الميثاق نت -

الإثنين, 11-نوفمبر-2019
ماجد‮ ‬عبدالله‮ ‬سلطان -
كما‮ ‬هو‮ ‬معروف‮ ‬أن‮ ‬السياسة‮ ‬نجاسة،‮ ‬ومن‮ ‬حق‮ ‬أي‮ ‬دولة‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬ان‮ ‬تمارس‮ ‬الخبث‮ ‬السياسي‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬مصالحها‮ ‬ولو‮ ‬كانت‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬دول‮ ‬وشعوب‮ ‬أخرى‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬لمسناه‮ ‬في‮ ‬توقيع‮ ‬الرياض‮ ..‬
حسب تحليلي المتواضع والذي لن يروق للكثيرين، وأرجو ان أكون مخطئاً وألا أكون على صواب، ما قامت به السعودية من مبادرة إتفاق بين ما تُسمى الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي يصب في مصلحتها فقط، وذلك لتوحيد الجهات المتصارعة من أجل محاربة المد الفارسي المتمثلة بالميليشيات الحوثية-حسب زعمهم، التي تسبب لها خطراً على حدودها الجنوبية، ولم يوضع الحل النهائي للقضية الجنوبية، إما بفك ارتباط الجنوب عن الشمال وإعادة الدولتين كما كانت سابقا، وإما بتكوين دولة موحدة قوية..
ماهو‮ ‬واضح‮ ‬وجلي‮ ‬في‮ ‬الصورة‮ ‬هناك‮ ‬تأجيل‮ ‬للصراع‮ ‬الجنوبي‮ ‬الشمالي‮ ‬إلى‮ ‬ما‮ ‬بعد‮ ‬الانتهاء‮ ‬من‮ ‬الحركة‮ ‬الحوثية‮ ‬ومن‮ ‬المؤكد‮ ‬ستبدأ‮ ‬جولات‮ ‬الحروب‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬اعتدنا‮ ‬عليه‮ ‬وكأننا‮ ‬نلعب‮ ‬في‮ ‬الليغة‮ ‬الاسبانية‮ ..‬
لا يمكن بناء دولة قوية أمنيا واقتصاديا وسياسيا ويوجد بها جيشان ورئيسان، وإن كان ما يدع في العلن وجود رئيس واحد فقط، وتعتبر هذه الاتفاقية ماهي الا قنبلة موقوتة وستنفجر في أي لحظة ما لم يكن هناك حل جذري....
ثمة‮ ‬حل‮ ‬للقضية‮ ‬الجنوبية‮ ‬واليمن‮ ‬برمتها،‮ ‬ولكن‮ ‬للأسف‮ ‬قد‮ ‬يكون‮ ‬هذا‮ ‬الحل‮ ‬أصعب‮ ‬وأسوأ‮ ‬الحلول‮..‬
‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬أتطرق‮ ‬للحل،‮ ‬انا‮ ‬أؤمن‮ ‬إيمانا‮ ‬قويا‮ ‬بأن‮ ‬الحروب‮ ‬والقتال‮ ‬يعتبر‮ ‬كارثة‮ ‬ودماراً‮ ‬للبشر‮ ‬والشجر‮ ‬والحجر،‮ ‬ولا‮ ‬يقره‮ ‬أي‮ ‬عاقل‮ ‬على‮ ‬وجه‮ ‬الأرض‮ ...‬
للأسف لن يكون الحل، إلا بجولة أخيرة وحاسمة بين الطرفين، إما أن تقوم القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي بتحرير الأراضي الجنوبية كاملة المتمثلة بجميع المحافظات الجنوبية بالقوة وإعادة نقاط الحدود بين الدولتين كما كانت سابقا وإدارة البلاد وفرض أمر واقع، وإما تسيطر قوات الشرعية التي يمثلها هادي على جميع الأراضي والمحافظات الجنوبية ويفرض الوحدة اليمنية على الجميع، وهنا تكون الإشكالية قد انتهت إما بدولتين أو بدولة، ما عدا ذلك سيبقى الوضع كما هو عليه لا دولة ولا دولتين وهذا ما تريده بعض الدول المستفيدة من هذا‮ ‬الوضع‮.. ‬ومن‮ ‬يعتقد‮ ‬ان‮ ‬مجلس‮ ‬الامن‮ ‬أو‮ ‬بعض‮ ‬الدول‮ ‬ستقوم‮ ‬بحل‮ ‬القضايا‮ ‬العالقة‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬وخاصةً‮ ‬الوحدة‮ ‬أو‮ ‬الانفصال‮ ‬فهو‮ ‬واهم‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 09:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57052.htm