الميثاق نت -

الأحد, 07-أكتوبر-2018
محمد‮ ‬اللوزي -
كان حرياً بالسعودية ان تترفع عن سياسة لي الذراع من خلال إنهاك الدولة والعمل على إضعافها حد افقادها القدرة على صناعة القرار وبالتالي تحقيق حضور في محافظة المهرة واهتبال الفرصة لتمديد انبوب نفط إلى البحر العربي من خلال فرض وجود بالقوة بمايعد في العرف والأنظمة والقوانين والدساتير الدولية احتلالاً واضحاً لا يحتاج إلى أدلة وبراهين وثمة جنود قدموا من الرياض الى محافظةالمهرة دونماترتيب مع الدولة والحكومة التي تعترف بها السعودية وتجردها من معناها السياسي بتجاوزها تماما وحتى انها لاتضعها ولا السلطة المحلية في الصورة‮.‬
السعودية تمتلك أراضي شاسعة وتكاد تكون قارة لوحدها وليست في حاجة إلى مزيد من قضم أراضي اشقائها.هي بهذا الأسلوب تنتهج سياسة استعلاء واستعداء مبطن فيما الدولة لا تقوى حتى على تصدير احتجاج وكان على الرياض ان تحترم التزاماتهاازاءالارض اليمنية كدولة وتتزعم التحالف لكنها لم تفعل ذلك وذهبت من خلال إعادة الأمل إلى افقار اليمن وانهاكه اقتصاديا وحصاره برا وبحرا وجوا لتصل إلى مآربها التي اندفعت لها بقوة إلى درجة التهور ظنا منها أنها الفرصة السانحة لتحقيق غايات غير نبيلة لعل أهمها احتلال محافظة المهرة وتغيير الطبغرافيا البشرية من خلال تجنيس بعض القبائل على حساب قبائل أخرى ما قد يحدث الفرقة والانقسام بين القبائل المهرية وتغيير في النسيج الاجتماعي بهدف القضاء على أي معارضة مهرية تطالب برحيل الاحتلال السعودي.. والواقع أن القوى الحية والفاعلة في المحافظة باتت على دراية تامة بالمخطط وتقاومه بما هو مشروع لها سلميا من خلال التظاهرات والاحتجاجات والمهرجانات السلمية فيما تجد بعض هذه القوى وبالذات الرموز مطلوب القبض عليها كما هو حال الشخصيتين البارزتين الشيخ (علي سالم الحريزي) و(عبود هبود قمصيت) وزملاء آخرين لهم لقد صدرت بحقهم مذكرات قبض قهري لكونهم يرفضون التواجد العسكري السعودي على أرض المحافظة ورغم هذا القمع الذي يطال هذه الشخصيات وغيرها إلا أن المجتمع المهري قاوم هذا القمع وثار ضده ورفض أساليب الاحتلال الأمر الذي تراجعت السلطات هناك.واليوم وبالذات القوى الحية احتشد المهريون الجمعة كتعبير حي وفاعل عن الرفض المطلق للتواجد العسكري السعودي غير المبرر.. باعتبار ان المهره أرض سلام ووئام لا يوجد فيها لاانصار الله ولاغيرهم يستدعي قوة على الأرض وإذا ليس سوى احتلال لأهداف بعيدة المدى وقريبة أيضا لعل أهمها مد خط أنبوب نفط إلى البحر العربي في‮ ‬المقابل‮ ‬أيضا‮ ‬يشكل‮ ‬هذا‮ ‬خطرا‮ ‬على‮ ‬سيادة‮ ‬واستقرار‮ ‬دولة‮ ‬عمان‮ ‬التي‮ ‬تجد‮ ‬نفسها‮ ‬محاصرة‮ ‬من‮ ‬الإمارات‮ ‬بمايقابلها‮ ‬المهرة‮ ‬التي‮ ‬تتواجد‮ ‬فيها‮ ‬العسكرية‮ ‬السعودية‮ ‬وميليشيات‮ ‬قامت‮ ‬بتجنيدها‮ ‬لخلق‮ ‬فوضى‮ ‬واضطرابات‮.‬
الواقع أن السعودية في غنى عن خلق توتر في المنطقة واقحام عمان في صراع لا ترغب به ولكنها لن تخضع رقبتها لمن يريد الضغط عليها في سيادتها واستقلال قرارها.وإذا ماهوجدير بالرياض ان تدرك مخاطر هذه السياسة التوسعية التي ترفضها دول المنطقة والمجتمع المهري الذي بات يرفع صوته عاليا ضد هذا التواجد وهو ما يجد تعاطفا غير مسبوق من كل أحرار العالم لمن يتابع أصداء تظاهرات أبناء محافظة المهرة.ولاشك أنه أمر مؤسف ان تجد السعودية نفسها وهي تنتهك سيادة الدولة اليمنية الأقرب إليها جوارا وأخوة ينبغي مراعاتها سيما في هذا الظرف البالغ الخطورة على دول المنطقة التي تكاد تكون برميل بارود قابلاً للانفجار..فهل تدرك الرياض هذا البعد الخطير أم أنها ستمضي في سياسة خطر عليها قبل أن يكون على الآخرين.. قادم الأيام من يجيب على هذا السؤال.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 07:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54411.htm