الميثاق نت -

الثلاثاء, 25-يوليو-2017
محمد انعم -
الدعوة الى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً في ظل استمرار جرائم العدوان ومرتزقته تمثل مجازفة ومغامرة خطرة ولو اطلقها شخص آخر غير الزعيم علي عبدالله صالح لتم سلخ لحمه عن جلده من قبل الآلاف من اقارب الضحايا الأبرياء من الاطفال والنساء الذين لم تجف دماؤهم بعد، لكن مكانة الزعيم في قلوب جماهير الشعب وثقتهم بسياسته الحكيمة وتغليبه مصلحة الوطن، يجعل الجميع يكظمون غيظهم ويبتلعون غصص صمتهم وكأنها سكاكين.. وكل ذلك من أجل إطفاء نيران الحرب المجنونة التي تحرق فلذات أكباد اليمن..
وتكتسب اهمية الدعوة للمصالحة في كونها تأتي بعد فشل الرهان على خيارات العنف والقوة بما في ذلك الاستعانة بالخارج لفرض أجندة تتعارض مع الثوابت الوطنية المعبرة عن ارادة شعبنا، سيما وان هذه الحرب الملعونة حولت اليمن الى ساحة لتصفية حسابات اقليمية وتكاد تغرق البلاد في جحيمها من خلال محاولة فرض مشاريع لا تتقبلها البيئة اليمنية التي تؤمن بالشراكة الوطنية والتعايش المشترك.
نعتقد ان الوقت قد حان لتتحلى جميع الأطراف اليمنية بالشجاعة لخوض معترك المصالحة بدلاً من الرهان على الخارج خصوصاً وقد فشلت عواصف سلمان وتحولت الى وبال وجحيم للوطن ولأولئك الذين تورطوا مع العدوان وباتوا يواجهون نفس مصير اصحاب الفيل.
إن تحكيم العقل ومراجعة الاخطاء والعودة الى جادة الصواب وتقييم التجارب والتحالفات تعد محطات مهمة في حياة الأفراد والأحزاب والمجتمعات.. فالقرارات والمواقف الخاطئة بالتأكيد تقود الى نتائج كارثية، لذا فإن الدعوة الى مصالحة وطنية تعد بمثابة قارب نجاة للجميع وبالذات لأولئك الذين يقفون مع العدوان..
لقد اتضحت الحقائق بشكل جلي أكثر من أي وقت مضى، وذهبت الشعارات البراقة والأحلام الزائفة أدراج الرياح وتحول اليمن (الاتحادي) الى شبح مرعب يلحق دماراً فظيعاً بالوطن وينكل بأبناء الشعب.. والأسوأ من ذلك ان أولئك الادعياء والمتبجحين بالثورية وبالحرص على اليمن وجدوا أنفسهم خارج اللعبة وجرفتهم الاحداث لتنفيذ سيناريوهات قذرة، واجبروا على حمل مشارط لتمزيق الوطن وفق أجندة الغزاة الجدد، الذين بلغ صلفهم حد الإقدام على أغلاق كل المنافذ والأبواب ومنعهم من العودة الى المحافظات التي ظلوا يصفونها بـ(المحررة)..
وامام مشهد قاتم كهذا نجد العاصمة صنعاء وكعادتها تفتح حضنها لأبنائها من جديد وتدعو الى مصالحة وطنية شاملة..
انها دعوة وطنية صادقة تعبر عن حاجة اليمن الماسة لإشاعة ثقافة الإخاء والمحبة والتسامح والتصالح ومغادرة متاريس التعصب والتبعية والحقد والكراهية التي أوغر بها أعداء شعبنا صدور المغرر بهم.
ان المصالحة تحتاج الى قيادات وطنية شجاعة ومستعدة لتقديم التنازلات والتضحية لإنجاح خطوة تاريخية كهذه، خاصة وقد أدرك الجميع أن الخروج عن الثوابت الوطنية تحت أي مسميات أو شعارات يمثل كارثة على اليمن.
لن تروق الدعوة للمصالحة المرتزقة والعملاء والخونة والقتلة وتجار الحروب واعداء اليمن على الاطلاق، وسيحاولون اجهاضها والتشكيك بالنوايا بشتى السبل، لكن يجب ان تظل المصالحة بالنسبة للمؤتمر الشعبي من المعارك المقدسة التي يجب خوضها ضد العدوان ومرتزقته، وان لا نتمسك بالمصالحة فقط، بل ان يستمر العمل بتطبيق قانون العفو العام.. وضرورة ان يواكب هذه الدعوة حوار مع المكونات السياسية في الداخل وبحيث تتحمل مسؤولياتها الوطنية في هذه المرحلة الحرجة فالوطن مِلْك الجميع.
وما يجب توضيحه هنا ان الدعوة للمصالحة في ظل هذه التحديات والاخطار تعد خطوة شجاعة، خاصة وان اليمن ودول المنطقة تشهد متغيرات كبيرة وخطيرة نتيجة الفشل العسكري لتحالف العدوان، والذي ستكون له عواقب كارثية ليس على دول العدوان فحسب، وانما على الأطراف اليمنية المشاركة في العدوان، وقد بدأت تتضح آثار ذلك الفشل باتساع هوة الخلافات بين دول العدوان من جهة وبين جماعة الاخوان والحراك الانفصالي من جهة اخرى.
كما ان هذه الدعوة تأتي وأبطال الجيش واللجان والمتطوعون من ابناء القبائل يلحقون هزائم نكراء بجيوش العدوان والمرتزقة في مختلف الجبهات رغم ما يمتلكونه من أسلحة فتاكة ومحرمة دولياً، كما فشلت اساليبهم القذرة الأخرى كفرض الحصار الجائر وإغلاق الموانئ والمطارات وقطع الرواتب ورفع اسعار المواد الغذائية وغيرها من الأساليب المجرمة دولياً في محاولة لإخضاع شعبنا الصامد.
إذاً فالدعوة الى المصالحة لم تصدر عن ضعف أو خوف أو خشية من انهيار داخلي، أو غيرها من الأوهام التي تعشعش في مخيلة تحالف العدوان وتجار الحروب، بل انها دعوة تعبر عن قوة وصلابة الارادة الوطنية بدليل أن المؤتمر الشعبي العام يستعد لإقامة مهرجان جماهيري غير مسبوق في تاريخ اليمن يوم 24 أغسطس احتفاء بالذكرى الـ35 لتأسيس هذا التنظيم الوطني الرائد.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 04:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51071.htm