الميثاق نت -

الإثنين, 09-ديسمبر-2019
مطهر‮ ‬تقي‮ ‬ -
منذ أكثر من شهرين والعالم العربي والعالمي يتابع المظاهرات والاحتجاجات والاضرابات وتوقف الحياة العامة في المدن العراقية وكذلك اللبنانية تنديداً بالفساد السياسي والمالي وتسلط الطائفية والمذهبية والتدخل الإيراني في البلدين العربيين ونتابع ايضاً الحرائق والتكسير‮ ‬للمرافق‮ ‬العامة‮ ‬والخاصة‮ ‬وقتل‮ ‬وجرح‮ ‬المئات‮ ‬من‮ ‬المتظاهرين‮..‬‭ ‬وكلنا‮ ‬حزن‮ ‬على‮ ‬اخوتنا‮ ‬في‮ ‬العراق‮ ‬ولبنان‮ ‬وامنياتنا‮ ‬أن‮ ‬يعم‮ ‬السلام‮ ‬والأمن‮ ‬والعدل‮ ‬والتوافق‮ ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬البلدين‮ ‬الشقيقين‮..‬
ووسط ذلك القلق نتفاجأ باصوات من داخل وخارج اليمن تدعو للمظاهرات والاحتجاجات في صنعاء وغيرها من المدن ضد الحوثيين وتسلطهم السياسي وكأن ذاكرة أصحاب الدعوه قد نسيت عام 2011 الذي كنا نتمنى أن يكون عاما للتغيير السياسي والمعيشي الى الأفضل فإذا به يصيب اليمن في‮ ‬حياته‮ ‬ومعيشته‮ ‬وأمنه‮ ‬واستقراره‮ ‬السياسي‮ ‬حتى‮ ‬اليوم‮ ... ‬
وعلي‮ ‬تلك‮ ‬الدعوات‮ ‬اقول‮ - :‬
‮-‬ليس‮ ‬الحل‮:‬
في ظل العدوان والحرب بين الاخوة أن ندعو إلى المظاهرات والعنف وكأن بلادنا ينقصها العنف والفوضى وقتل وجرح المزيد من المواطنين الأبرياء فما قام به العدوان وتقوم به الحرب بين الاخوة من القتل والجروح والتدمير يكفي شعبنا

‮- ‬ليس‮ ‬الحل‮:‬
‮ ‬أن‮ ‬ندعو‮ ‬للاحتجاجات‮ ‬والتدمير‮ ‬الذي‮ ‬سينتج‮ ‬عنه‮ ‬وقف‮ ‬ما‮ ‬بقى‮ ‬لنا‮ ‬من‮ ‬خدمات‮ ‬عامة‮ (‬على‮ ‬حساب‮ ‬المنظمات‮ ‬الدولية‮) ‬تكاد‮ ‬تفي‮ ‬بجزء‮ ‬بسيط‮ ‬من‮ ‬متطلبات‮ ‬حياتنا‮ ‬التي‮ ‬دمرتها‮ ‬السنوات‮ ‬الخمس‮ ‬الماضية‮.‬

‮-‬ليس‮ ‬الحل‮:‬
أن ندعو إلى الخروج للمظاهرات على حساب السكينة العامة ونخسر الأمن الذي نتمتع به ويحفظ ارواح المواطنين من القتل والتفجيرات من الجماعات الإرهابية وشعبنا على حافه الهاوية والأعداء يتربصون بنا فيكفينا ألماً وحسرة ما يعانيه اخوتنا في المحافظات الجنوبية والشرقية‮ ‬من‮ ‬الاغتيالات‮ ‬ومن‮ ‬الفوضى‮ ‬السياسية‮ ‬بين‮ ‬الانتقالي‮ ‬والشرعيه‮ ‬وغياب‮ ‬الدولة‮.‬

‮-‬ليس‮ ‬الحل‮:‬
الدعوه للمظاهرات والعنف والنفوس تملؤها الأحقاد والتوتر يسيطر على المزاج الشعبي فأي انفجار في الشارع سيقابله رد فعل من طرف السلطة الذي لا ينقصها التوتر وتكون النتيجة والعياذ بالله الف مرة مما يحصل في لبنان والعراق والعاقبة لايعلم نتائجها ومنتهاها إلا الله.‮ ‬

