الميثاق نت -

الأحد, 14-أكتوبر-2018
د‮. ‬عبدالوهاب‮ ‬الروحاني‮ -
اختفاء‮ ‬الصحفي‮ ‬السعودي‮ ‬المثير‮ ‬للجدل‮ ‬جمال‮ ‬خاشقجي‮ ‬أثار‮ ‬قضية‮ ‬جديدة‮ ‬من‮ ‬قضايا‮ ‬الرأي‮ ‬حول‮ ‬تفاعل‮ ‬الاحداث‮ ‬في‮ ‬السعودية،‮ ‬وانعكاساتها‮ ‬على‮ ‬علاقاته‮ ‬الاقليمية‮ ‬والدولية‮.‬
معروف‮ ‬ان‮ ‬جمال‮ ‬خاشقجي‮ ‬من‮ ‬النخبة‮ ‬الاعلامية‮ ‬السعودية‮ ‬المقربة‮ ‬جدا‮ ‬من‮ ‬الاسرة‮ ‬الحاكمة‮.‬
هو يحتفظ بأسرار كثيرة (خاصة وعامة)حول تشابك مصالح الاسرة المالكة وعلاقتها بالدولة والمجتمع، ويحتفظ بخفايا واسرار الصراع الذي تديره المخابرات السعودية في المنطقة وعلاقتها بالمنظمات الاسلامية المتطرفة في اكثر من بقعة في العالم.
من هنا، كان القلق الرسمي السعودي من بقاء خاشقجي خارج المملكة، ومن لقاءاته بالدوائر الغربية، وليس من انتقاداته لاجراءات محمد سلمان التي طالت رأس المال السعودي، واصحاب الرأي، ومشائخ الدين.. فتلك امور ليست مقلقة كثيرا بالنسبة للديوان الملكي السعودي.. خاصة وخاشقجي‮ ‬لا‮ ‬علاقة‮ ‬له‮ ‬بالاخوان،‮ ‬فهو‮ ‬معروف‮ ‬بكونه‮ ‬من‮ ‬المثقفين‮ ‬السعوديين‮ ‬الليبراليين‮. ‬
ولذلك‮ ‬فالاحتمال‮ ‬الارجح‮ ‬ان‮ ‬السعودية‮ ‬تسعى‮ ‬لاعادة‮ ‬جمال‮ ‬خاشقجي‮ ‬الى‮ ‬بيت‮ ‬الطاعة‮ ‬ولن‮ ‬تتورط‮ ‬بقتله‮ ‬لـ3‮ ‬اسباب‮:‬
1‮- ‬جمال‮ ‬خاشقجي‮ ‬يحتفظ‮ ‬بخفايا‮ ‬واسرار‮ ‬الديوان‮ ‬الملكي‭, ‬والخشية‮ ‬هي‮ ‬من‮ ‬تسريبها‭.‬
2‮- ‬جمال‮ ‬خاشقجي‮ ‬كمعارض‮ ‬لا‮ ‬يشكل‮ ‬قلقا‮ ‬كبيرا‮.. ‬فمعارضته‮ ‬ناعمة‮.. ‬وهو‮ ‬يعلن‮ ‬الولاء‮ ‬والوفاء‮ ‬لولاة‮ ‬امره‭.‬
3- السعودية تريد جمال خاشقجي حيا وليس ميتا ليقدم لها معلومات عن طبيعة اتصالاته في واشنطن والدوائر الغربية لمعرفة حقيقة ما يدور بشأن النظام في ضوء تورط بن سلمان في قضايا صراع مفتوحة في المنطقة وخارجها.
