‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 02:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59198.htm