الميثاق نت -

الإثنين, 30-نوفمبر-2015
أحمد الرمعي -

< منذ 48 عاماً من اليوم استطاع الرجال الرجال من أبناء هذا الشعب الجبار إجبار آخر جندي بريطاني على أخذ عصاه والرحيل من أرض الأحرار اليمن.
نعلم أننا نحتفل هذا العام بالذكرى الـ48 للاستقلال بلون الدم نتيجة العدوان الغاشم والبربري الذي تشنه السعودية وحلفاؤها على اليمن أرضاً وإنساناً.
هذا العدوان الذي استهدف البشر والحجر.. عدوان أعمى البصر والبصيرة يقتل اليمنيين بدم بارد لا يفرق في ذلك بين طفل أو شيخ أو امرأة.. عدوان دمر البُنى التحتية لليمنيين بحقدٍ دفين لم يسبقه إليه أحد في العالمين حتى الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين.. ولم يكتفِ هذا العدوان بقتل اليمنيين بالأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً بل تجاوز ذلك الى فرض حصار جائر على الشعب اليمني براً وبحراً وجواً وكأنه يقول من لم نستطع قتله من أبناء الشعب اليمني بالآلة العسكرية قتلناه جوعاً وكمداً، إمعاناً في إذلال أحفاد التبابعة والأقيال من اليمنيين وحقداً على تاريخهم وإرثهم الحضاري الضارب جذوره في أعماق التاريخ.
ورغم كل ما ارتكبه الأعراب من البدو الرحل ومن يساندهم من جرائم بحق شعب الحضارات التليدة وكل ما أنفقه على عملائه من أموال ومن شراء ذمم من باعوا وطنهم وقبلها ضمائرهم للشيطان، إلاّ أن هذا الشعب الأبي مازال صامداً في وجه هذا العدوان البربري.
بريطانيا التي كانت امبراطورية لا تغيب عنها الشمس وبكل ما كانت تمتلكه من ترسانة عسكرية هي الأقوى في ذلك الوقت لم تستطع الصمود أمام تضحيات أبناء الشعب اليمني الذين وقفوا لها بالمرصاد حتى أخرجوها في الـ30 من نوفمبر 1967م من جزء غالٍ من اليمن بعد احتلالها له لأكثر من 128 عاماً..
لم تستطع بريطانيا بكل هيلمانها الصمود أمام اليمنيين الأحرار ولم تجد بداً سوى أن ترحل عن أرض اليمن بفضل الملاحم البطولية التي اجترحها الثوار والتضحيات التي قدموها من أجل حرية واستقلال وطنهم.
فهل يعي الغزاة الجدد من الأعراب الرحل ومن ساندهم الدرس، ويعلمون أن اليمن بيئة طاردة لكل الغزاة عبر التاريخ.. وهل يستفيدون مما جرى لبريطانيا العظمى على أيدي اليمنيين أم أنهم سيظلون في غيّهم سادرين؟!
لقد كانت بريطانيا أكثر منكم قوة وجبروتاً ولكنها انكسرت وهُزمت أمام إرادة اليمنيين الأحرار وستُهزمون كما هُزمت وسترحلون عن أرضنا كما رحلت ولا يغرنكم ما تمتلكونه من ترسانة عسكرية وأموالٍ مدنسة فإنها لا تسمن ولا تغني من جوع أمام إرادة هذا الشعب العظيم التي لم يستطع أحد من العالمين قهرها.
والتاريخ خير شاهد على ذلك.. فقد غزا اليمن الأحباش وأخرجهم هذا الشعب مذمومين مدحورين، وبعدهم جاء الفرس وتمرغت وجوههم.. ثم لحقهم الأتراك والانجليز واندحروا جميعاً وانكسرت شوكتهم أمام صمود هذا الشعب الذي لا يقبل الضيم.
إن الذين يعتقدون أن حربهم في اليمن مجرد نزهة، مخطئون، فاليمن مذ خلق الله الأرض ومن عليها مقبرة الغزاة والطامعين.. فهل في هؤلاء القوم رجل رشيد يعيدهم الى جادة الصواب إن كان لديهم عقول يفقهون بها.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 04:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44383.htm