الميثاق نت -

الثلاثاء, 11-أغسطس-2020
مطهر‮ ‬تقي‮ ‬ -
من منطلق الحرص والواجب على صنعاء الحضارة والتاريخ والخوف من تضرر مبانيها وما بقي من سورها نتيجه لهطول الأمطار الغزيرة قام الخميس الماضي الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ يرافقه عدد من الوزراء وأمين العاصمة وقيادة هيئة الحفاظ على المدن‮ ‬والسلطة‮ ‬المحلية‮ ‬بزيارة‮ ‬تفقدية‮ ‬لاحياء‮ ‬مدينة‮ ‬صنعاء‮ ‬التاريخية‮ ‬للإطلاع‮ ‬على‮ ‬حجم‮ ‬الأضرار‮ ‬التي‮ ‬لحقت‮ ‬بالمنازل‮ ‬ومابقى‮ ‬من‮ ‬سور‮ ‬المدينه‮ ‬نتيجة‮ ‬لهطول‮ ‬الأمطار‮ ‬الغزيرة‮ ‬طيلة‮ ‬الأسابيع‮ ‬الماضية‮.‬



صحيح أن تلك الزيارة تأتي من باب الواجب لا التفضل نحو التراث ومعالم جزء من تاريخنا ولكن المهم في نظري أن تترجم تلك الزيارة لنتائج عملية نحو الحفاظ على تراث المدينة ونحو سكانها الذين يشعرون بالإحباط من تدني إهتمام الدولة بمعيشتهم الصعبة والفوضى التي تعم المدينة من تدني النظافة والمرافق الخدمية واحتلال البساطين بمخلفاتهم لكثير من الأسواق والشوارع وعشرات أن لم يكن المئات من السيارات المعطلة (الخردة) التي لم تجد من يرفعها من تلك الشوارع والتي تتجمع تحتها القمائم وتشكل خطورة امنية لأمن المواطنين ومنازلهم كذلك يشعرون بالإحباط من تدني إهتمام الدولة بمنازلهم العتيقة التي وضعت منظمة اليونسكو شروطا محددة عند ترميمها لا يمكن تجاوزها وغياب قيادة لهيئة الحفاظ على المدن التاريخية (الا من ندر منهم) تستوعب مهمتها وتخلق شراكة مع مجتمع المدينة للحفاظ على المدينه بحيث ترفد الهيئة بالكوادر المتخصصة ويتوافر لها الإمكانات المعقولة في ظل هذه الظروف الصعبه التي تعيشها بلادنا ... لكن الواقع الذي تعيشه الهيئه: إن الكوادر الكفؤة شبه معدومة ومن يريد أن يعمل منهم يجد أن الغلبة لتلك المجاميع من الموظفين الذين تعودو ابتزاز المواطنين بالسماح لهم أولا بأحداث مخالفة بعد أن تمنح تلك المخالفة تصريح رسمي ثم يبدأ مسلسل ابتزاز صاحب المخالفة بوقف العمل إلي أن يدفع المخالف ما عليه من غرامات نتيجة لتلك المخالفه التي منحت قيادة الهيئه بعض تلك المخالفات تصريحا بها.. حتى ان المواطنين اصبح لديهم اعتقاد أن بعض المفتشين التابعين للهيئة حين يجوبون شوارع صنعاء القديمة غرضهم إلقاء القبض على اي مخالف ابتزازه وربما حبسه وبمجرد أن يدفع ما طلب منه يخرج من حبسه ويواصل تنفيذ المخالفه خارج الدوام وفي ليالي الاجازات الاسبوعية والموسمية وهكذا تزيد عدد المخالفات بموافقة ضمنية من تلك الكوادر التي تعودت على الارتزاق (وقصدت الله) ولا أدري أين مصير اثنين مليون ريال يصرفها وزير الثقافة من صندوق التراث شهريا ولا أدري كذلك اين مصير واردات الهيئه الأخرى وميزانيتها المرصودة من الدولة (وان كانت قليله ) اذا كان الترميم الذي تشهده المدينة‮ ‬هذه‮ ‬الأيام‮ ‬لعدد‮ ‬سبعين‮ ‬منزلا‮ ‬يتم‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬الدعم‮ ‬الخارجي‮ ‬وتحت‮ ‬إشراف‮ ‬الصندوق‮ ‬الاجتماعي‮.‬



ومن باب الإنصاف أؤكد أن هناك أشخاص في الهيئة شرفاء ويخافون على مدينتهم ويحاربون من أجلها حسب استطاعتهم واتمنى عليهم التأكد من تلك الاستفسارات وعن رأي المواطنين حول أولئك المفتشين وكذلك الإستفسارات عن مصير المبالغ المالية.



