الميثاق نت -

الإثنين, 06-يوليو-2020
د‮.‬عبدالعزيز‮ ‬البكير -
عفوا... فلا يجهل تاريخنا وحضارتنا إلا الجاهلون بأنسابهم وأحسابهم من الدخلاء على الأمة العربية ، والمتسللين إلى صفوفها للتحدث باسمها ، وهدم أمجادها ، والإساءة إلى تاريخها ، ونقول لمثل أولئك : إن الحضارة والتاريخ يصنعها الإنسان على الارض " حياة وثقافة وسلوك ، وواقع عيش وتعايش ، وبناء وإعمار وأثر وتراث حضاري تتوارثها الأجيال والمجتمعات الإنسانية" ، لا يستطيع أشخاص ادعاء أو إنكار حضارة ووجود تاريخ أمة أو حضارة شعب من الشعوب ; ونحن اليمنيون شعب حضاري عريق لا يستطيع الشرطي ضاحي خلفان المجنس إماراتي والكاتب المجنس سعودي عبدالحميد الغبين ، فما كتبه الأول سابقا ، أو ما قاله الثاني لقناة i24 التابعة للعدو الصهيوني عن اليمن وجهل اليمنيين ;أنكار لحضارتنا وتاريخنا ووجودنا وتراثنا وأمجادنا من خلال تغريدة أو تصريح سياسي أو مقابلة إعلامية مقروأة أو مسموعة أو مرئية ، فتاريخنا‮ ‬وحضارتنا‮ ‬اليمنية‮ ‬هي‮ ‬حضارة‮ ‬وتاريخ‮ ‬يمني‮ ‬عربي‮ ‬إنساني‮ ‬عريق‮ ‬،‮ ‬وتراث‮ ‬إنساني‮ ‬حضاري‮ ‬ملك‮ ‬المجتمع‮ ‬الإنساني‮ ‬كله‮ .‬
إن الكاتب السعودي وما قاله في هذيانه عن اليمن لا يؤثر على شعبنا وحضارتنا، إنما يكشف عن جهلة بالتاريخ والثقافة والحضارة اليمنية التي هي مهد العرب وأصلها ومنبعها وساسها ورأسها وسماؤها وأرضها وإنسانها وتاريخها ، فمن يدعي العروبة بدون الانتماء إلى اليمن لا يعتبر عربيًا وإن ادعى أنه عربي وينتمي إلى العروبة دون أصل واتصال باليمن واليمنيين فهي دعوة كاذبة مجهولة ومجهول أصلها ونسبها، وهوية المدعي كالكاتب "الغبين" صاحب الجنسية السعودية الذي ينكر حضارة اليمنيين ويتكلم نيابة عن أمثاله من الكتاب والسياسين والإعلاميين المجهولين الأصل والهوية والانتما للأمة العربية ، المتسللين إلى صفوف العرب ، المنتحلين الانتماء للأمة العربية ، الجاهلين حقيقة أنفسهم وأنسابهم وأصولهم ،الحاقدين على اليمن واليمنيين والعرب وأمجادهم وتاريخهم العريق وحضارتهم الانسانية العريقة التي لا يسطيع إنكارهها‮ ‬أي‮ ‬قوة‮ ‬مهمها‮ ‬كانت‮ ‬وأين‮ ‬كانت،‮ ‬فتاريخ‮ ‬اليمن‮ ‬تاريخ‮ ‬العرب‮ ‬وتاريخ‮ ‬العرب‮ ‬تاريخ‮ ‬استخلاف‮ ‬وحياة‮ ‬وعبادة‮ ‬لآلاف‮ ‬السنين‮ ‬من‮ ‬عمر‮ ‬الدنيا‮ ‬أرضًا‮ ‬وإنسانا‮ .‬
وردي هذا يعتبر رد مواطن يمني عربي معتز بالله ورسوله وبيمنيته وعروبته وانتمائه الوطني والقومي العربي ، ولم يكن ردي على أولئك السفاسف والدخلاء والمتسللين الى صفوف الأمة العربية في كل أقطارها ، الذين يطعنون بحضارة اليمن والأمة العربية ويعادونها ويكدونها ويردون‮ ‬بالأمة‮ ‬العربية‮ ‬الضعف‮ ‬والتمزق‮ ‬والتشتت‮ ‬والاستسلام‮ ‬للأعداء‮ ‬والتبعية‮ ‬والخنوع‮ ‬والذل‮ ‬لأعداء‮ ‬الأمة‮ ‬العربية‮ ‬ودينها‮ ‬وتاريخها‮ .‬
إن هذه الكلامات والسطور أتساءل فيها : أين المثقف والمثقفة العربية والكتاب والمؤرخين والنقاد والعلماء وأهل الحل والعقد في الأمة ، أين هم وأين هي أدوارهم مما يستهدف اليمن واليمنيين والعرب والعروبة تاريخا وحضارة ودينا ووجود وتراثا وشروات ومقدرات ، واستهداف اليمن لم يكن ليستهدف اليمن وحدها إنما يستهدف الأمة العربية بكل تلك المقوامات التي أشرت إليها آنفا في سطوري القريبة ، وسوف أتناول في عجالة بعض الجوانب الحضارية والتاريخية لليمن التي أنكرها الخبيب بسفه وجهل من لا يعرفون أصل أنسابهم وقيم العرب والعروبة وتاريخها‮ ‬وحضارتها‮ ‬فإلى‮ ‬ذلك‮: ‬
إن اليمن بلد حضاري ضارب أطنابه في جذور التاريخ والحضارة الانسانية كأقدم تجمع بشري وحضاري مدني لما قبل التاريخ الميلادي الأقدم من قبل 9000 إلى3500 سنة ق.م ، والتاريخ الإنساني كله لا يستطيع أن يتجاوز الشعب اليمني كأمة وحضارة وتاريخ وجهاد وإيمان وقيم وأخلاق، فاليمنيين هم الناس في دعوة نبي الله أبونا إبراهيم في قوله تعالى: »رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)« سورة إبراهيم ، فاستجاب الله لدعوة نبي الله ابراهيم، فجاء بالناس أهل الأفئدة التي تتفق مع ملة أبينا إبراهيم ،وحفظ ابنه وزوجته ومقدسات الله وحرمه، وهي قبيلة جرهم اليمنية، وهم الناس المؤهلون مع نبي الله إبراهيم وابنه نبي الله إسماعيل الذي تزوج من جرهم وعاش برعاية قبيلة جرهم التي رفعت مع نبيي الله إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت، واليمنيون هم الناس