الميثاق نت -

الأربعاء, 25-مارس-2020
وليد علي غالب -
لا شك أن التاريخ خلد قامات كتبت في صفحاته مجدا لم يجف حبره على مر التاريخ، فقلة هم أولئك الذين يتسنّمون قمم الخلود والسمو والعظمة والإنسانية، وقلة هم أولئك الذين ينفصلون عن آخر الزمان والمكان، ويملأون أروقة التاريخ عظمة وتضحية وفداء.
واليوم في اليمن التاريخ على موعد بأن يخصص صفحة من صفحاته لنموذج فريد من القادة، رجل إختصر الزمن، ويتمتع بشخصية إستثنائية تمتلك صفات من النادر أن تجتمع لدى رجل واحد.

وإذا كان للتاريخ أن يقف وقفة إجلال أمام أروع أمثولة للشموخ، وإذا كان للدنيا أن تكبر لأروع عظمة سجلها تاريخ اليمن الواسع الممتد، وإذا كان للإنسانية أن تنحني في خشوع أمام أروع أمثولة للبطولة؛ فشموخ سعادة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور هو أروع تلك الأمثلة وأجلاها على الإطلاق.

بن حبتور ذلك الرجل الكبير، والمثقف العظيم، وروح الإبداع والتواضع والنفس الجميلة، يلف المكان ببسمته المعهودة، وأحد أعمدة الإبداع وأهم ركائز تنمية مجتمعنا، ومن يصنع الفارق والتميز في كافة الأصعدة.

من لا يعرفه فسيقول: سياسي محنك، ورجل دولة فذ، ومن يعرفه سيقول إلى جانب ذلك، معلم، ومثقف من طراز نادر، وشخصية من تلك الشخصيات التي لا يملك المرء عند دهائها وشاعريتها ولطافة قولها وحزم فعلها إلا أن يقف المرء عاجزا أن يلج آفاق عظمته، إلا بمقدار ما يملك من بعد في القصور، وانكشاف في الرؤية، وسمو في الروح والذات؛ فكلما تصاعدت هذه الأبعاد، واتسعت هذه الأطر، كلما كان الإنفتاح على آفاق العظمة في حياة بن حبتور أكثر وضوحاً، وأبعد عمقاً.

نهل بن حبتور العلم من إحدى أرقى الجامعات العالمية وهي جامعة التجارة (لايبزغ) بألمانيا في مجال الاقتصاد، وحصد الكثير من الشهادات والأوسمة والتعيينات العلمية التي إن دلت فإنما تدل على مكانته السامية وثقافته وعلمه وغزارته المعرفية، فكان جديرا" ومستحقا" ذات يوم أن يكون رئيسا لإحدى أكبر الجامعات اليمنية وهي جامعة عدن، بل ثم نائبا لوزير التربية والتعليم في تلك الآونة، ثم محافظا لمحافظة عدن في وقتا لاحق.,لأن لهذا الرجل ما لا يمتلكه أحد غيره.

ولعل عظمة بن حبتور تجلت في أبهى صورها وأرقى حللها، حين اقتحم بلادنا عدوان غاشم أذكى قلوب اليمنيين وحطم أحلامهم وقتل أبناءهم، هنا وقف بن حبتور وقفة الرجل الجسور بإرادته القوية وعزمه الذي لا يخور، وتجلت الرؤية، وسمت النظرة، وفاض العطاء، فقرر أن يكون هذا الرجل الحر في صف الوطن، يذوذ عنه بروحه ويدافع عنه، فانطلق كالسهم من كنانة الرئيس الشهيد صالح الصماد وأوغله في صدور الأعداء، واختير بن حبتور من بين كل أولئك العظماء أمثاله ليقوم بأسمى مهمة تاريخية المتمثلة بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني، وكان رئيسها ولازال حتى اليوم، تلك الهامة المرفوعة، والناصية الشامخة.

لقد تعلمت من هذه القامة العظيمة أشياء كثيرة، من أجملها تواضعه الجم، وحرصه على ألا يعرف الناس إنجازاته حتى يبقى عمله خالصا، وهو ما يتعارض مع الكثير من الشخصيات السياسية الذين يسعون للظهور الإعلامي، والمشاركة في كل حدث، والتباهي بإنجازاتهم وإن كانت صغيرة.

لا شك عندي أن الأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، من أولئك الرجال الأوفياء الذين حققوا بجهدهم وحرصهم طموح المجتمع وسعادة أفراده، فأنجزوا ما وعدوا، وسعوا إلى حيث أرادوا؛فتحقق لهم الهدف، ونالوا الغاية، وسعدوا بحب المجتمع وتقديره.
هؤلاء الرجال لا يريدون بأعمالهم جزاءً ولا شكوراً.... فُطِروا على بذل الخير، فوجدوا القبول والاحترام من أفراد المجتمع، فهو يسعى إلى تحقيق النجاح فكان النجاح ملازماً له في أعماله ومسؤولياته..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 07:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57911.htm