وكلمتي لرئيس الوزراء المثقف والسياسي والعاشق للتراث وكذلك لوزير الثقافة الاستاذ عبدالله الكبسي الذي إستطاع أن يحافظ على كيان الوزاره ولو بجزء من نشاطها في ظل الظروف المالية والسياسية الصعبة وكذلك الاستاذ حمود عباد امين العاصمة الذي أؤمن بإمكاناته وقدرته حين يشمر على ساعديه... وأما الاستاذ عبدالعزيز الكميم وزير التخطيط وكذلك الاستاذ عبدالملك الثور وزير الزراعة فالشكر يرفع لهم على ذلك على كل جهودهم نحو المدينة والشكر موصول كذلك للاخ عقيل النصاري نائب رئيس الهيئة على جهوده المتواصلة.. وخوفي مستقبلا أن يتسع الخرق على أبر الخياطة فلا يمكن بعدها الإصلاح والمحافظة على المدينة وبقية المدن التاريخية.. وأذكر رئيس الوزراء ووزير الثقافة وأمين العاصمة بالندوة المهمة التي تمت برعاية ودعم رئيس مجلس الوزراء الدكتور حبتور تحت عنوان معا لنحافظ على صنعاء التاريخ في مايو 2018 والتي ضمت أوراق عمل لكل الجهات ذات العلاقة بالمحافظة على صنعاء شخصت فيها المشكله التي تعيشها المدينة وحددت العلاج او الإجراءات المطلوبة للمحافظة على المدينة وفق خطة مزمنة تتحمل كل الجهات ذات العلاقة تنفيذ ما يخصها



واعتقد ان تفعيل مخرجات تلك الندوة التي عمدها رئيس الوزراء وناضل من أجل تنفيذها وزير الثقافة كفيلة بصيانة المدينة والحفاظ عليها وأقترح على رئيس مجلس الوزراء التوجيه بتفعيل مخرجات تلك الندوة دون تأخير ( فالوقت ليس لصالح المدينة) فذلك يغني الحكومة والجهات ذات العلاقة مزيداً من الاجتماعات والزيارات.. أما أن تبدأ الدولة من بداية السطر من جديد وزيارات واجتماعات ينتهي مفعولها بمرور الوقت فذلك مضيعه للوقت علما ان الإجراءات الترقيعية المؤقتة لن تجدي نفعا مع المدينة والحفاظ عليها



شكرا للاخ رئيس الوزراء على زيارته لحارة صلاح الدين ومرافقيه وكنت اتمنى ان تشمل تلك الزيارة حي الجامع الكبير وحارة نشوان (على الأقل) الذي تهدم جزء من السور من جهتها وذلك ليعم جبر الضرر والمواساة من قبل الاخ رئيس مجلس الوزراء لأهالي أحياء تلك المناطق وأن شاء‮ ‬الله‮ ‬يعوضون‮ ‬مستقبلاً‮.‬



ورعا الله أيام ما قبل 2010 التي شهدت اهتماما خاصا بالمحافظة على المدينة وعلى ما بقي من سورها وازالة المخالفات والبسطات العشوائية والاهتمام بالمرافق الخدمية من خلال نشاط اللجنة العليا للمحافظة على المدينة برئاسة مدير مكتب رئاسه الجمهورية وقتها الاستاذ علي الانسي ووزير الثقافة عبدالوهاب الروحاني وأمناء العاصمة الاستاذ حسين المسوري واحمد الكحلانى وعبدالقادر هلال وكذلك عام 2004 عام صنعاء عاصمة للثقافة العربية والوزير وقتها خالد الرويشان والرؤساء السابقين لهيئة الحفاظ على المدن التاريخية (مع الاعتراف بفارق الضروف‮ ‬السياسية‮ ‬والإمكانات‮ ‬الماليه‮ ‬الصعبه‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الزمان‮ ‬الصعب‮).‬



والسؤال‮ : ‬هل‮ ‬المستقبل‮ ‬يحمل‮ ‬في‮ ‬سفره‮ ‬زمن‮ ‬يعاد‮ ‬النشاط‮ ‬للدولة‮ ‬لتقوم‮ ‬بواجباتها‮ ‬التنمويه‮ ‬نحو‮ ‬المواطنين‮ ‬وتحافظ‮ ‬على‮ ‬تراثنا‮ ‬وحضارتنا؟



اتمنى‮ ‬ذلك‮ ‬وليس‮ ‬ذلك‮ ‬على‮ ‬الله‮ ‬بعسير‮ ‬والله‮ ‬حافظ‮ ‬اليمن‮ ‬وتراثه‮ ‬وحضارته‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬سوء‮.‬



تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 03:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58980.htm