الميثاق نت -

الإثنين, 14-سبتمبر-2020
راسل‮ ‬القرشي -
‮* ‬ماذا‮ ‬فعل‮ ‬الشاب‮ ‬العشريني‮ ‬عبدالله‮ ‬الأغبري‮ ‬ليتم‮ ‬تعذيبه‮ ‬بذلك‮ ‬الأسلوب‮ ‬البشع‮ ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬قتله‮ ‬بدم‮ ‬بارد؟‮!.‬
ماذا‮ ‬فعل‮ ‬الأغبري‮ ‬للخمسة‮ ‬الأشخاص‮ ‬الذين‮ ‬تناوبوا‮ ‬على‮ ‬تعذيبه‮ ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬قتله‮ ‬بطريقة‮ ‬بشعة‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬لأي‮ ‬آدمي‮ ‬التفكير‮ ‬بها؟‮!‬
الجناة قالوا - حسب ما كشفته الأجهزة الأمنية - "إن المجني عليه كان يقوم بسرقة تلفونات من محل السباعي التابع لهم بحي القيادة حيث التحق للعمل فيه" إلا أن تقرير المحققين الجنائيين أوضح أن لا دليل على تلك الادعاءات!!.
وإن صح أن المجني عليه سرق هواتف كما قال الجناة هل يبرر لهم ذلك تعذيبه وقتله ، والتغطية على جريمتهم - كما تم تناوله - باللجوء لإحدى المستشفيات المتواطئة معهم لاستخراج تقرير يثبت أن الأغبري انتحر وهو ما نفته إدارة المستشفى وأكدت أنها هي من أبلغت مباحث العاصمة‮ ‬صنعاء؟‮!‬
مالكم‮ ‬كيف‮ ‬تحكمون‮ .. ‬؟‮!‬
يقيناً هذا التعذيب الذي استمر لمدة ست ساعات من قبل هؤلاء الذين لا يمكن وصفهم سوى بالمنحطين ومن ثم قتله يخفي وراءه قضية أكبر من السرقة التي ادعوها .. وما كشفته احدى الفتيات على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" والتي أبدت استعدادها للمثول أمام المحكمة والادلاء بشهادتها وتقديم صور المحادثات والاغراءات والمعاكسات والتهديدات التي تلقتها من قبل عمال بهذا المحل التجاري- وتحتفظ بتلك المحادثات وأرقامهم- دليل على أن إقدامهم على تعذيب وقتل الشاب عبدالله الأغبري كان وراءه عملية ابتزاز وتهديد ليس للفتاة "هدى حمود" وحدها‮ ‬بل‮ ‬لكثيرات‮ ‬وقعن‮ ‬ضحايا‮ ‬لهذا‮ ‬المحل‮ ‬سيئ‮ ‬الصيت‮ ‬والسمعة‮ ‬ولعماله‮ ‬الذين‮ ‬ارتكبوا‮ ‬هذه‮ ‬الجريمة‮ ‬الشنيعة‮..!!‬
مجرمون‮ ‬فتحوا‮ ‬لهم‮ ‬محلاً‮ ‬لبيع‮ ‬الهواتف‮ ‬المحمولة‮ ‬وصيانتها‮ .. ‬اتخذوا‮ ‬منه‮ ‬مكاناً‮ ‬لممارسة‮ ‬هوايتهم‮ ‬في‮ ‬امتهان‮ ‬القذارة‮ ‬والبذاءة‮ ‬وابتزاز‮ ‬الفتيات‮ ‬وتهديدهن‮ ‬والمتاجرة‮ ‬بأعراضهن‮ ‬وشرفهن‮..!!‬
مجرمون‮ ‬قادهم‮ ‬القدر‮ ‬لارتكاب‮ ‬هذه‮ ‬الجريمة‮ ‬البشعة‮ ‬بحق‮ ‬الشاب‮ ‬العشريني‮ ‬عبدالله‮ ‬الأغبري‮ ‬لتتكشف‮ ‬حقيقتهم‮ ‬القذرة‮ ‬التي‮ ‬ظلوا‮ ‬يخفونها‮ ‬ربما‮ ‬طيلة‮ ‬سنوات‮..!!‬
