الإثنين, 02-مايو-2016
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
في أمانة العاصمة الدنيا أمان، لكن البنادق تدوش، في الأعراس، ودون أعراس، وفي بعض الحالات يشعر المرء أن ثمة شغلاً من قبيل شغل "الوقزة"، أو حشرة الأرضة، يقوم به أشخاص لنخر العاصمة من الداخل، أو إقلاق أمن المواطنين عمداً وعدواناً.. رصاص تطلق طول الوقت، بعد طلوع الشمس رصاص، وبعد المغرب رصاص، وفي آخر الليل يتطور الأمر إلى رشاشات تطلق دون انقطاع، لتوحي لك أن ثمة معركة حربية حامية، أو كـأن غزاة أجانب قد وصلوا إلى حارتك، وأن ثمة مقاتلين من الجيش واللجان الشعبية مدافعين عن العاصمة يكادون يُهزمون بعد شدة استبسال، وحقيقة الأمر في الغالب، ولع بالقراح والفوضى.. واحد يجرب سلاحه، وجماعة لديها عرس تريد إلزام كل السكان أن يشهدوا على العرس الذي لم يُدعوا إليه ولا سمعوا به.. وواحد يختلف مع جاره في الظهر، وفي العصر يخزن ويفكر كيف يقهره، وبعد العشاء يخرج يقرح ببندقه من سقف البيت.. الذي في سوق القات مبندق، وقد يطلق نار لأدنى سبب، راكب على حافلة مبندق، الذي يسير بالشارع مبندق، وبالحديقة مبندق، وفوق السيارة مبندق، العاصمة تبندقت "قوي" يا أمين العاصمة، وهذه قاصمة.. قبل يومين خرجت من السنينة إلى مذبح، فإذا في شارع الأربعين شباب يتسلون بإطلاق النار، واحد يطلق رصاصة جهة قدم صاحبه، وواحد يصوب ببندقيته ولا يطلق رصاصة، وواحد يطلق رصاصات من مسدسه نحو السماء، ولولا تضاحكهم لحسبت أن الشيطان فسى بينهم.. أطفال ونساء ورجال كانوا هناك.. يتساءلون: لماذا يحدث هذا؟ مواطنون يقولون: لماذا القراح في العاصمة الآمنة؟ بعضهم عندهم أجوبة عفوية.. أن هؤلاء فوضويون، فيهم المراهق والمتغطرس والمتظاهر بالقوة، والحمار، والفشَّار، والشرير، و"الوقزة".. أين يسكن مسؤولو أمن العاصمة، هل ينامون دون إزعاج ولو في الهزيع الأخير؟ أكيد هم مثلنا يسمعون ويتأذون من هذا الإزعاج والقلق، لكن لا ندري لماذا لا يجربون تطبيق قوانين سارية المفعول، تحرم وتجرم حمل السلاح في العاصمة، منع حمل السلاح من قبل المواطنين، باستثناء الذين يحرسون الحارات، وهؤلاء أيضاً لا بد من التأكد من انضباطهم.. ثمة كلام في موضوع آخر نقوله لأمين العاصمة: لا نبخسكم أعمالكم.. نشاهد منذ أيام أن ثمة جهداً لتنظيم حركة السير، ولتنظيم الأسواق، وإزالة العشوائيات والفوضى.. نشهد بذلك.. هي غير مشاهدة عند بعض المواطنين المستعجلين، وهم معذورون بسبب انقطاع الكهرباء، الذي ترتب عليه فقد التواصل عبر وسيلة الإعلام الفعالة، وهي التلفزيون، ولكنكم لا تعذرون.. ففي شعوب يرى مواطنون أعمالكم ويرضون عنكم، ويساعدون أنفسهم من أجل أنفسهم، فأطلعوا مواطني المديريات الأخرى عبر وسائل أخرى، أنكم قادمون لمساعدتهم، وعليهم مساعدة أنفسهم، يحرصون على تنظيف شوارعهم مثلاً، والبلدية لا تساعدهم في حمل الكنس إلى مكانه، فيقل بذلك حماسهم.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 09:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45920.htm