الإثنين, 03-أغسطس-2015
الميثاق نت -   علي عمر الصيعري -
كان الرئيس الهارب عبدربه منصور هادي يعلم جلياً بخطورة الوضع العسكري في عدن بعد أن تم دحر الجيش ولجان الحوثي ، لذا ارسل خالد بحاح ، ظهر السبت الماضي على أمل أن يلقى حتفه في مطار عدن فور وصوله بقذيفة صاروخية يطلقها عليه "الحوثيون " من قاعدة " العند " التي تبعد عنه قرابة 45كلم، أو بقصف بالكاتيوشا من المناطق القريبة من المطار التي لا يزالون يحكمون سيطرتهم عليها ، أو ربما بقذيفة لمليشيات " هادي " نفسه، غير أن هذا لم يحصل ، إلى لحظة كتابة هذا المقال مساء السبت نفسه .
وكما هو معلوم لدى الجميع أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها " هادي " التخلص من " بحاح " بل سبقتها محاولات عدة من بينها تلك التقارير السرية التي يرفعها عنه إلى " محمد بن سلمان " المسيطر الفعلي على حكم المملكة السعودية ويشكك فيها بنوايا بحاح من الحرب العدوانية على اليمن ، ووسطية وموضوعية مواقفه من التعامل مع العدوان الجائر ، إلى جانب معارضته لهادي في تنصيب الجنرال " علي محسن الأحمر " قائداً لما يسمى بقوات "المقاومة الشعبية " المرفوض من قبل كافة الأطراف في اليمن شمالها وجنوبها لمواقفه الجائرة والفاضحة سابقاً ، والذي تسبب هذا التعيين في الاقتتال الأخير بين مليشيات الحراك من جهة ومليشيات " هادي " والقاعدة من جهة أخرى قبيل يومين ولا يزال مستعراً في معسكر " الصولبان " و" البريقة " ، ناهيكم عن محاولات " هادي " وإعلام ابنه " جلال " التعتيم الإعلامي على نشاط " بحاح " في الرياض ، إلا فيما ندر .
ويعود موقف الرئيس الهارب من بحاح - والذي نمّ عن النفسية الاستحواذية التآمرية لدى " هادي " ، والنظرة المناطقية الضيقة التي رافقته ومقربيه طوال حياتهم السياسية - قلنا يعود هذا الموقف إلى التحسس من القبول والرضا بـ خالد بحاح من قبل القيادة السعودية وأطراف يمنية كشخصية في مقدورها استحواذ الحرب الدائرة حالياً ، التي ربما يراهن عليها " آل سعود " في ايجاد مخرج لهم منها يحفظ ماء الوجه، مع تذكيرنا لموقفه الرافض من تكليف هادي لوزير الصحة " رياض ياسين "القيام بمهام " وزير الخارجية " الذي شرع ولايزال يؤجج هذه الحرب، ويعرقل أية مساعٍ لإيقافها بغبائه السياسي المبتلى به، والشواهد على ذلك كثيرة.. خلاصة القول: إذا كانت الحروب نتائج ومواقف يتعرى فيها القادة السياسيون ، فإن هذه الحرب التي فرضت علينا ، كشفت عمن هو وراء تأجيجها والإصرار على المضي إلى التدمير الكامل للوطن لا لشيء سوى تلهفه على تأمين كرسي الحكم ليحكم إلى ما شاء الله ، وهذا هو الرئيس الهارب من لعنة شعبه ، والمتآمر على كل من يقف أمام مصالحه الذاتية القذرة .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 07:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43581.htm