مجرمون‮ ‬ساقهم‮ ‬القدر‮ ‬لكشف‮ ‬جريمتهم‮ ‬بتعذيب‮ ‬وقتل‮ ‬الأغبري‮ ‬وارتكاب‮ ‬جرائم‮ ‬أخرى‮ ‬كتلك‮ ‬التي‮ ‬كشفتها‮ ‬الفتاة‮ "‬هدى‮ ‬حمود‮" ‬وهي‮ ‬الجرائم‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬السكوت‮ ‬عنها‮ ‬أو‮ ‬تركها‮ ‬تمر‮ ‬دون‮ ‬عقاب‮..‬
وفي الاتجاه نفسه نرجو من كل من تعرض لمحاولة ابتزاز وتهديد من هذا المحل التجاري ومن يعمل فيه- كما حدث مع الفتاة الشجاعة التي أبدت استعدادها للمثول أمام المحكمة والادلاء بشهادتها عما تعرضت له- أن يبادروا للإدلاء بما لديهم من أقوال ، وبما يؤدي إلى تطبيق اقصى العقوبات‮ ‬بحق‮ ‬الجناة‮.!!‬
كل من كتب في شبكات التواصل الاجتماعي أكانوا رجالاً أو نساء وقالوا إن لهذا المحل التجاري سوابق وسمعة سيئة أن يكونوا شهوداً لإثبات إدانة القتلة وفضحهم والتعجيل في إجراءات محاكمتهم واتخاذ العقاب العاجل والرادع بحقهم وتنفيذه دون تأخير .. وكل هذا يصب في إطار حماية‮ ‬المجتمع‮ ‬وردع‮ ‬كل‮ ‬القتلة‮ ‬والمجرمين‮ ‬وكل‮ ‬من‮ ‬يفكر‮ ‬بارتكاب‮ ‬جريمة‮ ‬أياً‮ ‬كان‮ ‬شكلها‮ ‬أو‮ ‬نوعها‮..‬
جريمة متعمدة ارتكبتها ذئاب بشرية تعيش بيننا مع سبق الاصرار والترصد ، دون رادع أو وازع من دين أو ضمير وكأن هؤلاء خُلقوا ليكونوا وحوشاً بشرية .. لم يكن بينهم من ينهاهم عن فعلتهم ولو بعدم المشاركة ..
جميعهم‮ ‬شاركوا‮ ‬في‮ ‬الجريمة‮ ‬وكأنهم‮ ‬يعيشون‮ ‬حالة‮ ‬من‮ ‬اللذة‮ ‬وهم‮ ‬يعذبون‮ ‬الشاب‮ ‬عبدالله‮ ‬الأغبري‮..!!‬
وهنا‮ ‬يجب‮ ‬على‮ ‬الجميع‮ ‬أن‮ ‬يعلم‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتهم‮ ‬الجهات‮ ‬ذات‮ ‬الاختصاص‮ ‬أن‮ ‬هذه‮ ‬الجريمة‮ ‬لا‮ ‬تخص‮ ‬الشاب‮ ‬الأغبري‮ ‬وانما‮ ‬تخص‮ ‬المجتمع‮ ‬اليمني‮ ‬ككل‮..‬
القضية الآن في عهده النيابة والقضاء .. أما الأجهزة الأمنية فقد قامت بعملها على اكمل وجه واستوفت ملف القضية بأدلة قاطعة .. وقضية كهذه لا تقبل المماطلة والتسويف والأخذ والرد والوساطات والمحسوبيات لأن الجريمة من قبل اولئك المجرمين لم يكن ضحيتها الشاب الأغبري وحده‮ ‬بل‮ ‬تمس‮ ‬المجتمع‮ ‬بكامله‮ - ‬كما‮ ‬قلت‮ ‬سابقاً‮ - ‬وعليهم‮ ‬أن‮ ‬يجسدوا‮ ‬ما‮ ‬يتوجب‮ ‬عليه‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬القضاء‮ ‬ويؤكدوا‮ ‬أن‮ ‬المؤسسة‮ ‬القضائية‮ ‬تستعيد‮ ‬عافيتها‮..‬
وصدق‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮ ‬القائل‮ :"‬ولكم‮ ‬في‮ ‬القصاص‮ ‬حياة‮ ‬يا‮ ‬أولي‮ ‬الألباب‮".‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 10:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59191.htm