الميثاق نت -

الأربعاء, 01-يوليو-2020
راسل‮ ‬القرشي -
لن نستغرب أو نتعجب من ردة الفعل الأممي والدولتين الكبريين الشريكتين في دعم النظام السعودي بحربه على اليمن على الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي استهدفت مواقع عسكرية في عاصمة دولة العدوان الرياض منتصف الأسبوع الماضي .. كون تلك الردود هي ما نسمعها منذ‮ ‬أن‮ ‬سقطت‮ ‬أولى‮ ‬الصواريخ‮ ‬البالستية‮ ‬اليمنية‮ ‬على‮ ‬المناطق‮ ‬السعودية‮..‬
الأمم المتحدة التي دانت تلك الضربات على لسان امينها العام عرت نفسها ليس من الآن وإنما منذ بدأ هذا العدوان الإجرامي على اليمن واليمنيين ، وفي المقابل ردود الأفعال التي تبدو غاضبة وتعبر عنها خارجيتي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ندرك جيداً ابعادها ومدلولاتها‮ ‬فهما‮ ‬شريكان‮ ‬فعليان‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬وردودهما‮ ‬تلك‮ ‬لا‮ ‬تعنينا‮ ‬في‮ ‬شيء‮ ‬سوى‮ ‬أنها‮ ‬تؤكد‮ ‬لمن‮ ‬لا‮ ‬يعلم‮ ‬بعد‮ ‬عن‮ ‬وقاحتهم‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تشبه‮ ‬شيئاً‮ ‬على‮ ‬الإطلاق‮..!!‬
هذا‮ ‬هو‮ ‬ديدن‮ ‬هذه‮ ‬المنظمة‮ "‬الأممية‮" ‬والدولتين‮ ‬اللتين‮ ‬تسيّرانها‮ ‬وتوجهان‮ ‬أمينها‮ ‬العام‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬صغيرة‮ ‬وكبيرة‮..‬
استخفاف‮ ‬أممي‮ ‬أمريكي‮ ‬بريطاني‮ ‬واضح‮ ‬ومعلن‮ ‬بحياة‮ ‬المدنيين‮ ‬اليمنيين‮ ‬الذين‮ ‬يتم‮ ‬استهدافهم‮ ‬بصواريخ‮ ‬العدوان‮ ‬منذ‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬خمس‮ ‬سنوات‮ ‬وبشكل‮ ‬متعمد‮ .. ‬واستخفاف‮ ‬أيضاً‮ ‬بالمجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬إلى‮ ‬ابعد‮ ‬حد‮!!‬
وقاحة‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ ‬وشركائه‮ ‬الرئيسيين‮ ‬في‮ ‬تدمير‮ ‬اليمن‮ ‬وقتل‮ ‬اليمنيين‮ ‬انعكست‮ ‬بوضوح‮ ‬في‮ ‬المواقف‮ ‬التي‮ ‬عبروا‮ ‬عنها‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬الهجمات‮ ‬العسكرية‮ ‬التي‮ ‬وصلت‮ ‬إلى‮ ‬عاصمة‮ ‬دولة‮ ‬العدوان‮ ‬الأولى‮..‬
بتلك المواقف المخزية يفضحون تورطهم مع النظام السعودي في تدمير مدن وقرى يمنية عن بكرة ابيها واستهداف سكانها وتهجير من تبقى منهم ، في حين لم نسمع منهم إدانة واستنكاراً واحداً تجاه كل هذه الاعمال والممارسات والجرائم بحق الشعب اليمني الصابر والصامد..
هذا البكاء الذي يقوم به قادة دول العدوان .. إضافة الى تناقض الدول الغربية في مواقفها يوكد وقاحة ودناءة وازدواجية إدارات انظمة الهيمنة والاستكبار العالمي وقادتها في التعامل مع الأحداث والوقائع منذ بدء العدوان في الـ 26 من مارس 2015م..