لكن‮ ‬الحل‮ ‬في‮ ‬رأيي‮:‬
‮ ‬أن‮ ‬تقوم‮ ‬قيادة‮ ‬أنصارالله‮ ‬وحلفاؤهم‮ ‬بتقييم‮ ‬الأداء‮ ‬السياسي‮ ‬والإداري‮ ‬لما‮ ‬بقي‮ ‬من‮ ‬مؤسسات‮ ‬الدولة‮ ‬وإعادة‮ ‬النظر‮ ‬في‮ ‬علاقه‮ ‬السلطه‮ ‬بالمواطنين‮ ‬على‮ ‬ضوء‮ ‬ذلك‮ ‬التقييم

‮- ‬الحل‮:‬
هو الاهتمام بضمان سلامة الجبهة الداخلية وتماسكها وتوافقها من خلال تصحيح الخلل الاداري الذي أصاب جهاز الدولة من تعيينات تغلب عليها الولاء والجنس بدلا من الكفاءة والاستحقاق القانوني مما أوجد شرخاً وتذمراً بين المواطنين وكذلك التوقف عن المكايدات الاعلامية بين وقت وآخر كنبش آبار التاريخ لنسج حكايات مخيطة بصميل لا داعي لها في هذا الوقت الحرج الذي تعاني فيه الجبهة الداخلية من هشاشة ومحاولة الاختراق ... كذلك وقف إجراءات التقاعد للآلاف من الموظفين تحت إدعاء تطبيق القانون والقانون ينحر من الوريد الى الوريد في أكثر من جهة ويتصرف البعض باجهزة الدولة وسلامة بنائها وأدائها بعيداً عن الدستور والقوانين ويجب أن لا يفكر في أمر التقاعد إلا بعد ضمان صرف الراتب التقاعدي من الجهات المعنية واحترام سيادة القانون في كل مرافق الدولة وبعد التأكد أن ذلك الإجراء لا يضر بسلامة الجبهة‮ ‬الداخلية‮.‬
الحل يتمثل في مكاشفة المواطن الذي خسر راتبه عن حجم ومصير إيرادات الضرائب والجمارك والبترول والغاز والزكاة وغيرها من الإيرادات ومعرفة مصارفها فالمواطن يعتقد أن من يعمل مع أنصار الله فقط من يصرف لهم الغذاء والحوافز المالية..
‮-‬والحل‮ ‬كذلك‮ : ‬وقف‮ ‬الجباية‮ ‬وفرض‮ ‬الأموال‮ ‬بصورة‮ ‬غير‮ ‬قانونية‮ ‬على‮ ‬المزارعين‮ ‬والتجار‮ ‬والشركات‮ ‬واصحاب‮ ‬المهن‮ ‬وحتى‮ ‬على‮ ‬أصحاب‮ ‬الدبابات‮ ‬واصحاب‮ ‬الأجرة‮. ‬
أخيراً‮ ‬المصاعب‮ ‬والمشاكل‮ ‬المعيشية‮ ‬التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها‮ ‬المواطن‮ ‬وتخلق‮ ‬في‮ ‬نفسه‮ ‬التذمر‮ ‬والسخط‮ ‬كثيرة‮ ‬ولا‮ ‬بد‮ ‬للدولة‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬أكثر‮ ‬قرباً‮ ‬من‮ ‬المواطنين‮ ‬وتعالج‮ ‬مشاكل‮ ‬معيشتهم‮ ‬بقدر‮ ‬الإمكان‮ ‬والمستطاع‮..‬
أخيراً صنعاء وما تمثله من مدن ليست بحاجة إلى مظاهرات وعنف فيكفي المواطنين فيها الأمن وما يسد من رمقهم المعيشي ويكفي صنعاء فخراً انها وقفت ضد العدوان وتدافع عن سيادة وكرامة اليمن ويجب على كل القوى السياسية اليمنية المتصارعة السعي الصادق والجهد الحثيث لمصالحة وطنية شاملة تضع حداً للعنف والقتال بين الاخوة وبناء ما تهدم في النفوس ومرافق الحياة العامة فالاحتلال يجثم على جزء من بلادنا الغالية ويتآمر على الباقي، وعلى الجميع أن يعي أن استخدام القوة والبطش والإرهاب قد ينجح لكن نجاحه قصير وعاقبة ذلك عظيمة.
اسأل‮ ‬الله‮ ‬أن‮ ‬ينجينا‮ ‬منها‮ ‬ومن‮ ‬نتائجها‮ ‬المدمرة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 07:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57251.htm