الإثنين, 30-مايو-2016
الميثاق نت -  محمد علي عناش -
أسوأ مافي المفاوضات الفاشلة والمنحرفة، هم رعاة المفاوضات الذين لا ينطلقون من خارطة طريق عادلة وملزمة، ولا يعملون على ضبط إيقاع المفاوضات كي تمضي في مسار سليم وإيجابي تحقق في النهاية غايات ونتائج مرجوة يتطلع إليها الجميع إن توافرت النوايا الحسنة لديهم، وإنما يتهاونون أمام حالة الانزياح الذي يحدث منذ البداية وأمام المسار المنحرف لهذه المفاوضات، ويتهاونون تجاه الأطراف المتعنتة والمعطلة، وقد يصل الأمر إلى الانحياز بشكل مباشر أو غير مباشر نحو طرف ما ومحاولة فرض أهداف وأجندة معدة مسبقاً جرى الترتيب لها خلف الكواليس وقد يوظف فيها المال واتفاقات المصالح المستقبلىة..

ما حدث ويحدث في الكويت مهزلة ولا يمكن أن تكون مفاوضات، أبطالها الدولة الراعية للمفاوضات والمبعوث الأممي اسماعيل ولدالشيخ، واذا ما استثنينا دولة الكويت، وبالتالي فإن مهزلة المفاوضات أساسها ومصدرها المبعوث الأممي، الذي أكد أنه لا يتعامل مع اليمن باعتبارها دولة ذات سيادة، وإلا كان قد أوقف التحليق المكثف للطيران السعودي في سماء اليمن واستفزازاته اليومية، وشن مئات الغارات وارتكاب العديد من المجازر، خلال أربعين يوماً من المفاوضات، ولكان وضع حداً للتحشيدات والزحوفات اليومية التي يشنها مرتزقة العدوان في جميع الجبهات، وأوقف المراوغات التي مارسها وفد الرياض الذي ظهر مفلساً فاقداً للشرعية وفاقداً للمشروع ولا يحمل قضية وطنية ولا يريد حلولاً ومخارج للمشكلة اليمنية، وإنما أتى معطلاً وهادفاً الى تنفيذ أجندة وأهداف سعودية أو إيصال المفاوضات إلى طريق مسدود.. مهزلة المفاوضات هذه هي بامتياز مهزلة المبعوث الأممي الذي جعل من نفسه مبعوثاً لحكام الرياض، وخصماً لكل اليمنيين الأحرار الذين يدافعون عن أنفسهم وكرامتهم وسيادتهم، ضد عدوان سعودي بربري لا يستند لأي مبرر أو مسوغ قانوني ومنتهك لكل المواثيق الدولية، ولذلك هو أيضاً أتى الى الكويت لتنفيذ أجندة واملاءات حكام الرياض وفرض أمر واقع على المفاوضات كي تصبح مخرجاتها أمراً ملزماً وبغطاء دولي، وهذا وجه من أوجه السقوط الأخلاقي للمجتمع الدولي تجاه العدوان على اليمن وشعبها.

في مفاوضات الكويت ساد اللامعقول وخيمت علىها أجواء ما يسمى في علم التفاوض بأجواء "المباراة الصفرية" والتي تعني محاولة حسم المفاوضات وحل المشكلة من وجهة نظر طرف واحد ولمصلحته، وإلحاق الخسارة والهزيمة بالطرف الآخر، وفيها يستخدم طرقاً ووسائل كثيرة ممنهجة، منها التعطيل وتضييع الوقت وتعليق الجلسات والانزياح إلى قضايا هامشية أو مختلفة ومفبركة.. وهذا ما رأيناه واضحاً في مفاوضات الكويت المهزلة تحت رعاية وإشراف المبعوث الأممي، والتي بدأت من حكاية معسكر العمالقة وقضية المختطفين والأسرى وتحرير حضرموت والانتهاكات اليومية لأجواء اليمن والتعطيل الممنهج الذي مارسه وزير خارجية هادي الرخيص المخلافي..

عملياً مفاوضات الكويت المهزلة التي سيصل بها ولد الشيخ الى طريق مسدود، سيتحمل وزر ومسئولية فشلها ومسئولية تبعات فشلها واستمرار العدوان.. وما سيرتكبه من جرائم، لأنه فرض على المفاوضات أجواء اللامعقول وانحرف بمسارها السليم نحو حلول عادلة وجذرية للمشكلة اليمنية الى مسار التعطيل والفشل أو فرض أجندة حكام الرياض.

اللامعقول هذا تزامن مع نقل الجماعات الإرهابية من المحافظات الجنوبية الى مختلف الجبهات وخاصة في مأرب والجوف وتعز، ومع إصراره على مطلبه السخيف بتسليم السلاح من طرف واحد، حاكماً بذلك على المفاوضات بالفشل، وبالتالي فإنه لن يعفى من تحمل المسئولية القانونية والأخلاقية عن ذلك، لأن الشعب اليمني يتطلع الى حلول عادلة ودولة شراكة تضمن للشعب اليمني بكل فئاته أمناً واستقراراً وحرية وكرامة وتنمية شاملة، أما تكريس نفوذ السعودية في اليمن وسلطة أذيالها وعملائها أمر لن يكون وسيواجه العدوان والتآمر بكل الوسائل وحتماً سينتصر على التآمر وسيسقط التآمرات ومهازل المفاوضات.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 10:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46191.htm