الميثاق نت -

الإثنين, 30-مارس-2020
أحمد‮ ‬الزبيري‮ ‬ -
على وقع كارثة وباء فيروس كورونا الذي اجتاح العالم يكتمل عام الصمود الوطني الخامس للشعب اليمني ويدخل عامه السادس، وهذا التزامن يضع تحالف الحرب العدوانية على شعبنا أمام حقائق هو عاجز عن الارتقاء إلى مستواها ليوقف عدوانه ويرفع حصاره لأنه لا يملك القيم والمبادئ الاخلاقية الإنسانية التي تجعل منه قادراً على فهم واستيعاب حجم الآلام والأوجاع التي يمكن ان تجلبها جائحة فيروس كورونا ، وخبرة السنوات المنصرمة لعدوانه تجعلنا نشك في أي موقف إذا لم يتخذ ذلك طابعاً عملياً..
السلام بالنسبة لنا هو الخيار الذي طالما نادت به كل القوى السياسية اليمنية الواقفة في وجه العدوان منذ بداية هذا العدوان ولم تتوقف المبادرات لإنهاء هذه الحرب العدوانية الوحشية القذرة والشاملة وهي اليوم تُطرح وإن كان ذلك في مستويات جديدة تتناسب مع عظمة ثبات وصمود‮ ‬وانتصارات‮ ‬شعبنا‮ ‬خلال‮ ‬السنوات‮ ‬الخمس‮ ‬وبالمقابل‮ ‬فشل‮ ‬وهزيمة‮ ‬وانكشاف‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬واهدافه‮ ‬الحقيقية‮ ‬والتي‮ ‬في‮ ‬ظلها‮ ‬ينبغي‮ ‬التفاوض‮ ‬لإحلال‮ ‬السلام‮ ‬مع‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬وعلى‮ ‬رأسه‮ ‬النظامان‮ ‬السعودي‮ ‬والإماراتي‮..‬

ولإثبات الجدية في هذا الاتجاه يتوجب وقف العدوان ورفع الحصار وهو ما سيهيئ الظروف للدخول في تفاوض يؤدي إلى حلول حقيقية تضمن سيادة ووحدة واستقلال اليمن بعيداً عن كل اشكال الهيمنة والوصاية الخارجية ، وهذا بكل تأكيد سيفتح الطريق إلى حوار يمني - يمني ينتج عنه مصالحة شاملة على ارضية شراكة وطنية لإعادة بناء ما دمره هذا العدوان الغاشم ومن ثم الذهاب إلى بناء الدولة اليمنية المدنية الموحدة والمستقلة المبنية على اسس راسخة لدولة النظام والقانون والمجسدة لمبدأ المواطنة المتساوية التي تجعل من اليمن وطناً لكل أبنائه يتساوون‮ ‬جميعاً‮ ‬في‮ ‬الحقوق‮ ‬والواجبات‮..‬
لقد علمتنا تجربة السنوات الخمس مع هذا العدوان أن ادواته ومرتزقته لا يملكون قراراً، وأي تفاوض معهم إهدار للوقت ولن يؤدي إلى أي نتيجة وعلينا أن ننطلق في أي توجه نحو السلام والحل السياسي من خلال خطوات عملية أولى، جديتها تتمثل في وقف هذه الحرب العدوانية على شعبنا ورفع الحصار وندرك وفقا لمعطيات السنوات الخمس أن هذا التوجه ليس ضرورة للقوى الثابتة الصامدة المتصدية لهذا العدوان بل ولدول تحالف العدوان وربما حاجتها بعد الفشل والهزائم العسكرية والسياسية والاقتصادية والاعلامية والاخلاقية اكبر من حاجة الشعب اليمني الذي‮ ‬بات‮ ‬يمتلك‮ ‬القوة‮ ‬والقدرة‮ ‬على‮ ‬مواجهة‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬الذي‮ ‬تؤكد‮ ‬التجربة‮ ‬انه‮ ‬لا‮ ‬يؤمن‮ ‬إلا‮ ‬بالقوة‮..‬
طبيعة الحال العدوان كعادته استجاب كلامياً لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش وبررها بموافقة حكومة شرعية الفنادق ومع الشك الكبير بصدقية هذه الموافقة إذا لم يستتبعها وقف العدوان ورفع الحصار ونرجو ان يغلّب هذا التحالف الباغي منطق العقل على عناده وصلفه وعنجهيته‮..‬
ونترك الحكم على مدى جدية العدوان للأيام القادمة فالسلام مطلبنا وطريقه مفتوحة إن أراد المعتدون ذلك وعليهم أن يعوا أن ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب لن يحققوه بالسياسة فالاستسلام ليس خياراً للشعب اليمني بعد كل صموده الاسطوري وانتصاراته وتضحياته في سبيل سيادته ووحدته‮ ‬واستقلاله‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 11:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57949.htm