الميثاق نت -

الإثنين, 09-ديسمبر-2019
يحيى‮ ‬علي‮ ‬نوري -
وأخيراً طلَّ الجبير ليتحدث عن مستقبل التسوية باليمن ويحدد ماينبغي فعله وما لا ينبغي، في تراجيديا سياسية واعلامية هزلية تعبر صراحةً وبوضوح شديد عن فظاعة ماتعيشه مهلكته اليوم جراء عدوانها على اليمن واستهدافه ارضاً وانساناً وتدمير كل اشراقات اليمنيين التي يجد فيها للأسف الشديد تهديداً لمهلكته في نظرية ما زال آل سعود يتمسكون بها بالرغم من تأكيد كل المعطيات عدم صوابيتها خاصة بعد ان اصبحت -أي هذه النظرية - تمثل تهديداً لحاضر ومستقبل آل سعود إذا ما استمروا في التمسك بها..
والجبير وبإطلالته وبعد خمس سنوات من عدوان سافر ما زالت مهلكته تشنه على بلادنا يحاول عبثاً اظهار بلاده بالراعي الحريص على توافق اليمنيين واصلاح شأنهم واخراجهم من أتون الصراع الذي صنعوه لهم بإتقان علّها تجعل المجتمع الدولي واليمني خصوصاً يتقبل هذه الفرضية ونسيان العدوان الغاشم الذي افرز واقعاً تتفق كل المنظمات الدولية على وصفه بالأفظع والاشنع الذي يشن على بلد في هذا العصر، وتلك لاريب محاولة هدفها تحسين وجه المهلكة القبيح من خلال تصريحات لاتخلو من الرغبة في تحقيق مكاسب على صعيد علاقات عامة علَّها تقنع العالم‮ ‬أنها‮ ‬الراعي‮ ‬المخلص‮ ‬والحريص‮ ‬على‮ ‬اخراج‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬بؤرة‮ ‬الصراع‮ ‬والتطاحن‮.. ‬
وتلك لاريب محاولات عبثية تثير المزيد من السخرية على آل سعود ، بل تدفع المجتمع الدولي الى استحضار مختلف جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق اليمنيين من خلال تقديم انفسهم رعاة للتسوية اليمنية في الوقت الذي يدرك العالم اجمع ان آل سعود كان بأمكانهم القيام بهذا الدور قبل خمس سنوات وقبل ان يصبوا جام غضبهم وحقدهم على اليمن ، لكن غلّهم الاعمى ونظريتهم التي تحكم مسار علاقاتهم مع اليمن جرتهم الى عدوانهم هذا الذي من الصعوبة على الشعب اليمني ومعه الانسانية جمعاء نسيانه وماحدث من جرم غير مسبوق بحق اليمن وابنائه.
واذا كان هذا السلوك الذي يعبر عنه الجبير اليوم والذي يصفه المراقبون والمهتمون بأنه تعبير عن حالة غرق سعودية في أتون الازمة اليمنية خاصة بعد ما أصاب آل سعود من ضربات عسكرية قاصمة من قبل الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل وفي ظل استمرار ملحمة الصمود الشعبية العارمة لليمنيين ضد عدوان آل سعود ومن تحالف معهم فإن هذا السلوك يعد محاولة للاصطياد السياسي بعد خسرانهم عسكرياً بالرغم من هول الامكانات التي سخروها ضد اليمنيين بهدف تركيعهم وقبولهم بشروطهم المهينة..
اصطياد سياسي واعلامي مخطط لايخلو من مشاركة خبراء عالميين في الاعداد له وهو ماجعل الجبير يطلق العنان في تصريحاته الاخيرة عما ينبغي فعله وعما لا ينبغي، في اشارة وُوجهت بسخط شعبي عارم رفض تماما ما سوّق له الجبير واعتباره تدخلاً سافراً في الشأن اليمني..
ولكون هذه الاطلالة البائسة لرجل الدبلوماسية السعودية مثلت فرصة سانحة لكل الفعاليات اليمنية الصامدة في وجه العدوان فقد كانت مناسبة لأن يؤكد له اليمنيون الصامدون ان من يحدد خارطة طريق الخروج من الصراع الراهن هم الصامدون الذين انتصروا لسيادة وطنهم وضحوا كثيراً‮ ‬من‮ ‬أجلها‮ ‬وقدموا‮ ‬الغالي‮ ‬والنفيس‮ ‬لإعلاء‮ ‬راية‮ ‬وطنهم‮ ‬المستقل‮ ‬بقراره‮ ‬الوطني‮.‬
وعليه فإن على الجبير وبهذرماته تلك ان يستفيد من ردة الفعل الشعبية التي ذكّرته من جديد بعظمة الصمود اليمني والتضحيات التي يستحيل التنازل عنها والسير باتجاه اهداف ومآرب آل سعود ، وأن اليمنيين ينظرون الى ماحدث من عدوان عليهم بمثابة الفرصة التاريخية التي استطاعوا من خلالها الخروج المقتدر والفاعل من وصاية آل سعود التي دفع شعبنا بسببها الكثير من امكاناته جراء كل المؤامرات التي أعدوها لليمنيين، وحتماً سيكون العدوان الراهن آخرها.. وهذا ما تؤكده الارادة اليمنية الحرة المتمثلة في الصمود الذي مثل رسالة قوية لآل سعود‮ ‬وللعالم‮ ‬اجمع‮..‬
وعاشت‮ ‬اليمن‮ ‬حرة‮ ‬مستقلة‮ ‬منعتقة‮ ‬من‮ ‬الوصاية‮ ‬السعودية‮ ‬إلى‮ ‬الأبد‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57249.htm