الميثاق نت -

الإثنين, 26-نوفمبر-2018
راسل‮ ‬القرشي‮ ‬ -
لم‮ ‬يعد‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬وسيلة‮ ‬أخرى‮ ‬أمام‮ ‬كل‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬في‮ ‬الساحة‮ ‬الوطنية‮ ‬غير‮ ‬الحوار‮ ‬لوقف‮ ‬الحرب‮ ‬والصراعات‮ ‬القائمة‮ ‬وانتصاراً‮ ‬للقيم‮ ‬الوطنية‮ ‬وللدولة‮ ‬المدنية‮ ‬التي‮ ‬نحلم‮ ‬بها‮ ‬جميعا‮ ..‬
‮ ‬الحوار‮..‬حديث‮ ‬الأمس‮ ‬وحديث‮ ‬اليوم‮ ‬وسيبقى‮ ‬حديثنا‮ ‬غدا‮ ‬ونؤكد‮ ‬عليه‮ ‬كونه‮ ‬الوسيلة‮ ‬الوحيدة‮ ‬لايقاف‮ ‬كل‮ ‬اشكال‮ ‬الحروب‮ ‬والصراعات‮.. ‬
يجمعنا الحوار هدفاً في التقارب وتعزيزاً لمسارات الاصلاح ، ويقودنا نحو الآتي الأجمل بثقة.. وقدرة على تجاوز كل المحبطات والعراقيل.. وكل لغات التشاؤم التي تحاول إيقاف عجلة الثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 اكتوبر" عن الدوران والوصول الى منتهاها المنشود.
بالحوار بدأنا، وبالحوار مضينا لاستكمال بناء الثورة والجمهورية، وبالحوار نستمر في المضي على طريق الوحدة والاتجاه المسؤول صوب بناء الدولة المدنية الحديثة بعناوين الشراكة والمشاركة.. وبالحوار ستتوقف كل الأعمال العسكرية لا محالة..
ورغم العدوان والحرب الداخلية بين الأطراف السياسية منذ قرابة اربع سنوات إلا أن ثقتنا تتعاظم بقدرة كل القوى السياسية والمدنية في ساحتنا الوطنية على تعميق قيم المحبة والتلاحم، وتعزيز الجبهة الداخلية وإعادة الاعتبار لقيم التعددية والشراكة الوطنية والممارسة الدستورية‮ ‬الحرة‮ ‬تحت‮ ‬سقف‮ ‬الوحدة‮ ‬الوطنية‮ ‬ومصالح‮ ‬الوطن‮ ‬وأبناء‮ ‬الشعب‮ ‬العليا‮.‬
تتعزز ثقتنا اليوم بشكل أكبر من الأمس كون الصورة اتضحت، وبدت معها الإجراءات المعتملة على الواقع الوطني تتسم بالجدية وتتميز بالروح الايجابية المنفتحة على جميع الآراء والمتفهمة لحتميات التنوع في القناعات والقراءات وتجاه ما يعتمل في أفق اللحظة الوطنية ومجرى الاحداث‮ ‬الحاضرة‮ ‬والمستقبلية‮.‬
يجب‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬الحوار‮ ‬لوقف‮ ‬الجوع‮ ‬الذي‮ ‬يفتك‮ ‬بالشعب‮ ‬اليمني‮.. ‬وتجفيف‮ ‬شلالات‮ ‬الدماء‮ ‬التي‮ ‬اغرقت‮ ‬الوطن،‮ ‬ووضع‮ ‬حدٍ‮ ‬لكل‮ ‬التدخلات‮ ‬الخارجية‮ ‬في‮ ‬الشأن‮ ‬اليمني‮ ..‬
يجب على كل الأطراف أن تأخذ الإجراءات المعتملة حاليا من قبل المبعوث الأممي مارتن غريفيث بمسئولية إن وجدت النية والتوجه الحقيقي صوب وقف الحرب واستشعار المسئولية تجاه اليمن واليمنيين .. ومن منطلق أيضا أن استمرار العمليات العسكرية لم ولن يقود إلى أي حلول سياسية‮ ‬بقدر‮ ‬ما‮ ‬سيؤدي‮ ‬إلى‮ ‬استمرارها‮ ‬لسنوات‮ ‬أخرى‮ ‬قادمة‮ ‬وزيادة‮ ‬معاناة‮ ‬اليمنيين‮ ‬أكثر‮ ‬وأكثر‮..‬
بالحوار الصادق والمسئول ستأتي النتائج بإذن الله تعالى في الصالح الوطني العام تنمية وتعددية وديمقراطية، ولنقطع الطريق ايضاً على كل المزايدين والمشككين الذين ينظرون للواقع من منظار ضيق هدفاً في تعيمق القطيعة واستمرار الحرب وتدمير كل ما تبقى من آمال شعبية..
لكل حرب نهاية حتمية بلا شك ولن تكون هذه النهاية إلا برمي كل المشاريع الأحادية الصغيرة والإيمان المطلق بالشراكة والمشاركة والمضي صوب رسم معالم جديدة ورؤية واضحة للمسار السياسي يجتمع عليها الجميع .. فهل تنجح المكونات السياسية في الوصول إلى هذه النتيجة..؟
على‮ ‬الجميع‮ ‬أن‮ ‬يصغي‮ ‬لصوت‮ ‬العقل‮ ‬وأن‮ ‬تكون‮ ‬المسؤولية‮ ‬الوطنية‮ ‬هي‮ ‬الحاضرة‮ ‬وحدها‮ ‬ويتم‮ ‬الالتزام‮ ‬لها‮ ‬بالقناعة‮ ‬والامتثال‮..‬
‮ ‬لن‮ ‬يكون‮ ‬هناك‮ ‬صوت‮ ‬يعلو‮ ‬فوق‮ ‬صوت‮ ‬التفاهم‮ ‬والاتفاق‮ ‬إن‮ ‬أدرك‮ ‬المتحاورون‮ ‬أن‮ ‬الحوار‮ ‬ينعقد‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الوطن‮.. ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تحقيق‮ ‬التقارب‮ ‬وتحقيق‮ ‬السلام‮ ‬وإنهاء‮ ‬كل‮ ‬صور‮ ‬وأشكال‮ ‬الصراعات‮.‬
‮ ‬وبالتأكيد‮ ‬لن‮ ‬يجد‮ ‬المتشائمون‮ ‬والساعون‮ ‬الى‮ ‬إبقاء‮ ‬الحرب‮ ‬والاحتقان‮ ‬وتعميق‮ ‬القطيعة‮ ‬غير‮ ‬الحسرة‮ ‬تلاحقهم‮ ‬والندم‮ ‬يسكنهم‮.. ‬وستبقى‮ ‬رؤاهم‮ ‬وأفكارهم‮ ‬بعيدة‮ ‬كل‮ ‬البعد‮ ‬عن‮ ‬الهم‮ ‬الوطني‮ ‬والمسؤولية‮ ‬الوطنية‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 03:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54767.htm