واذا‮ ‬ما‮ ‬افترضنا‮ ‬ان‮ ‬السعودية‮ ‬تورطت‮ ‬في‮ ‬قتل‮ ‬خاشقجي‮ ‬بالداخل‮ ‬التركي‮ ‬فهي‮ ‬ستفتح‮ ‬النار‮ ‬على‮ ‬نفسها‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬الاتجاهات‮.‬
ذلك‮ ‬لان‮ ‬تركيا‮ ‬لن‮ ‬تسكت،‮ ‬وستحدث‮ ‬ازمة‮ ‬سياسية‮ ‬ودبلوماسية‮ ‬كبيرة‮ ‬مع‮ ‬السعودية‮.. ‬ولن‮ ‬تقبل‮ ‬بان‮ ‬تكون‮ ‬اراضيها‮ ‬مسرحا‮ ‬للاغتيالات‮ ‬السياسية‮ ‬لعدد‮ ‬من‮ ‬الاسباب‮ ‬اهمها‮:‬
‮# ‬انه‮ ‬يؤثر‮ ‬على‮ ‬سمعتها‮ ‬وموقعها‮ ‬في‮ ‬الاتحاد‮ ‬الاوروبي‮.‬
‮# ‬سيعرض‮ ‬امنها‮ ‬الداخلي‮ ‬للاهتزاز‮ ‬ما‮ ‬سيؤدي‮ ‬الى‮ ‬انعكاسات‮ ‬سلبية‮ ‬على‮ ‬استقرار‮ ‬الوضع‮ ‬السياسي‮ ‬والاقتصادي‮.‬
‮# ‬تركيا‮ ‬تقدم‮ ‬نفسها‮ ‬بكونها‮ ‬دولة‮ ‬محورية‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮.. ‬وذلك‮ ‬سيقوض‮ ‬من‮ ‬مكانتها‮ ‬على‮ ‬المستويين‮ ‬الاقليمي‮ ‬والدولي‮ ‬بصورة‮ ‬كبيرة‮. ‬
ثم‮ ‬ان‮ ‬تفريط‮ ‬السعودية‮ ‬بالعلاقة‮ ‬مع‮ ‬تركيا‮ ‬أحد‮ ‬أبرز‮ ‬المحاور‮ ‬السنية‮ ‬الكبيرة‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬الاسلامي‮ ‬سيكون‮ ‬مغامرة‮ ‬كبيرة‮ ‬وغير‮ ‬محسوبة‮ ‬خاصة‮ ‬وهي‮ ‬على‮ ‬تقاطع‮ ‬كبير‮ ‬مع‮ ‬ايران‮ ‬الشيعية‮ ‬في‮ ‬خارطه‮ ‬العالم‮ ‬الاسلامي‮.‬
ستخسر السعودية كثيرا، ليس فقط في تدهور علاقتها بتركيا، وانما على مستوى علاقاتها الخارجيه وستكون محل ريبة في العواصم الغربية بالذات.. حيث يتواجد الكثير من المعارضين السعوديين.. والمعاديين لسياستها من القوميين والمتشددين الاسلاميين.
من‮ ‬هنا،‮ ‬اعتقد‮ ‬ان‮ ‬قضية‮ ‬مقتل‮ ‬الصحفي‮ ‬السعودي‮ ‬جمال‮ ‬خاشقجي‮ ‬ربما‮ ‬تكون‮ ‬زوبعة‮ ‬في‮ ‬فنجان‮ ‬ستنتهي‮ ‬بمجرد‮ ‬ظهوره‮ ‬في‮ ‬الرياض‮ ‬او‮ ‬في‮ ‬اي‮ ‬مكان‮ ‬آخر‮.‬
فجمال‮ ‬خاشقجي‮ ‬يحتفظ‮ - ‬كما‮ ‬يصرح‮ ‬في‮ ‬اغلب‮ ‬مقابلاته‮ - ‬ببيعة‮ ‬وعهد‮ ‬لملكه،‮ ‬وهو‮ ‬في‮ ‬الاول‮ ‬والاخير‮ ‬ناصح‮ ‬حريص‮ ‬وامين‮.‬
‮❊ ‬رئيس‮ ‬مركز‮ ‬الوحدة‮ ‬للدراسات‮ ‬الاستراتيجية
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 12:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54473.htm