الإثنين, 20-فبراير-2017
الميثاق نت : -
ارتكبت السعودية مذبحة مروعة عصر الأربعاء الماضي بإقدامها على شن غارات استهدفت مجلس عزاء في منزل المواطن محمد النكعي في قرية شراع بمديرية أرحب محافظة صنعاء.
مئات النساء وأطفالهن حضرن لمواساة أسرة النكعي دون أن يدرين أن ثمة مجرمين وعملاء يتربصون بهن شراً ويقومون بإبلاغ طائرات العدوان السعودي بإحداثيات لقصف هدف يضم نساء وأطفالاً.. لم يكتف القتلة بقصف المنزل وارتكاب تلك المذبحة المروعة، بل لقد ظلت طائرات العدوان السعودي تحلق في سماء القرية بشكل مكثف الأمر الذي حال دون تمكن المواطنين من اخراج جميع الضحايا من تحت الانقاض على الفور.
وحتى مساء نفس اليوم تمكن المواطنون من إخراج 6 شهيدات و10 جريحات في حصيلة أولية.
المواطنون من أبناء قرية شراع والقرى المجاورة تسمروا من بشاعة الجريمة.. خصوصاً وأن المنزل كان يكتض بمئات النساء والاطفال منذ ظهر ذلك اليوم الأسود، ولولا أن المذبحة ارتكبت وقد كن أغلب النساء غادرن المنزل لكانت مذبحة تشبه مذبحة قاعة عزاء آل الرويشان في العاصمة صنعاء.
ووصف المواطنون المذبحة بالمروعة والتي تقشعر لها الأبدان وتمزق من بشاعتها القلوب والأفئدة، حيث إن كل الضحايا نساء وأطفالهن ذهبن يؤدين واجب العزاء ولا علاقة لهن بالصراع السياسي أو الحرب والاقتتال.
واعتبر ابناء أرحب هذه المذبحة المروعة استهدافاً لكل ابناء أرحب وأن دماء الأبرياء التي سفكت هي في رقاب مشائخ ووجهاء وأعيان وشباب قبيلة أرحب ولا يجب أن يفلت مرتكبوها من العقاب مهما كانت المبررات.
الحزن لم يغادر أرحب ودماء الضحايا الذين سبق للعدوان أن غدر بهم أثناء قيام المواطنين بحفر بئر ماء لم يجف، وها هي أرحب تعيش فاجعة تهز الوجدان اليمني جراء هذه المذبحة التي تعرض لها مجلس عزاء نسوي، لتكشف أن العدو السعودي لا يميز بين رجال ونساء وأن المرتزقة لا يقلون وحشية وبشاعة عن العدوان السعودي.
فليس هناك مبرر على الاطلاق يدفع العدوان السعودي أو مرتزقته لارتكاب مذبحة بشعة بحق مواطنين أبرياء لولا استمرار الصمت والتواطؤ الدولي.. فها هي السعودية ترتكب هذه الجريمة البشعة في الوقت الذي يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بجولة للمنطقة يبحث خلالها العديد من الملفات الساخنة ومنها وقف العدوان على اليمن، ورغم ذلك لم يحرك المجتمع الدولي ساكناً.. ولو قامت الأمم المتحدة بتحمل مسئولياتها وواجباتها الإنسانية والاخلاقية وفقاً لميثاقها لما تمادت السعودية في ارتكاب مثل هذه الجرائم التي تتفطر من هولها القلوب.
هذا وكان الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى زار مديرية أرحب بمحافظة صنعاء، مقدماً واجب العزاء في ضحايا المجزرة الإجرامية التي ارتكبها طيران العدوان السعودي -الأربعاء- بطائرات الـ F16 الأمريكية واستهدفت منزل بيت النكعي بقرية شراع بالمديرية الذي كان يشهد مراسم عزاء نسائية.
ودان رئيس المجلس السياسي الأعلى الجرائم البشعة والمجازر التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي والتواطؤ العالمي مع التحالف ضد اليمن منذ عامين بالصمت والدعم المباشر وغير المباشر واستمرار الحصار الجائر على اليمن والذي يطال ما يزيد على 25 مليون نسمة ويلحق خسائر فادحة بالاقتصاد وحياة الناس .
من جانبها اعتبرت حكومة الإنقاذ هذه الجريمة وما سبقها من جرائم حرب وحشية ضد المدنيين الأبرياء في اليمن وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً أو يتخذ موقفاً إزاء هذه المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي منذ عامين ضد اليمن وشعبه ويفرض حصاراً خانقاً تسبب في كارثة وتداعيات إنسانية مؤسفة.
ولفت المجلس إلى الانتهاكات وجرائم الحرب التي يقترفها العدوان السعودي ومرتزقته بشكل يومي، وجرائم إبادة ممنهجة ضمن حربه العبثية ضد اليمنيين على امتداد الوطن وتدمير مقدرات البلاد وحصاره الخانق وغير المبرر.. مؤكداً أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وسيتم عاجلا أم آجلاً محاسبة تحالف العدوان السعودي وكل داعميه الدوليين والمحليين ولن ينجوا من العقاب على تورطهم في دماء الشعب اليمني في الدنيا قبل الآخرة.
وجدد مجلس الوزراء، دعوته للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والضمير العالمي ومنظمات حقوق الإنسان الى اتخاذ موقف حازم إزاء جرائم وانتهاكات العدوان السعودي ضد اليمن وشعبه منذ عامين والخروج من حالة الصمت المخزي الذي يعد بمثابة تواطؤ وتشجيع للقتلة للاستمرار في جرائمهم.
