الميثاق نت -

الخميس, 02-يوليو-2020
الميثاق نت ‬: -
السوق‮ ‬السوداء‮ ‬هي‮ ‬الوحيدة‮ ‬المنتعشة‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬البلاد‮ .. ‬سوق‮ ‬سوداء‮ ‬ليس‮ ‬في‮ ‬المشتقات‮ ‬النفطية‮ ‬فحسب‮ ‬وإنما‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬شيء‮..‬
ماذا‮ ‬فعل‮ ‬هذا‮ ‬الشعب‮ ‬ليعاني‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬المعاناة‮ ‬وهل‮ ‬هذه‮ ‬المعاناة‮ ‬مكتوبة‮ ‬على‮ ‬جبينه؟‮!‬
منذ‮ ‬أن‮ ‬قال‮ ‬الأولون‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬الشعب‮ : "‬ربنا‮ ‬باعد‮ ‬بين‮ ‬أسفارنا‮" ‬وهذا‮ ‬الشعب‮ ‬يعاني‮ ‬كل‮ ‬المعاناة‮ ‬،‮ ‬ليس‮ ‬هذا‮ ‬فحسب‮ ‬بل‮ ‬نراهم‮ ‬يستدعون‮ ‬المعاناة‮ ‬لتصيبهم‮ ‬وتعم‮ ‬سائر‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮..!!‬
نعم هناك البعض من هؤلاء لا يحلو لهم العيش إلا وسط النكبات والأزمات وهم من يتمنون أن تعم الأزمات والكوارث والمصائب حياة الشعب ليمارسوا هواياتهم في جمع الأموال بطرق غير قانونية وبعيدة عن الأخلاق وعن كل الأعراف التي لا تقبل بهذه الممارسات والسلوكيات..
ماذنب‮ ‬بقية‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮ ‬الذين‮ ‬يريدون‮ ‬ان‮ ‬يحيوا‮ ‬ويعيشوا‮ ‬بهدوء‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬الأوجاع‮ ‬والآلام‮ ‬وعن‮ ‬هذه‮ ‬الممارسات‮ ‬والسلوكيات‮ ‬الغريبة‮ ‬والمسيئة‮ ‬التي‮ ‬تزدهر‮ ‬في‮ ‬وقت‮ ‬الأزمات‮ ‬والنكبات‮ ‬والكوارث‮..‬
هؤلاء الآفات التي تلهو وتلعب في ظل الأزمات هم تجار الحروب .. وتجار السوق السوداء الذين يكشفون عن انفسهم بوضوح بالمتاجرة بأوجاع الناس .. والغريب أننا نراهم منتشرين في كل حي وشارع من أحياء أمانة العاصمة وغيرها من المدن اليمنية .. ينتشرون كالجراد في ظل غياب واضح‮ ‬للجهات‮ ‬المعنية‮ ‬التي‮ ‬نسمع‮ ‬جعجتها‮ ‬ولا‮ ‬نرى‮ ‬طحينها‮..!!‬
هؤلاء‮ ‬وكما‮ ‬قلت‮ ‬سابقاً‮ ‬ينتشرون‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الأزقة‮ ‬يروجون‮ ‬ويبيعون‮ ‬المشتقات‮ ‬النفطية‮ ‬دون‮ ‬حسيب‮ ‬أو‮ ‬رقيب‮.. ‬
ومع كل ذلك يبقى السؤال الأهم : من أين يحصل هؤلاء "الآفات" على هذه المشتقات في الوقت الذي نرى فيه معظم أبناء الشعب ممن يمتلكون السيارات ويعتاشون عليها يقفون في طوابير طويلة ينتظرون بالأيام للحصول على ثلاثين لتراً من مادة البنزين أو الديزل..؟!!
توجه هذا السؤال للجهات المختصة وتحصل على إجابة من أحد المختصين بأن ما تستفسر عنه لا وجود له وكله يندرج في إطار الأوهام .. وإن أصررت على الحصول على إجابة يتهمك هذا المختص بأنك مع العدوان كما حدث مع الزميل عبدالحافظ الفقيه على قناة الساحات مؤخراً..!!
