الميثاق نت -

السبت, 22-أغسطس-2020
بقلم‮ ‬الشيخ‮ / ‬صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبو‮ ‬راس- رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬ -
الذكرى الـ 38 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام تأتي بعد أحداث دراماتيكية مر بها المؤتمر كتنظيم وطني يمني جماهيري واليمن والمنطقة، بعضها كان متسارعاً وآخر ذا طابع مفاجئ أدت تداعياتها إلى نتائج افرزت متغيرات في غالبيتها ذات طابع سلبي تجسدت فيما شهده اليمن من تباينات‮ ‬واختلافات‮ ‬وصراعات‮ ‬تحولت‮ ‬إلى‮ ‬حرب‮ ‬عدوانية‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬القوى‮ ‬الخارجية‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬لها‮ ‬علاقة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬شهده‮ ‬من‮ ‬ازمات‮ ‬كبرى‮..‬
بطبيعة الحال وإزاء كل ما جرى، اليوم المؤتمر مدعو إلى الوقوف أمامها وقراءتها قراءة صحيحة وموضوعية لاستخلاص الدروس والبناء على ايجابياتها وسلبياتها، انطلاقته صوب مستقبل تكتسب فيه استمرارية نضاله وكفاحه باتجاهات تجسد المبادئ والقيم الوطنية التي تأسس عليها كمشروع وطني يمني مداميكه الرئيسية تقوم على التلاقي والتصالح والتسامح المؤدي إلى حوار بين أبنائه الذين عليهم أن يستفيدوا من كل ما مر بهم وبوطنهم وشعبهم، مدركين أن حاضر ومستقبل اليمن مرهون بوعيهم واستشعارهم مسئولياتهم امام الأجيال القادمة.
بكل تأكيد دعوة المؤتمر هذه تستوجب أن تغلب كل القوى السياسية مصلحة وطنها وشعبها وتستفيد من كل ما مروا به ليفهموا أن لا خيار أمامنا جميعاً إلا الرهان على انفسنا وشعبنا في مداواة جراحنا والعمل على التئامها لا سيما وأن ما تعرضنا له كان يستهدفنا جميعاً وفي المقدمة من وضعوا رهاناتهم على الاستعانة بالخارج لتحقيق الغلبة على بعض أو كل أبناء وطنهم ليجدوا انفسهم بعد سنوات هذا العدوان الست أنهم هم أيضاً مستهدفون، واستمرارهم في توجهاتهم تلك ستجعل الثمن أكبر من قدرتهم على دفعه إن لم يستفيقوا ويتجاوزوا احقادهم قبل فوات الأوان‮.‬
إن ما نفخر به -ونحن نحتفي بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام الـ 38- أن هذا التنظيم انبثق من الواقع اليمني بكل موروثه الثقافي والسياسي والفكري التراكمي التاريخي، واضعين كل المشاركين في تأسيسه وهم يتحاورون أن يكون تجربة يمنية مرنة تمتلك القدرة على استيعاب كل الأفكار والتيارات الإسلامية والوطنية والقومية وفقاً للخصوصية اليمنية التي حمل معانيها ومضامينها الميثاق الوطني الذي وإن كان دليلاً نظرياً وفكرياً للمؤتمر الشعبي العام لكنه في نفس الوقت يحظى بإجماع كل اليمنيين، وكون عدم الاسترشاد به كموجّه عام لمسارات عملية البناء الوطني اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً يعود لأسباب موضوعية ناجمة عن ظروف وأوضاع دفعت بأصحاب هذا التنظيم الوطني الرائد الى الخروج عن سياقاته، ورغم ما أشرنا إليه إلا أن ذلك يمكن اعتباره اخطاء ربما كان لها تبعات أثرت على المسار العام للمؤتمر الشعبي وهو يواجه تحديات المراحل التي تحمل فيها مسئولية قيادة الوطن وهذه قضية ينبغي تجاوزها وترك الحكم عليها للتاريخ وينبغي ألا تتكرر في المستقبل سواء في مواجهة تحديات وتعقيدات هذه المرحلة من قبل انصار وقواعد وقيادات المؤتمر أو فيما يخص الشأن الوطني لكل تشابكات.
وهكذا فإن صعوبات قضايا واستحقاقات المرحلة الراهنة ينبغي العمل على حلها وفقاً لقواسم الاجماع الوطني المشترك على أن تكون حلولاً تغلب فيها المصلحة اليمنية التي لن تكون قابلة للتحقق إذا استمرت التأثيرات الخارجية بما تمثله من إملاءات ووصاية وهيمنة تتجلى نتائجها فيما انتهى إليه التدخل الخارجي الذي تحول إلى عدوان سعودي إماراتي هدفه تدمير وتقسيم اليمن وماهو أبعد من ذلك، وما نعنيه هنا ان هذا العدوان لا يستهدف فقط سيادة ووحدة اليمن بل إنه يمثل خطراً وجودياً، وإن أردنا الانتصار عليه واسقاط كل رهاناته علينا أن نتكاتف ونتماسك‮ ‬ونرص‮ ‬صفوفنا‮ ‬في‮ ‬مواجهته‮ ‬وبما‮ ‬يمكننا‮ ‬من‮ ‬حماية‮ ‬سيادة‮ ‬اليمن‮ ‬ووحدته‮ ‬واستقلاله‮ ‬ليكون‮ ‬وطناً‮ ‬حراً‮ ‬مستقلاً‮ ‬لكل‮ ‬ابنائه‮..‬
وهكذا لا يجب النظر الى الذكرى الـ 38 لتأسيس المؤتمر كمناسبة احتفالية إلا بالقدر الذي يجعل منها مناسبة تقييمية تحليلية تصب باتجاه استخلاص روية مستقبلية تمكننا من مواجهة التحديات والأخطار المحدقة بوطننا وشعبنا، والأولوية بكل تأكيد لوقف العدوان السعودي الإماراتي وبقية تحالفهما الاقليمي والدولي، ورفع الحصار والتوجه نحو بناء اليمن الذي تطلع اليه ابناء شعبنا في مسيرتهم النضالية طوال تاريخهم المعاصر والمتمثل بيمنٍ قوي وقادر ومستقل تسوده الديمقراطية وسيادة القانون المحققة للمواطنة المتساوية بين كافة أبنائه.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 11:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-59022.htm