الثلاثاء, 21-فبراير-2017
-
كشف التعامل المهين والمذل الذي تعاملت به السلطات الإماراتية مع الفار هادي وميليشياته الاسبوع الماضي عن حقيقة «الشرعية» التي جاءت تلك السلطات الى اليمن - كما أدعت هي وحلفاؤها الآخرين- لإعادتها، كما بيَّن حجم الصراع المخفي بين قطبي تحالف العدوان.. وسعيهما -كلاً على حدة- لفرض سيطرته على عدن وتنصيب نفسه وصياً وحاكماً فعلياً حتى يتمكن من تحقيق كامل الأهداف التي جاء من أجلها.
ما قامت به الإمارات وسلطاتها العسكرية والموالون لها في عدن من جانب، والسعودية ومرتزقتها وميليشياتها والتي يعد الفار من أبرزهم من جانب آخر، يذكّرنا بما قامت به السلطات البريطانية والفرنسية اللتان وجدتا في موضوع الانتداب الذي أقرته عصبة الأمم المتحدة حينها فرصتهما وخولتهما لاحتلال بعض البلدان العربية عقب سقوط الدولة العثمانية، والادعاء بمساعدة تلك البلدان بصفتها ضعيفة ومتأخرة على النهوض، وتدريبها على الحكم حتى تصبح قادرة على أن تستقل وتحكم نفسها بنفسها!
ورغم الاختلاف في الأحداث والوقائع بين الأمس واليوم، إلاّ أن الإمارات والسعودية جاءتا الى اليمن ليس كما يقولون لإعادة شرعية الفار وحكومته المنتهية الصلاحية، ولا لمحاربة إيران المجوسية ووقف تمددها في المنطقة، وإنما لتحقيق أهدافهما والتي منها تقسيم اليمن الى دويلات صغيرة يفرض كلٌّ منهما وصايته عليها وتنصيب حكامها وتوظيف مقدراتها لصالحهما.
لكل من الإمارات والسعودية ومعهما قطر أيضاً مصالحهم وأطماعهم الخاصة في اليمن، ولأنظمة هذه الدول موالون ومرتزقة من اليمنيين، وكلٌّ منهم يسعى الى فرض سيطرته على المناطق التي يتواجدون فيها، وما يحدث في عدن وتعز من مواجهات مسلحة وصراعات فيما بينهم، يؤكد مساعي تلك الأنظمة للسيطرة على تلك المناطق، كما يكشف حدة الخلافات القائمة بين تلك الأنظمة، وإن اجتمعوا وظهروا معاً في تحالفهم العدواني ضد اليمن!
الإمارات فضحت نفسها بادعائها مناصرة «الشرعية» وأهانتها للفار ورئيس حكومته التي وجهتها لهما الأسبوع الماضي تكفي ليعرف الفار وبن دغر وبقية المرتزقة المصطفين في طابور العمالة والارتزاق أنهم ليسوا سوى أدوات تم استخدامهم لتحقيق الهدف الإماراتي التي جاءت بأسلحتها وضباطها وجنودها ومعهم الكثير من المرتزقة الذين اشترتهم من مختلف انحاء العالم لتحقيقه، ولا يمكن لـ«شرعية» الفار المهترئة والممزقة إيقاف الإمارات أو منعها من تحقيق ما جاءت إليه.
منعت الإمارات الفار الذي أعادته الى عدن فوق جنازرها الحربية من تغيير مسئول في إدارة مؤسسة حكومية، وبسبب هذا المنع اشتعلت المواجهات المسلحة بين مرتزقة تلك الأنظمة ما أثار الرعب والخوف بين أهالي عدن، لتتمكن الامارات من فرض سطوتها وهيمنتها وتذكير الفار هادي بأنه ومن معه ليسوا سوى خدم ولا يحق لهم تغيير أو تعيين أي شخص دون العودة لسلطات الانتداب التي «حررتهم» وأعادتهم الى اليمن!
لم تأتِ الامارات الى عدن لتعيد ما تسميه «شرعية» الفار وبن دغر ومن ثم الخروج والعودة من حيث أتت، وإن اعتقد المرتزقة والمزمّرون والمطبّلون عكس ذلك عليهم أن يتوقفوا عند «الافضال» التي قدمتها الإمارات لهذه «الشرعية» وذكَّرهم بها خالد القاسمي وغيره من الإماراتيين الذين انهالوا على الفار وبن دغر بالسباب ووصفهما بالمتسولين وعديمي الكرامة.
ليست المرة الأولى التي توجه فيها الإمارات مثل هذه الاهانات وعبارات التحقير للفار وبن دغر وغيرهما ممن باعوا كرامتهم وشرفهم وارتموا في أحضان العدوان، فقد تعددت تلك الاهانات وتنوعت وبدت مختلفة الألوان والاشكال.
وليست الإمارات وحدها أيضاً من تتعامل باحتقار ومهانة مع الفار ورئيس حكومته وبقية المطوبرين في صف العمالة والارتزاق، فللسعودية وقطر وغيرهما من دول تحالف العدوان نصيب في التعامل الحقير والمذل وتوجيه مثل تلك الاهانات، ويمكن قراءاتها بأشكال وصيغ متعددة!!
من يرضى لنفسه أن يكون خادماً ومرتزقاً وبلا كرامة يبقى مهاناً أبد العمر وخاصة ممن «أفضالهم» كثيرة ولا يمكن نسيانها أو القفز عليها، وإن توقع أصحاب «شكراً سلمان» و«لا تتركونا في منتصف الطريق» عكس ذلك!!
هذه هي «الشرعية» التي صدَّق المصفقون والشاكرون لسلمان أن الإمارات والسعودية وقطر وكل من تحالف معهم سيعيدونها الى اليمن.. وها هم من خان- الفار وبن دغر وعلي محسن وطابور الارتزاق الطويل المصطف خلفهم -لصالحهم ينظرون إليهم كحقراء ويبطنون المقت والازدراء لهم، فهم يدركون جيداً أنه لا يمكن الثقة بخائن أو أن يأمنوا لخوان..
إن الخيانة تبقى خيانة ولا يمكن تجميلها، ويبقى أصحابها ذوي وجوه قبيحة سواءً في نظر شعوبهم أو في نظر من ارتموا في أحضانهم وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا خداماً ومرتزقة وبلا شرف ولا كرامة تحت بلاطهم!!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49256.htm