الميثاق نت -

الإثنين, 09-سبتمبر-2019
استطلاع - عبدالرحمن الشيباني: -
في هذه اللحظات الفارقة والحرجة التي تعيشها بلادنا تبرز الحاجة الملحة الى توحيد طرق تفكيرنا وبلورة مفاهيم مطروحة بحاجة الى تفعيلها كما أن هناك مفاهيم ومشاريع يجب اعادة الاعتبار لها كالسيادة والأرض والانتماء والمستقبل بإدراك كبير وبصيرة متجردة من الحسابات الضيقة بمسئولية تعتمد على معرفة وعمق سياسي، إن ما يحصل اليوم في اليمن وخصوصاً في المحافظات الجنوبية من تشظّ وشرخ يتسع مداه ويتعمق هو نتيجة طبيعية لغياب المفردات التي ذكرناها سالفاً ولعل هذا النزيف الذي نراه بفعل سياسات المحتل السعودي والاماراتي الذي يقول إنه‮ ‬جاء‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬اعادة‮ ‬ما‮ ‬تُسمى‮ ‬الشرعية‮ ‬وهي‮ ‬اليافطة‮ ‬التي‮ ‬انقلب‮ ‬عليها‮ ‬هؤلاء‮ ‬اليوم‮ ‬مواصلين‮ ‬انتهاك‮ ‬كل‮ ‬الخطوط‮ ‬الحمراء‮ ‬لتزيد‮ ‬الرؤية‮ ‬باتجاه‮ ‬مشروع‮ ‬وطني‮ ‬يجمع‮ ‬ولا‮ ‬يفرق‮ ‬أكثر‮ ‬ضبابية‮.‬
إن ما نراه اليوم من حالة الانقسام ومصادرة أحلام وأماني اليمنيين قاطبة هو ناتج عن النخب السياسية اليمنية التي وقعت في شراك أعداء اليمن ولم يعد الوطن هو المرجعية والانتماء الذي يجب أن يكون فوق كل حسابات ضيقة وآنية تراعي مصالح الوطن العليا.. لقد كشف هذا العدوان عن وجهه القبيح والمدى الذي وصل إليه وهو يواصل الاستفراد باليمن أرضاً وانساناً وفي ضرب كل مقومات الوجودية والعمل على وأد كل مشروع وطني نابع من يمنيتهم وليجلب كل هذا الدمار وللأسف يأتي من قبل من هم طارئون على الخريطة والتاريخ ليتبعوا مشاريع صغيرة باعادة مقولات استعمارية ناضل الشعب اليمني في اسقاطها كالجنوب العربي، والذي قال أحد مرتزقة وأدوات الاحتلال أنه لا يعترف بالجنوب اليمني ولا باليمن في الوقت الذي يفخر ويعتز العرب بانتمائهم وأصلهم العربي واليمني.. يدرك المراقب الحصيف اليوم النهاية المفجعة والوشيكة اذا‮ ‬ما‮ ‬استمر‮ ‬هؤلاء‮ ‬النفر‮ ‬في‮ ‬تبني‮ ‬هذه‮ ‬المشاريع‮ ‬التفتيتية‮ ‬إرضاء‮ ‬لسيدهم‮ ‬الذي‮ ‬يستخدمهم‮ ‬مطية‮ ‬لهدفه‮ ‬الرئيسي‮ ‬والذي‮ ‬هو‮ ‬أيضاً‮ ‬يتقاطع‮ ‬مع‮ ‬المتآمر‮ ‬الاقليمي‮ ‬والدولي‮.‬

تبادل‮ ‬أدوار
يرى الاستاذ والكاتب الصحفي عبدالله الأحمدي أن ما يجري في الجنوب أشبه بمسرح عبثي متفق عليه من قبل السعودية والامارات يهدف الى جعل اليمن مفككاً ضعيفاً مستدركاً أن السعودية هي قائدة كل ما يجري تخطيطاً وتنفيذاً مع دويلة الإمارات ويضيف: مخطط العدوان واحد لكن الأغبياء في قوى العمالة والارتزاق يحسبون أنهم يحسنون صنعاً حينما يطالبون المحتل الإماراتي بالرحيل ويتناسون أن السعودية هي من جلب الامارات وتصريح الوزير أنور قرقاش واضح حين قال: نحن جئنا بطلب من السعودية وسنرحل بطلبها، جوهر القضية في اعتقادي أن ما يجري في الجنوب بين هذه القوى وأدواتهم هو مقدمة لحرب أهلية يخطط لها الاحتلال لاغراق الجنوب بالدماء ليسهل عليه تشظية الجنوب وتقسيمه فالاحتلال السعوإماراتي يتبادلان الأدوار حتى في القتل السعودية تقتل مرتزقة الانتقالي والامارات تقتل مرتزقة الشرعية.

رحيل‮ ‬الغازي
الحمد لله أن كثيراً من قوى الارتزاق الذين قالوا شكراً سلمان ومرحى إمارات الخير وصلوا اليوم الى نصف قناعة أن هناك عدواناً على البلاد والمشكلة أنهم مازالوا يمدون أيديهم للعدوان، بالتأكيد العدوان لم يأت من أجل اعادتهم الى السلطة كما يدعي أو كما يتهوهمون بل جاء من أجل أجندته الخاصة وقد استخدم كل الوسائل الحقيرة من أجل الوصول الى تحقيق غاياته بما في ذلك الجماعات الرهابية التي قاتلت الى صف العدوان تحت يافطة الشرعية المزعومة، السعودية وجدتها فرصة لضرب اليمن ووجدت في الجنوب الأرضية الأسهل فنقلت مخططها العدواني الى هناك‮..‬لا‮ ‬حلّ‮ ‬لليمنيين‮ ‬إلا‮ ‬برحيل‮ ‬الاحتلال‮ ‬والتوحد‮ ‬على‮ ‬مبدأ‮ ‬الشراكة‮ ‬ونبذ‮ ‬العنف‮.‬

