الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-مايو-2019
أحمد‮ ‬الزبيري -
النتائج التي خرج بها اجتماع اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام وتضمنها بيانه الختامي أكدت قدرة المؤتمر على مواكبة كل الظروف والأوضاع الصعبة والمعقدة مؤتمرياً ووطنياً، ومجسداً حقيقة أنه تنظيم وطني يمتلك من الخبرة والتجربة ما يمكنه من تجاوز كل التحديات‮ ‬مهما‮ ‬كان‮ ‬حجمها‮ ‬ليبقى‮ ‬رقماً‮ ‬سياسياً‮ ‬صعباً‮ ‬في‮ ‬الساحة‮ ‬اليمنية‮.‬
لقد راهن الكثيرون على عدم قدرة المؤتمر على مواجهة الضربات والهزات الكبيرة التي تعرض لها منذ أحداث أزمة 2011م وحتى اليوم والتي اتخذت تجليات السقوط أو القفز من سفينته لبعض من انتموا إليه أو حُسبوا عليه لتثبت الأيام أن كل ذلك لم يكن إلا عملية تنظيف لصفحات توجهاته وبنيته السياسية والتنظيمية ليصبح أكثر نقاءً وتجسيداً لنهجه وثوابته النابعة من روح هذا الشعب والمعبرة عن تطلعات غالبية أبنائه في السيادة والوحدة والارادة المستقلة ليمن ديمقراطي تعددي مستقر ومزدهر تصنعه أيادي أبنائه من خلال العمل الجاد والمسئول في بناء الدولة‮ ‬اليمنية‮ ‬المؤسسية‮ ‬الحديثة‮.‬
وهذا كله يجعل من المؤتمر الشعبي العام قادراً على البقاء موحداً متماسكاً أمام كل محاولات تمزيقه، وذلك ما ظهر في هذا الاجتماع وجسدته القرارات والتوصيات التي خرج بها هذا الاجتماع والذي انعقد في عاصمة اليمن الموحد صنعاء وفي ظل تحالف عدوان سعودي اجرامي مستمر الى العام الخامس على التوالي، وهذا بحد ذاته يثبت أن كل الاستهدافات التي تعرض لها المؤتمر لن تكسره بل قوَّته أكثر لتثبت القرارات التي خرج بها سواءً على الصعيد السياسي أو التنظيمي أن المؤتمر انبثق من الشعب ليكون طليعته المجسدة لمواقفه وطموحاته الوطنية.
وفي هذا السياق لا يمكن لتنظيم كهذا إلا أن يكون دوماً مع شعبه في مواجهة كل التحديات والاخطار الداخلية والخارجية وفي مقدمتها اليوم تحالف العدوان الاقليمي والدولي الذي يتعرض له اليمن لأكثر من أربع سنوات، وهو الموقف الذي اتخذه من اليوم الأول لهذه الحرب العدوانية القذرة والشاملة التي تشن عليه دون أسباب أو مبررات لكل هذا التوحش ضد شعب مسالم صابر وصامد دون أن يتوقف عن دعواته الى السلام المشرف والعادل دون التخلي عن مبادئ وقيم حل الخلافات بين ابناء اليمن عبر الحوار ومع الدول المجاورة عبر التفاوض وهذا ما عبر عنه هذا الاجتماع وعبرت عنه مخرجاته، فالمصالحة الوطنية بين ابناء اليمن هي الطريق الوحيد لحل قضاياهم على نحو يأخذ في الاعتبار مصالح الوطن العليا وثوابته التي لا تنسجم بأي حال من الاحوال مع ذهاب بعض تلك القوى للاستعانة بالخارج لتحقيق أهدافها التي بكل تأكيد لن تكون وطنية‮.‬
ولأن المؤتمر ليس حزباً اقصائياً فقد أكد هذه الحقيقة في اعادة ترتيب بنيته القيادية وفقاً لاستحقاقات ومتطلبات الفترة التاريخية التي يمر بها المؤتمر والوطن بعيداً عن الاقصاء والالغاء لقياداته في الداخل والخارج، ليتبدى واضحاً أن ملء الفراغات في بنية المؤتمر التنظيمية ومستوياته القيادية العليا جاء لاستعادة المؤتمر لأنشطته وفعالياته كتنظيم جماهيري كبير يضع غالبية ابناء الوطن ثقتهم فيه، لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، والأهم أن كل مضامين البيان الختامي عكست تميز هذا التنظيم الوطني الرائد الذي يلتقي مع كل أبناء الوطن في قضية مواجهة الأخطار غير المسبوقة المستهدفة لليمن وسيادته ووحدته واستقلاله مع الاحتفاظ بخصوصية توجهاته السياسية والاقتصادية والفكرية، وهذا يصب في صالح الحفاظ على الديمقراطية بما تعنيه من حرية الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان‮ ‬والتي‮ ‬تشكل‮ ‬الأساس‮ ‬وحجر‮ ‬الزاوية‮ ‬لبناء‮ ‬الدولة‮ ‬اليمنية‮ ‬المدنية‮ ‬الحديثة‮ ‬التي‮ ‬يتوقف‮ ‬عليها‮ ‬بناء‮ ‬حاضر‮ ‬ومستقبل‮ ‬اليمن‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 07:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55795.htm