منذ اكثر من خمس سنوات وتحالف العدوان السعودي الإماراتي وحلفاؤهما يقصفون الأحياء السكنية ويدمرون البنية التحتية من الموانئ والمطارات والطرق والجسور والمصانع والمزارع وآبار المياه والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمساجد والجامعات ومحطات الكهرباء ومراكز الإتصالات ومؤسسات وشركات القطاع الخاص والمنشآت الحكومية وقاعات الأفراح والعزاء...، ويأتي العالم ليدين ويستنكر تلك الهجمات..، وكأن صواريخ الموت وكل ما قام به العدوان تجاه اليمن واليمنيين ليس شيئا ولا يستحق حتى الحديث عنه أو الالتفات إليه من قبل دوله وفي المقدمة‮ ‬منها‮ ‬دول‮ ‬الهيمنة‮ ‬والاستكبار‮ ‬الداعمة‮ ‬للعدوان‮ ‬وقادته‮..!!‬
ومع كل هذه الوقاحة التي تكشف عنها دول العدوان وشركاؤها نقول هنا وبكل الصدق والمسئولية إن ذلك التباكي وذرف دموع التماسيح وكل تلك الإدانات لن تدفع الجيش اليمني واللجان إلى إيقافها .. بل ستزيدهم قوة في استهداف المزيد من الأهداف وفقاً لقاعدة التعامل بالمثل ، حتى‮ ‬يتوقف‮ ‬العدوان‮ ‬ويتم‮ ‬رفع‮ ‬الحصار‮ ‬الجائر‮ ‬عن‮ ‬اليمن‮..‬
ستستمر‮ ‬المواجهة‮ ‬ويستمر‮ ‬الصمود‮ ‬ما‮ ‬استمر‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ ‬وحلفاؤه‮ ‬ومرتزقته‮ ‬واذنابه‮ ‬في‮ ‬عدوانهم‮ ‬واستهدافهم‮ ‬للمدنيين‮..‬
ستستمر‮ ‬تلك‮ ‬العمليات‮ ‬العسكرية‮ ‬في‮ ‬صب‮ ‬نيرانها‮ ‬على‮ ‬المواقع‮ ‬العسكرية‮ ‬في‮ ‬الرياض‮ ‬وغير‮ ‬الرياض‮ ‬ما‮ ‬داموا‮ ‬في‮ ‬غيّهم‮ ‬يعمهون‮..!!‬
والعجيب‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬السياق‮ ‬ونحن‮ ‬نتحدث‮ ‬عن‮ ‬ردود‮ ‬الافعال‮ ‬تلك‮ ‬أن‮ ‬يصف‮ ‬المبعوث‮ ‬الأممي‮ ‬إلى‮ ‬اليمن‮ ‬مارتن‮ ‬غريفيث‮ ‬ما‮ ‬يحدث‮ ‬ويجري‮ ‬في‮ ‬مأرب‮ ‬من‮ ‬اعمال‮ ‬عسكرية‮ ‬بالخطير‮ ‬جداً‮ ‬ويضر‮ ‬بحياة‮ ‬المجتمعات‮ ‬المدنية‮ ‬هناك‮..‬
نعم ياغريفيث ما يحدث يمثل خطورة على حياة الناس ولكن من الذي يقوم بالاعتداء على الجيش واللجان .. أليس الطرف الآخر هو من يهاجم ويستهدف الجيش واللجان والمدنيين في المناطق المحررة من قوى العدوان واذنابه ؟!
فكيف يقيّم المبعوث الأممي تلك الأعمال العسكرية .. وماذا عما يحدث ويجري من قبل العدوان وادواته في بقية المحافظات.. وماذا عن منع المشتقات النفطية من الوصول إلى ميناء الحديدة وكل هذه المعاناة التي يتكبدها ويعيشها اليمنيون في صنعاء وبقية المحافظات الواقعة في إطار‮ ‬حكومة‮ ‬صنعاء‮ .. ‬ألا‮ ‬يعد‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬نظر‮ ‬غريفيث‮ ‬خطيراً‮ ‬جداً؟‮!!‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 07:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-58701.htm