الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-مايو-2019
عبدالملك‮ ‬علي‮ ‬المروني -
عقب الإعلان عن تلك التجمعات العربية التي تمثلت في مجلس التعاون العربي الذي ضم الى جانب بلادنا مصر والعراق والأردن واسفر عن ظهورعدد من الاغاني الجديدة التي مجدت وحدة العرب في عدد من هذه العواصم كعلامة بارزة ووحيدة من هذا الكيان الوحدوي المهتوف باسمه.. فيما اسفرالتجمع‮ ‬الخليجي‮ ‬في‮ ‬مجلسهم‮ ‬الخليجي‮ ‬الموحد‮ ‬عن‮ ‬إنتاج‮ ‬مسلسل‮ ‬الاطفال‮ (‬افتح‮ ‬يا‮ ‬سمسم‮ ‬ابوابك‮ ‬نحن‮ ‬الاطفال‮).‬
وأغلقت مادونه كل ابواب التعاون والتكامل الخليجي لدرجة أن مجلس التعاون الخليجي هذا اصيب بجلطة اقعدته الفراش عقب اجتياح العراق للكويت ولم تقرح بندقية واحدة حتى هب الغرب بتحالف عسكري لإنقاذ الكويت ومجلسها الموحد..ومثل الاتحاد العربي والخليجي كانت الحالة الثالثة‮ ‬وهو‮ ‬الاتحاد‮ ‬المغاربي‮ ‬عاش‮ ‬هذا‮ ‬الأخير‮ ‬حالة‮ ‬السبات‮ ‬ذاتها‮ ‬لدرجة‮ ‬أن‮ ‬دوله‮ ‬الاربع‮ ‬عجزت‮ ‬مجتمعة‮ ‬عن‮ ‬إخراج‮ ‬إحداها‮ ‬من‮ ‬قبضة‮ ‬الجماعات‮ ‬التكفيرية‮ ‬التي‮ ‬نشبت‮ ‬اظفارها‮ ‬في‮ ‬الجسد‮ ‬المغربي‮ ‬برعاية‮ ‬فرنسية‮ ‬واضحة‮..‬
والعثور على إجابة محددة لفشل هذه المجالس والأوعية المتحالفة مع بعضها في اطارات وحدوية لايمكن العثور عليها الافي زاوية واحدة.وهي أن كل عمل عربي يحمل لون التوحد ونكهة التكافل العربي لم يكن عربيا ولايعبرعن راي العرب لا من قريب ولا بعيد.. إنه باختصار لعبة يهودية مررت للعرب عبر بوابة أمريكية أو أوروبية.. تماما كما هو حال جامعة الدول العربية.. فهي منذ تأسيسها لم تكفل للعرب صورة وحدوية واحدة.. بل مثلت بالونة لامتصاص غضب الشعوب وتفريغ شحنات بعض القادة في مواسم الحصاد اليعربي.. على مسارات أخرى كانت إسرائيل ناجحة جدا في برامجها التطبيعية واجندتها السياجغرافية.. فنجحت في كامب ديفيد واوسلو وباريس وشرم الشيخ وغيرها.. وعلى مدار سنوات طوال لم تنجح قمة عربية واحدة.. مع أن كل القمم كانت تنعقد في ظل (اجواء عربية ودولية بالغة الصعوبة) على حد وصف خطابات الزعماء من أصحاب الجلالة‮ ‬والفخامة‮ ‬والسمو‮..‬
في الواقع كانت إسرائيل وصلت الى قناعة باستحالة وجود موقف عربي موحد تحت اي من الظروف فقدتم اختراق الحكومات وتهجين الأنظمة غيرانها ظلت تخشى الشعوب وتعمل حساب تنامي تيارات دينية ذات توجه تحرري ومعتقدات تبشر بتحريرالارض العربية والمقدسات الاسلامية..ولهذا وضعت استراتيجية‮ ‬جديدة‮ ‬بمساعدة‮ ‬أمريكية‮ ‬عنوانها‮ ‬غير‮ ‬المعلن‮ ‬خلخلة‮ ‬هذه‮ ‬الأوعية‮ ‬الدينية‮ ‬واختراقها‮ ‬من‮ ‬الداخل‮ ‬لتفريغها‮ ‬من‮ ‬محتواها‮ ‬الجهادي‮ ‬وسلبها‮ ‬قيم‮ ‬التحرر‮ ‬ومرتكزات‮ ‬المواجهة‮..‬
ونجحت‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬أيضا‮ ‬بنفس‮ ‬القدر‮ ‬الذي‮ ‬نجحت‮ ‬فيه‮ ‬باختراق‮ ‬الأنظمة‮ ‬وتجريدها‮ ‬من‮ ‬مضامينها‮ ‬القومية‮ ‬والدينية‮..‬
ومن خلال شركاء لها في المنطقة وخارج المنطقة تمت السيطرة على هذه الأوعية الدينية وتجريدها من ملابسها المحتشمة لترتدي الجنز الامريكي والمايوهات الاوروبية ولو من تحت العباءات والسراويل الطويلة..ولجعلها والأمة من خلفها مجرد دمى وعاملات نظافة أنتج الغرب بدائل فكرية‮ ‬وريبوتات‮ ‬مسلحة‮ ‬تمثلت‮ ‬في‮ ‬القاعدة‮ ‬وداعش‮ ‬ونحوها‮...‬
واليوم وقد اصبح الوطن العربي بأجمعه دولاً محتلة وشعوباً مستعمرة بات الحديث عن فلسطين المحتلة والقدس الأسيرة مجرد نكتة سمجة وأغنية طفولية تمثل خلفية فنية لمسلسل الاطفال افتح يا سمسم ابوابك.نحن الاطفال.. وحتى لا يسيطر علينا اليأس ويقتلنا القنوط يتوجب على الشعوب العربية أن تستنهض هممها وتنفض عنها غبار الذل عبر نمط جديد يواكب وينادد أساليب اليهود المحدثة التي قادت الأمة إلى هذا المستنقع..هذا الجديد لايمكن أن يظهر من ردهات القديم ولامن شرفات الأنظمة المستهلكة بل من خلال وحي جديد والهام محدث وثقافة ناهضة وثائرة قوامها‮ ‬الخطاب‮ ‬الرباني‮ ‬المستقيم‮ ‬وقوامها‮ ‬القرآن‮ ‬والقران‮ ‬وحده‮.‬
واقوام نهضوا من جوف الظلم واقبية الحرمان والقهر.. قادات لم تنتجهم القصور ولم تقذفهم في وجوهنا الصالونات المخملية ولاعفرتهم منتجات البيكاديلي وكرستان ديور.. ثوارلم يخلقوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب وفضة.. بل وجدتهم شعوبهم بأقدام حافية وايادٍ تشققت من طين العفة‮ ‬واحجارالكد‮ ‬والعمل‮ ‬المضني‮..‬
هؤلاء‮ ‬هم‮ ‬ضمير‮ ‬الشعوب‮ ‬ولسان‮ ‬الأمم‮ ‬المقهورة‮ ‬وعناوين‮ ‬الزمن‮ ‬القادم‮ ‬بثقة‮ ‬القادم‮ ‬بروعة‮ ‬الناهض‮ ‬بمعرفة‮.. ‬وإيمان‮..‬
ويقين‮ ‬يصل‮ ‬حدود‮ ‬الدهشة‮.. ‬ويبلغ‮ ‬مداه‮ ‬المستحيل‮..‬
وإن‮ ‬غدا‮ ‬لناظره‮ ‬قريب‮.. ‬قريب‮ ‬حقا‮...‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 07:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55797.htm