قيادات‮ ‬كرتونية
يرى الكثيرون أن اليمن هو جزء من لعبة دولية كبرى لذلك يرى الأستاذ احمد الشاوش رئيس تحرير موقع سام برس الالكتروني أن ما يجري في الجنوب مؤامرة دولية بتواطؤ ممن تنفذها أدواتهما هي السعودية والامارات وميليشيات ومرتزقة محليون وإقليميون ينفذون أجندة للصهيونية العالمية ممثلةً بأمريكا حسب قوله ويضيف الشاوش: أن كل ما يجري اليوم هدفه السيطرة على المواقع الاستراتيجية وفي طليعتها موانئ عدن وحضرموت وسقطرى ومد أنابيب النفط عبر المهرة ومنافذ عبر بحر العرب والسيطرة على الثروات النفطية والغازية، لقد قام التحالف السعوإماراتي المدعوم من أمريكا وبريطانيا عبر الأحزاب الكرتونية والقيادات الورقية على صناعة الحقد وبث سموم الكراهية بين أبناء الوطن الواحد بدعم من الانفصاليين واصحاب المشاريع المشبوهة في محاولة لتفتيت الهوية اليمنية في عدن وتعز وصنعاء وأبين وشبوة في محاولة لتأسيس مشيخات‮ ‬وسلطنات‮ ‬وعصابات‮ ‬تدمر‮ ‬النسيج‮ ‬الاجتماعي‮ ‬والوحدة‮ ‬اليمنية‮.‬

خندق‮ ‬واحد
رغم كل هذه المشاريع المشبوهة والدمار والقتل وسفك الدماء سيفشل الرهان لأن اليمن أثبت أنه مقبرة الغزاة وعلى الغازي الذي استخدم الشرعية مطية لاحتلال اليمن أن يشد الرحال قبل أن يغرق في المستنقع اليمني كالاتراك والأحباش وبريطانيا ولذلك على اليمنيين أن يترفعوا عن الجراح والفجور السياسي ويصطفوا في خندق الوطن تحت عنوان المصارحة والتسامح وتفعيل الحوار اليمني تحت سقف البيت اليمني والهوية اليمنية بعد أن اتضح أن التحالف عدوان ينتقم من حضارة اليمن واليمنيين بجميع ألوانهم وما تأكيد جباري لكلام أحمد الميسري بأن التحالف الشيطاني يذبح اليمنيين من الوريد الى الوريد وكذلك ما قاله مرتزقتهم كصلاح شريم وخصروف وغيرهم إلا خير دليل ونرجو أن يكون بداية صحوة واعتراف بالنوايا الاجرامية للغزو واستغلال ما يسمى بـ»الشرعية« أسوأ استغلال للسيطرة على اليمن وبرغم ذلك سيبقى اليمن عصياً والمزاج‮ ‬الشعبي‮ ‬متغيراً‮ ‬والقادم‮ ‬غامضاً‮ ‬وأكثر‮ ‬ضبابية‮.‬

صناعة‮ ‬الخصوم
يصف الاستاذ فايز الحميدي أن ما يجري في الجنوب من وضع بالكارثي بل وتعدى حدود الكارثة كما يقول ويواصل الاستاذ الحميدي وهو إعلامي في قناة عدن الفضائية: أدوات الاحتلال السعودي الاماراتي ممثلة بحكومة الخونة والمجلس الانتقالي تتفانى كل منها في اظهار ولائها لسيدها المحتل على حساب الشعب اليمني في الجنوب أملاً منها في الحصول على مصلحة شخصية آنية.. وما يقوم به الاحتلال هو ضرب ميليشياته ببعضها البعض بغية اضعافها والتخلص من احداها ومن ثم الاجهاز على الآخر بعد أن يكون قد انهك تماماً خلال فترة صراعه مع خصمه.. السعودية والامارات‮ ‬نجحتا‮ ‬في‮ ‬صناعة‮ ‬الخصوم‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬البلد‮ ‬الواحد‮ ‬بحيث‮ ‬تحققان‮ ‬ما‮ ‬تريدانه‮ ‬دون‮ ‬خسائر‮ ‬بشرية‮ ‬من‮ ‬قبلهما‮ ‬خصوصاً‮ ‬وقد‮ ‬ثبت‮ ‬فشلهما‮ ‬في‮ ‬تدخلهما‮ ‬بجنودهما‮ ‬أو‮ ‬بالمرتزقة‮ ‬المستأجرين‮ ‬من‮ ‬الخارج‮.‬

أدوار‮ ‬وضيعة
الغريب في الأمر أن كلاً من حكومة الخونة والانتقالي أصبحا يؤديان دورهما على أكمل وجه في خدمة المحتل لأنهما ارتضيا أن يكون أجيرين للاحتلال يدمران بلداً وكأنهما لا ينتميان إليه، أشبه بمرتزقة يأتيان بهما من الخارج بينما يظهر المحتل هو صاحب الأرض الحقيقي.
وينتهي الاستاذ فايز في حديثه داعياً هؤلاء لقراءة التاريخ فيقول: ما لم يقرأ المحتل جيداً أن اليمن على مر التاريخ عاصر أحداثاً مشابهة من الغزو والخيانة لكنه يملك شعباً يثور في لحظة لا يتوقعها الغازي المحتل ليطيح بكليهما بعد أن يكون قد ظن أنه لم يعد يؤمل منه أي‮ ‬تحرك‮ ‬يذكر‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 06:05 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56629.htm