الميثاق نت -

الثلاثاء, 02-فبراير-2016
عبدالله المغربي -
ثاروا وبأصواتهم غاروا وعاثوا في شوارع صنعاء إفساداً وملأوها ضجيجاً واجتمع فيها النطيحة والمتردية وكل عيُبٍ ومغلوبٍ على أمره يصيحون: يا نظام صالح اسقط.. فليسقط النظام.. وليرحل النظام.. وليأتِ عصر الوئام..ليمت الحكم العائلي وينسف الجيش الصالحي ولينتهِ أمن عمار القومي وحرس احمد الجمهوري وقوات محمد الخاصة وحرس طارق الخاص وقوات يحيى المركزية وسينتهي الغلاء ويذهب الجوع ويُباد الفساد ويُمحى ظلام الليل وستشرق شمس الصباح الاخواني ويطلع بدر الدجى المتحالف الساحاتي..صاح فيهم العقلاء: لا تُسقطوا النظام والمواطنون الغلابى نيام، وكثير من الأطفال أيتام ومشاريع التنمية والاستثمار بادئة بالنهوض وأبقوا المؤسسات مشيداتٍ وبأنظمتهن قيام..
رفض اخوان الخبث وصاح المرتزقة بتلك الساحة وصّدق الواهمون كِذبةً سمجة وأضحوكةً واضحة ومؤامرة ظاهرة لكل ذي لُبٍ وعقلٍ سليم وصعدوا بعد ان قتلوا من قتلوهم من الشباب الذين كانوا في صفوفهم ومن رفاق النضال حسب ادّعائهم..
فليسقط النظام ولن تظهر جماعة التطرّف وأحزاب الشرذمة وحركات الإرهاب وسيختفي القتل وينتهي السحل ولن نسمع باغتيال او حتى انفجار..فليسقط نظام صالح لتعم المصالح أرجاء اليمن السعيد ويكُن البعيد بعد ذلك لنا قريباً..ليسقط نظام صالح لوحده ولن تكون من بعده ابداً عنصرية ولا تفرقة، ولينتهِ نظام عفاش ولن ترى صاحب مِهنة غشاش..ليسقط النظام وستتوقف الحروب وتعود من دون طيار الى أربابها وتتوقف امريكا عن استباحة أرضنا بطائرة تعمل عن بُعْد لتُجهز على عُنصرٍ من عناصر قاعدتها..
ليسقط نظام صالح وكل ما تتمنونه يا شعب ستجدونه في كل ارضٍ ووادٍ وشِعب وسيكون مسكينُكم كريماً وغنيكم أميراً وسيحكم كل واحدٍ نفسه بعد ان تأكد أنه لم يعد ينقصه شيء..
ليرحل صالح من اجل ان يصل الفرقاء الى التصالح..
دوّت صيحاتهم وزاد ضجيجهم بعدما حكّم عفاش كتاب الله الذي جاء به محمد بن عبدالله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. وضحك مبتسماً يومها من صبيان توكل وصبايا التغيير.. وخرج حينها الى الساحة التي كلما تذكرها يمنيٌ اليوم لعنها وكلما سمع احدهم اسمها صاح بسخطٍ منها وممن أحيوها ورددوا الشعارات فيها وكل من مولوها وبشتى الوسائل دعموها، ليقول للشباب والشابات وهم هناك يتزاحمون من على المنصة مبتسماً: ليتني بينكم وكم تمنيت لو كنت اليوم بِعُمرِكم لأقف هذا الموقف معكم .. والاختلاط يا شيخهم .. رد حينها: الضرورات تُبيح المحظورات .. وهنا اختلاطٌ وطني لإسقاط النظام الصالحي الجمهوري الوحدوي القومي العربي..؟!!
وهاهم الشباب والشابات يبحثون عن وظائف ويندبون حظهم ويشدون شعورهم ويصفعون خدودهم ويعضون أناملهم وهم يُخفون حسراتٍ وآهات ويبدون الالم والندم بما اقترفوه في حق انفسهم ووطنهم وابناء شعبهم اليمني من اقصاه الى اقصاه، إلاّ أن طلاب المعاهد العلمية وخريجي الحلقات الاخوانية وقارئي كُتب حسن البنا وحافظي محاضرات سيد قطب ما زالوا مصرين وبلا حياء او شيء من استحياء ان صالحاً السبب ونظامه الخفي هو المسبب..
سقط النظام وها نحن اليوم دون دولة وبلا حكومة والقتل يملأ كل مكان، وها هم يبحثون عن جيش العائلة، والمنصف فيهم وباستحياء يُشيد بجيش عفاش وترسانة سلاح صالح التي بناها..
سقط النظام فجاء الغازي والمرتزقة واجتمع اللئام وما عدنا ندري ما صحيح الكلام..سقط النظام فرُد كيدهم كله وصب في نحورهم وتحقق مطلبهم فمُزقوا شر ممزقٍ جزاء ما فعلوه ودعوا له..
تحقق مطلبهم واستجاب ربهم لدعائهم فسقط النظام واصبحنا في فوضى نتمنى ونحلم بشيءٍ من النظام..سقط النظام بعد أن قَبِل الله استخارة من صاحوا بالرحيل ودعوا الى التغيير وحشدوا من اجل النفير وانزل الحق تغييره وحل التغيير فينا جميعاً ورحل من جمع بأمواله أولئك العصبة في ساحة الجامعة وارتحل قادتهم اللئام ورأى الجميع الظلام وعرفنا معنى الأمان قبل الإيمان، وجلياً حقّ قول الحق في محكم كتابه: "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً" صدق الله العظيم..
أراد الله لنا ذلك فأمر من كانوا أباطرة القوم وجلاوزة زمانهم ومن كان القول لهم وكل شيء يأتمر بأمرهم ليُفسدوا ويعيثوا في أرض اليمن إفساداً.. وصدق الله في وعده، وها هي اليمن بيتنا تُدمر بذنوب من فروا منها وجلبوا إليها الغزاة ليُدنسوها والبغاة ليوغلوا في قتل ابنائها..
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 08:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45038.htm