الميثاق نت -

الثلاثاء, 02-فبراير-2016
محمد أنعم -

مشاهد مؤلمة لوطن جريح وشعب عظيم ينزف ويقف وسط جحيم الموت والخراب بعيون كلها حزن وأسى وحسرات، ماداً يديه لعل وعسى أن يجد شقيقاً أو صديقاً ينقذه من حفرة الموت التي دفعه إليها..
حوار.. حوار.. نعم قد يكون هذا الحوار هو الأول من نوعه يجري رسمياً وبإشراف دولي بين عقلاء ومرضى نفسيين أو مختلين عقلياً.. لِمَ لا.. إنها تجربة رائعة جداً.. لكن يجب أن تتم داخل مصحة ولا تكون على حساب وطن وشعب..!!
أتمنى من المبعوث الدولي وأعضاء مجلس الأمن ان يصطحبوا معهم في الجولة القادمة أطباء نفسيين لرفع تقرير عن حالة المتحاورين..
وهل من المنطق أو العقل ان يقبل عاقل- ولا نقول سياسي بارز- بأن يُقتل شعبه وتُدمَّر بلاده ان لم يَعُدْ إلى الحكم.. وهل من يفرحون ويصفقون للحرب هم اشخاص أسوياء فعلاً؟
إن الضرورة الإنسانية تتطلب لإنجاح أي حوار وجود اشخاص طبيعيين يتمتعون بروح الشعور بالمسئولية الوطنية والدينية والحرص على الصالح العام واحترام العقل والمنطق والمحاججة الهادفة الحريصة على عدم إلحاق الأذى والضرر سواءً بأطراف الحوار أو الاشخاص الذين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بمثل هذه التصارعات..
> ما يحدث في اليمن من حوار يعكس صورة مرعبة لحوار بين مجانين وعقلاء أو بين أصحاء وأسوياء ومختلين عقليين ومرضى نفسيين يمثلون خطراً حتى على المتحاورين ورعاة حوار كهذا وليس على المجتمع فقط!!
إن من الصعوبة بمكان حتى لو اجتمع من في الأرض ان يقنعوا مجنوناً بأنه فعلاً مجنون.. أو مريض نفسي وانه يتصرف بشكل عدواني وخطر على حياة من حوله.. بالتأكيد هذه مهمة تحتاج لفترة علاج أولاً، وبدون ذلك فأي حوار كهذا سيكون مجرد مغامرة غير محمودة العواقب حتى لمن يرعى الحوار ذاته..
إن النهاية التراجيدية المؤسفة التي انتهت بها تجربة السيد جمال بنعمر المبعوث الدولي السابق في قيادة حوار كهذا تؤكد ان ثمة اطرافاً تجلس على طاولة الحوار يفترض ان تخضع للعلاج أولاً..
شخصياً أتمنى للسيد اسماعيل ولد الشيخ أحمد ان لا يصل إلى نفس النهاية المحزنة للسيد جمال بنعمر الذي صار عدواً لدوداً لأطراف الرياض رغم أنه ظل طوال أكثر من عام يعمل ليل نهار لحل الأزمة اليمنية عبر الحوار.. بإمكان السيد ولد الشيخ ان يقيم تجربته برعاية مثل هذا الحوار.. وان يجيب على سؤال: هل لدى اطراف الرياض قضية وطنية أم ان المشكلة غير ذلك ويجب إحالتهم إلى مصحة نفسية ولو بقرار دولي..
اليمنيون يقدرون جهود المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ وما يبذله لأجل اليمن ووقف معاناة اليمنيين.. ولو كان لدى أطراف الرياض عقلاء لما طرحوا عليه كل فترة شروطاً تعجيزية جديدة.
يقال ان شخصاً ما في اليمن قيد شقيقه المجنون الذي هو في ريعان الشباب اتقاءً لشره.. وذات يوم دعا شخصيات مهمة لتناول الغداء في منزله.. بعض الضيوف أصروا وألحوا علىه فك القيود التي تكبل شقيقه كشرط لتناول الغداء.. راجعهم.. ترجاهم.. وكان يتوسلهم بقوله: أخي مجنون يا جماعة.. صدقوني.. وكان شقيقه يتمسكن أو يبدو كذلك.. وأخيراً أجبر على فك قيود شقيقه..
وفوراً أقدم شقيقه على انتزاع جنبية أحد الضيوف وهددهم بالقتل إذا لم يرقصوا معه «برع» لعدة ساعات.. وعبثاً حاولوا محاورة العقل فيه وأنّى له ذلك.. حينها أدركوا أنهم قد ارتكبوا جريمة بحق أنفسهم عندما دخلوا في حوار مع مجنون..!!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 09:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-45035.htm