الى ذلك دانت الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام لقطاع منظمات المجتمع المدني الأستاذة فائقة السيد باعلوي مجزرة طيران العدوان السعودي باستهدافه مجلس عزاء نسائي بمديرية أرحب، والذي راح ضحيته 16 من النساء والأطفال بين شهيد وجريح .
وقالت الأستاذة فائقة السيد: إن جريمة تحالف العدوان السعودي بقصف عزاء نسائي في مديرية أرحب -عدا عن كونه يندرج ضمن مسلسل جرائم الحرب والابادة الجماعية التي يرتكبها العدوان الغاشم منذ بدء عملياته العسكرية- يمثل إضافة نوعية وخطيرة لمدى الاستهداف وبشاعة الجرائم التي يمارسها العدوان السعودي بحق المدنيين والتي لن تسقط بالتقادم.
واعتبرت السيد أن الجريمة التي ارتكبها العدوان السعودي بحق مجلس العزاء النسائي في أرحب وغيرها من الجرائم من استهداف لقاعات العزاء والأعراس والمدارس والمراكز الصحية والفعاليات الاجتماعية تعبير واضح عن مستوى الإفلاس وحقيقة العجز الذي يعانيه تحالف العدوان المتغطرس وتهاوي كل مشاريعه ومخططاته ومراهناته أمام الصمود الأسطوري لشعبنا اليمني.
وأهابت الأمين المساعد للمؤتمر الشعبي العام بكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، لإدانة هذه المجازر باعتبارها جرائم حرب وإبادة جماعية، وسرعة تقديم المسئولين عنها للمحاكم الدولية والتدخل العاجل لوقف العدوان والحصار الذي يتعرض له شعبنا منذ عامين والذي بات يمثل وصمة عار في جبين البشرية.
كما دانت اللجنة الوطنية للمرأة هذه الجريمة والجرائم الاخرى السابقة التي طالت النساء والاطفال.. وطالبت الامم المتحدة والمجتمع الدولي بإدانة هذه الجرائم واتخاذ تدابير عملية لمنع استمرار حدوثها ومعاقبة مرتكبيها من خلال الالتزام بمبادئ الامم المتحدة والقانون الدولي الانساني والقوانين الدولية التي تؤكد على ان جرائم القتل التي تطال الابرياء لا تسقط بالتقادم ويجب تقديم مرتكبيها للعدالة.
وفي ذات الموضوع عبر منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكجولدريك عن الحزن والآسى بسبب الغارات الجوية التي استهدفت مجلس عزاء أغلبه من النساء والأطفال في منزل أحد المواطنين في مديرية أرحب، محافظة صنعاء مساء الأربعاء.
وقال: "أشعر بالآسى والحزن الشديد بسبب الغارات الجوية التي استهدفت مجلس عزاء أغلبه من النساء والأطفال في منزل أحد المواطنين في مديرية أرحب، محافظة صنعاء.
وأضاف: " هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مجالس العزاء بغارات جوية، كما أنها ليست المرة الأولى التي يقتل فيها النساء والأطفال في التجمعات المدنية كالمستشفيات والمدارس والمنازل الخاصة.
واشار إلى أن اساليب الحرب تأخذ منحىً يتسبب في إيقاع الأذى بالمدنيين في اليمن كما في حادثة مديرية أرحب المأساوية والتي دفع النساء والأطفال أرواحهم ثمناً لها.
وتابع: "إني لأشعر بالفزع من أن تتسبب مثل هذه الخسائر المأساوية في الأرواح في زيادة تصعيد الأعمال القتالية والعنف خصوصاً بعد ورود تقارير تفيد بإطلاق صاروخ باليستي على منطقة عسير في السعودية رداً على هذه الحادثة".
ولفت ماكجولدريك إلى أن هذه الحادثة تأتي في وقت يعيش فيه اليمن معاناة شديدة حيث القيود المفروضة على الواردات، التي تسببت في ندرة الغذاء وارتفاع الأسعار مما أدى إلى تفاقم حالات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في جميع أنحاء البلاد.
وقال: "كما أن التدهور الاقتصادي الناجم عن الصراع يؤدي إلى انهيار منظومة توفير الخدمات.. ولا يزال مطار صنعاء مغلقاً أمام الرحلات الجوية التجارية، مما يحد من الخيارات المتاحة لأولئك الذين يحتاجون هذه الخدمة للوصول إلى الرعاية الطبية المنقذة للأرواح داخل وخارج البلاد".
وأضاف: "لقد عانى الشعب اليمني طويلاً بما فيه الكفاية وليس هناك غير السلام يساعد على انهاء المعاناة في اليمن.. وأدعو مجدداً كافة الأطراف للعودة إلى طاولة الحوار".
وتابع: "بموجب القانون الإنساني الدولي، والذي ينطبق على جميع الأطراف عند شن الحرب، تكون أطراف النزاع مسؤولة لضمان تخطيط وتنفيذ أي حملة عسكرية بما يضمن سلامة وأمن الرجال والنساء والأطفال من المدنيين الذين لا يشاركون في القتال، كما يتوجب حماية البنى التحتية الضرورية لاستمرار حياة السكان، ويجب تجنب إلحاق الضرر والدمار بالبنى التحتية المدنية، كالمدارس والمستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي والبنى التحتية الأخرى والتي تحافظ على استمرار حياة المدنيين".
وذكر منسق الشئون الإنسانية أن انتهاكات القانون الإنساني الدولي لها تداعيات وعواقب وخيمة وإن اليمن والعالم شهود على ما يجري من استخدام تكتيكات معينة وما ينتج عنها من معاناة هائلة.. مؤكداً أنه سيتم وضع جميع الأطراف التي تنتهك هذه الأحكام تحت طائلة المساءلة.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 02:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49222.htm