تجار السوق السوداء ينتشرون في كل الأزقة ويبيعون المشتقات النفطية بكل أريحية وباسعار مرتفعة جداً ولا ندري كيف يحصلون عليها .. وفي الوقت نفسه نسمع مسئولي الجهات المختصة يروجون لجعجعتهم دون أن نرى طحينهم أو نلمس شيئاً من تلك التهديدات التي يطلقونها عبر القنوات‮ ‬الفضائية‮ ‬والمواقع‮ ‬الأخبارية‮..‬
فساد واضح مكشوف ومفضوح .. هذا ما نلمسه ونحن نرى السوق السوداء تزدهر كل هذا الازدهار .. فساد بشراكة قائمة إما بين المختصين في شركة النفط أو مالكي محطات المشتقات النفطية مع تجار السوق السوداء..!!
ومع كل هذا الفساد الذي وصلت روائحه العفنة إلى عنان السماء رأينا الكارثة التي حصلت في حارة معاذ بن جبل بحي السنينة نتيجة حريق هائل نشب في مستودع أحد تجار السوق السوداء الذي كان يحوي على مخزون كبير من المشتقات النفطية..!!
هذا‮ ‬الحريق‮ ‬تسبب‮ ‬بتضرر‮ ‬ثمانية‮ ‬منازل‮ ‬مجاورة‮ ‬وحالة‮ ‬من‮ ‬الرعب‮ ‬التي‮ ‬اصابت‮ ‬الناس‮ ‬القاطنين‮ ‬بجوار‮ ‬المستودع‮..‬
هل أدى هذا الحريق إلى تحرك الجهات المختصة في أمانة العاصمة لمصادرة كل المشتقات التي يتم بيعها في الشوارع والأحياء والضرب بيد من حديد ليعلم هؤلاء وغيرهم أن هناك سلطة ودولة لا تسمح بمثل هذه الممارسات الكارثية والمضرة بحياه الناس..؟!
الإجابة‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬السؤال‮ ‬نراه‮ ‬مسجلاً‮ ‬ومدوناً‮ ‬بوضوح‮ ‬على‮ ‬شوارع‮ ‬وأحياء‮ ‬الأمانة‮ ‬التي‮ ‬ينتشر‮ ‬فيها‮ "‬جراد‮ ‬المشتقات‮ ‬النفطية‮" ‬بكل‮ ‬أريحية‮..!!‬
ماحدث في حارة معاذ بن جبل بحي السنينة الاثنين الماضي سيتكرر الحدوث في أحياء أخرى مكتظة بالسكان في امانة العاصمة أو غيرها من المدن اليمنية في ظل إخفاء تجار السوق السوداء لهذه المشتقات في منازلهم.. وأيضاً في ظل غياب الرقابة المختصة عن أداء دورها..
فهل‮ ‬ستكتفي‮ ‬الجهات‮ ‬المختصة‮ ‬حينها‮ ‬بإرسال‮ "‬أربع‮ ‬عربات‮ ‬إطفاء‮ ‬واثنين‮ ‬وايتات‮ ‬مياه‮ ‬من‮ ‬الدفاع‮ ‬المدني‮ ‬بالأمانة‮ ‬والمصلحة‮" ‬كما‮ ‬عملت‮ ‬لإخماد‮ ‬ذلك‮ ‬الحريق‮ ‬الهائل‮ ‬في‮ ‬السنينة‮..‬؟‮!‬
ورغم اننا ندرك يقيناً أن الجهات المختصة لم ولن تقوم بفعل شيء تجاه هؤلاء نرجو من الأهالي في احياء امانة العاصمة منع تخزين هذه المشتقات في احيائهم وهذا هو ما سيمنع حدوث مثل هذه الكوارث مرة أخرى .. أما إن تعامل المواطنون بلا مبالاة فعليهم ان يتوقعوا حدوث مثل هذه‮ ‬الكارثة‮ ‬في‮ ‬قادم‮ ‬الأيام‮ ‬وخاصة‮ ‬إن‮ ‬طالت‮ ‬أزمة‮ ‬المشتقات‮ ‬النفطية‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 09:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58712.htm