الميثاق نت -

الإثنين, 09-ديسمبر-2019
توفيق‮ ‬الشرعبي -
طبيعي جداً مايحصل في المحافظات الجنوبية والشرقية وغير الطبيعي ألا يحصل ذلك ،فالصراعات الدموية والأعمال المصاحبة لها من اغتيالات واختطافات وسجون خاصة واغتصابات وغيرها من الممارسات تؤكد حقيقة أن كل هذا يجري في إطار تناحري تستدعيه أجندة مطامع المحتلين الجاثمين‮ ‬على‮ ‬صدور‮ ‬أبناء‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬المحافظات‮ ‬والتي‮ ‬لن‮ ‬تتحقق‮ ‬إلا‮ ‬عبر‮ ‬هذه‮ ‬الفوضى‮ ‬الدامية‮ ‬والتي‮ ‬قد‮ ‬تتطور‮ ‬إلى‮ ‬ماهو‮ ‬اشنع‮ ‬وأبشع‮ ‬مما‮ ‬هو‮ ‬حاصل‮ ‬اليوم‮..!!‬
وهنا نأتي الى التحضير لما هو قادم في هذا الاتجاه ،فاستخدام الارهاب التكفيري في المحافظات المحتلة لا يتوقف إلا متى ما أراد المشغل الاستخباراتي السعودي والإماراتي ومن خلفهما الامريكي والبريطاني، وكل المؤشرات تنبئ بتصعيد لهذا الاستخدام لمؤازرة أجندة مايسمى بالمجلس الانتقالي وشرعية الفنادق في الظاهر في حين أن مايراد هو القبول بمخططات الاحتلال السعودي الاماراتي بعد ان بات واضحاً أن تلك المحافظات بموقعها الاستراتيجي وما تمتلكه من ثروات ليست إلا كعكة سيتم تقاسمها في إطار تقسيمٍ يسهل تمريره في لحظة إنهاكٍ يدفع أبناءها‮ ‬للقبول‮ ‬بأي‮ ‬شيء،‮ ‬وهذا‮ ‬مايتصوره‮ ‬المحتل‮ ‬السعودي‮ ‬والاماراتي‮ ‬مما‮ ‬يقوم‮ ‬به‮.!!‬
لهذا اتفاق الرياض لم يكن بين ميليشيات الانتقالي وحكومة الفنادق بل بين المحتلين لترتيب أوراقهم التي كان لدى النظام السعودي شعور أن حليفته الامارات تسعى وبشكل ممنهج الى ان تكون صاحبة اليد العليا التي تحدد حجم ونفوذ السعودية ،وهذا واضح في إعطاء السعودية دوراً أكبر في هذا الاتفاق لاسيما في عدن والمحافظات المجاورة التي كبُر فيها النفوذ الاماراتي الى حد الإلغاء لها ولمرتزقتها غير الموثوقين- ونعني حزب الاصلاح الاخواني - ولهذا لم تسمح لهم باستعادة عدن وسمحت للامارات بقصفهم لاعادة التوازن للأجندة التي تريدها ليأتي وفقاً لاتفاق الرياض ذلك الاستبدال السعودي للاماراتي في السيطرة على الامور وتحديداً في عدن التي تكتسب أهمية لقوى دولية شريكة في العدوان على الشعب اليمني وهي المخططة لذلك ونقصد هنا المستعمر القديم بريطانيا..!!
المفترض من اتفاق الرياض - حتى وهو بتلك الصورة- أن يؤدي إلى تهدئة مؤقتة وهذا لم يحصل فالمواجهات مستمرة في شبوة وابين لتأخذ الامور في عدن طابع العودة الى الفوضى في شكل الاغتيالات والتي امتدت الى تعز باغتيال قائد اللواء 35 المرتزق عدنان الحمادي ،ناهيك عن الاغتيالات اليومية التي تشهدها مدينة تعز والتي اختلاف الاسباب والدوافع في بعض الجوانب لاينفي علاقة اجندة الاحتلال بل تؤكدها خاصة اذا عرفنا أهمية منطقة الحجرية لتأمين السيطرة على مضيق باب المندب والممرات المائية المرتبطة به والتي تشكل جبالها أهمية استراتيجية في‮ ‬هذا‮ ‬الجانب‮.‬
مقصد القول: إن الكثير من الادوات التي يستخدمها تحالف العدوان باتت تدرك أنها أكثر استهدافاً من أي قوى أخرى بمن فيها التي واجهت هذا العدوان ،لكنها لاتستطيع الخروج من شباك ورطتها، وما اغتيال الحمادي إلا رسالة هدفها ارهاب الجميع حتى لا يفكرون بما فكّر به خارج توجيهات قادته في التحالف وفُسرت بعض ممارساته أنها ستشجع آخرين على اتخاذ مواقف أكثر وضوحاً وجرأةً تجاه مايريده المحتل السعودي والاماراتي الذي ينظر الى ادواته انهم مرتزقة رخصاء ينبغي التخلص منهم متى ما استُنفِدوا واصبح التخلص منهم ضرورة لاستمرار تنفيذ مشروع تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬والمستمر‮ ‬للعام‮ ‬الخامس‮ ‬على‮ ‬التوالي‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 02:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57247.htm