الميثاق نت -

الخميس, 02-مايو-2019
محمد‮ ‬اللوزي -
المؤتمر الشعبي العام مطالب اليوم بالعمل وفق الممكن والمتاح وعليه وهو يرنو إلى القادم أن يستحضر الماضي كتجربة ينبغي الوقوف أمامها بمصداقية عالية ونقد يكشف مكامن الاختلالات ويعمل على تصويبها وأن يفتح نافذة يطل منها على ما يريد وطنياً ويدفع إلى مستويات ان يكون في الصدارة بعد تراجع مخيف من موقعه الأول نتيجة الضربات المتلاحقة التي تلقاها حتى من داخله من بعض قياداته من رموزه التي احتكرت القرار وأغلقت منافذ الديمقراطية ليصعد الآتون من خارجه إلى مستويات متقدمة بناء على قرارات انفعالية ومرتجلة وليس وفق تدرج تنظيمي الأمر الذي أخل بالمعادلة السياسية داخل المؤتمر وتم إقصاء بل ومحاربة أهم كوادره السياسية والثقافية التي اخلصت له كتنظيم عبر عن قناعتها ولكن ترك الأبواب مشرعة للوافد الدخيل جر معه قوى انتهازية رأت في الشعبي العام ما يعبر عن طموحاتها الشخصية حتى إذا ما ترك السلطة فروا منه إلى أماكن أخرى بحثا عن مكسب غير نزيه.. وإذا لابد للمؤتمر الشعبي العام من وقفة جادة مع هذه التجربة وفتح مجالات حوار مع الكثير من المؤتمريين الذين تم اقصاؤهم وعلى وجه الخصوص المثقف الذي وجد نفسه مستهدفا من الانتهازي لدرجة لا تحتمل.. وفي كل الأحوال فإن انعقاد اللجنة الدائمة فرصة سانحة لتدارك ما فات وفتح ملفات لا يجب ابدا اغلاقها إذا أراد المؤتمر أن يكون تنظيما في مستوى المرحلة التي تستدعي تآزر الكل وتحشيد الإمكانات لتحقيق ما هو ملح وضروري في هذا الظرف البالغ الصعوبة ويمتلك المؤتمريون القدرة على شق غمار المستقبل إن تجاوزوا احتقانات سادتهم فترة من الزمن نظرا لغياب البعد الديمقراطي الذي نادى به وتعثر فيه لتطل قوى غير صادقة على حساب كفاءات وطنية ذات خبرة طويلة.. وفي كل الأحوال فإن الحوار المؤتمري المؤتمري مقدم على أي حوار آخر إذا أراد تجاوز ماهو فيه اليوم من عشوائية وارتجالية بفعل تعدد الرؤوس وعدم احترام التراتبية التنظيمية والخروج عن أدبيات الشعبي العام ولوائحه التنظيمية.. والواقع أن المتغير المفاجئ قد أسهم إلى حد كبير في إرباك العمل التنظيمي لدرجة يمكن القول (تفرقت ايدي سبأ) وإذا في هذه الدورة المنعقدة هل يستطيع المؤتمريون ان يلعبوا دورا مهما مع قوى الشتات والمنفى التي تحاول أن تكسب الرهان خارج السياق الموضوعي؟ .. وما لذي ينبغي ان يقدمه كل طرف للآخر من تنازلات؟وكيف يمكن إحداث تقارب وتوحيد الممكن في وقت عصيب كهذا يحاول البعض أن يبقي على الشعبي العام في حالة تصدع؟ ان مناط الشجاعة الأخلاقية هو الاعتراف بالسلبي وتصحيحه ما أمكن ورفض أي دعاوى أخرى تحاول جر المؤتمر إلى خلق مناخات خصومة مع الآخر ليبقى متلقيا الضربات الموجعة التي تستفيد منها قوى الارتهان .وليس من سبيل آخر سوى حوار وطني شامل يتبناه الشعبي العام وأن يقدم اعتذاره النبيل عن أي خطأ ارتكبه في الماضي مع أي قوى يسارية أو يمينية ، فالتجربة تؤكد أن الإقصاء للآخر واحتكار السلطة والثروة والقوة حمل ثقيل يتعثر به من حمله وأن الطريق الأمثل هو التعايش المجتمعي الخلاق والتنافس في مجال البناء والتقدم وتقديم تنازلات‮ ‬لا‮ ‬تمس‮ ‬السيادة‮ ‬الوطنية‮ ‬وتوحد‮ ‬الصف‮ ‬بمختلف‮ ‬أطياف‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮..‬
إن الرهان اليوم هو على مدى اشتغال الكل على النهوض بالوطن معافى بدلاً من الادعاءات الجوفاء التي لا تنتج غير الكراهية كما هو الرهان على استحضار البعد الديمقراطي في أرقى معانيه كسبيل وحيد للتداول السلمي للسلطة وحتى للعمل التنظيمي الذي وقع في إخفاقات كبيرة حين تخلى عن البعد الأهم في مسار العمل السياسي(الديمقراطية) نثق ان ثمة قادماً أفضل وأن الكثير من الممكن قابل للتكون وأن لدى الشعبي العام من القدرات والكفاءات ما يجعله عند مستوى الدعوة لتوحيد القوى الوطنية ووحدة صفه المؤتمري .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 02:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55709.htm