وهم نصر الله وهم الفتح المبين للدين والتوحيد وإعلاء كلمة الله، وإبلاغ رسالة نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، بنص قول الله عز وجل : بسم الله الرحمن الرحيم »إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)«، فهم الناس بنص هذه الآية وهم نصر الله، وهم أهل الإيمان لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول هذه الآية قال: ( جاء أهل اليمن، الايمان يمان والحكمة يمانية ، هم أرق قلوبا وألين أفئدة،) ، ولفظ الأفئدة والناس اتفقت مع دعوة إبراهيم، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن إيمان أهل اليمن ولين أفئدتهم، واليمنيون هم جند الله ورسوله من رفعوا راية التوحيد بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم، وفتحوا مشارق الأرض ومغاربها بقيادة أصحابه -صلى الله عليه وسلم-، وهم من أطفأ نار أعداء رسول الله من قريش، وأحلافها من الكفرة والمشركين ،واليمنيون هم العصبة التي‮ ‬قال‮ ‬عنها‮ ‬النبي‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وسلم‮: (‬اللهم‮ ‬إن‮ ‬لم‮ ‬تنصر‮ ‬هذه‮ ‬العصبة‮ ‬فلن‮ ‬تعبد‮ ‬في‮ ‬الأرض‮) .‬
وعندما سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، عن سبأ هل هو رجل أم امرأة أم أرض ، قال ابن عباس رضي الله، : أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن سبأ ما هو أرجل ام امرأة أم أرض ،فقال: ( بل هو رجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة، وبالشام منهم أربعة، فأما في اليمن هم (مذحج وكندا والأسد والأشعريون وأنمار وحمير) ; وأما بالشام، (لخم، وجذام، وعاملة، وغسان ) ،فأهل الشام وأهل اليمن من سبأ وهم جند الله ورسوله عند المسجد الحرام وعند المسجد الأقصى، وأهل اليمن من أحبهم الله عز وجل وأحبوه فقال: »يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)« سورة المائدة ، فرسالتهم خالدة تالدة جند الله ورسوله، وكلما ارتد قوم عن الإسلام أو اعتدى عليه كان اليمنيون لهم بالمرصاد، فالله اختارهم ووضعهم حيث اختارهم جنده لأمر يعلمه وحكمة أرادها أن خصهم دون الناس ، وأرض اليمن معاذ وملجأ للناس عند الفتن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يجند الناس أجنادًا، جند باليمن، وجند بالشام، وجند بالمشرق، وجند بالمغرب) قال رجل : يا رسول الله إني شاب فلعلي أدرك ذلك فاي ذلك تأمرني، قال: (عليك بالشام فإنهم صفوة الله من بلاده يسوق إليهم صفوته من عباده ،عليك بالشام فإن الله توكل لي بالشام وأهله، فمن أبى فليحق بيمنه) وفضل أهل اليمن ضيوف النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الحوض ،قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني لأبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم أي حتى يغوون) ، وهم أهل التاريخ وما قبل التاريخ من كتبوا الحضارة الإنسانية، وهم خلفاء الأرض من بعد قوم نوح، قال تعالى: »أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)« الأعراف ، وقد كانت الحضارة اليمنية في الزراعة وبناء القرى وتربية الماشية وإقامة التجمعات السكانية ، لوهي المعالم الرئيسية لفجر الحضارة اليمنية، وهي نفس المعالم التي ذكرها الله في القران الكريم غن قوم عاد حيث قال تعالى: »وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ« الشعراء 132-134 ، وقال تعالى :»أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ«، وفي الألفية الثانية قبل الميلاد وهو عهد هود عليه السلام وقومه قوم عاد ، وفي آيات كثيرة من القرآن الكريم نبأ عاد والنبي هود ومنها قوله تعالى: »فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)« فصلت ، فلما حق عليهم العذاب فارقهم النبي هود عليه السلام والذين معه، وعصفت بديار قبيلة عاد بالأحقاف رياح صرصر عاتية حتى هلكوا بينما استقر نبي الله هود في منطقة شرق وادي حضرموت هو والذين آمنوا معه، وكان فيهم ابنه قحطان ابن هود، ومات النبي هود عليه السلام في حضرموت حيث ما زال ضريحه معروفا حتى اليوم ، وعهد ذي القرنين ووائل بن الغوث معاصري النبي إبراهيم عليه‮ ‬السلام،‮ ‬هم‮ ‬من‮ ‬اليمن‮ ‬وهو‮ ‬ذو‮ ‬القرنين‮ ‬الهميسع‮ ‬بن‮ ‬عمرو‮ ‬بن‮ ‬عريب‮ ‬بن‮ ‬زيد‮ ‬بن‮ ‬كهلان‮ ‬بن‮ ‬سبأ‮ .‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58742.htm