الإثنين, 03-أغسطس-2015
الميثاق نت -     زعفران علي المهنا -
التقيته متفائلاً ونشيطاً يتنقل بزيه الابيض الملائكي ليضيف البسمة الى شفاه مرضاه بعد فك ذلك الانسداد الشرياني أو تركيب تلك الدعامة التي تعيد النبضات لذلك القلب اليمني الصامد وسط الحروب بنبضاته السبئية الحميرية..فيغدو مريضه سعيداً بنبضات قلبه تحت هذا القصف الهمجي البربري الوحشي.تبادلنا التحية فبادرني كيف الاوضاع بشّرونا أيها الاعلاميوووون.. شخّصوا لنا هذا الواقع الذي اصبح أكبر من قدرتنا على استيعابه لذا نغمض اعيننا ونفتحها علَّنا نصحو من هذا الكابوس!!؟
تمهلت بالرد.. مضت الثواني كأنها أيام وخاطبته ايها الطبيب المعالج أليس هناك مرحلة تلي الألم!!؟ أجابني: بـ«نعم» فهي مرحلة اللاتصديق تتطلب الايمان بموقع الألم ليأتي بعدها التشخيص وتقديم المعالجات الدوائية والجراحية.. تبسمت وقتها وأدرت الكرة الى ملعبه.. اذاً اعطني انت الاجابة فأنت تمر بهذه المراحل كل يوم مع جميع فئات المجتمع.. كيف تشوف الاوضاع في اليمن الغالي!!؟
بذكاء لمحته من خلال حديثه، سأجيبك كما أجبت د.رياض ياسين.. هنا اخذتني الدهشة.. وهو أومأ برأسه نعم اتصل بي د.رياض ياسين فهو زميل مهنة جمعنا الطب في القاهرة ولندن وكان صديقي.
المهم اتصل بي وبعد السلام والتهنئة سألني ها يادكتور كيف الوضع في اليمن؟
فطلبت منه التحديد هل تقصد الوضع الصحي أو السياسي أو الانساني!!؟
فرد:(د.رياض ياسين) قائلاً من جميع النواحي؟
فقلت له: من الناحية الطبية الوضع سيئ ويوجد نقص في المستلزمات الطبية والعلاجات والتجهيزات للعمليات.. وبخصوص الوضع الانساني ألم يكفِكم دماء؟! بس كفاية دم.
وبخصوص الوضع السياسي لاحظت أن الشعب كل يوم يزداد سخطاً وكرهاً لثلاثة هم: «الفار» عبد ربه منصور والحوثيون والسعودية.. وتزداد محبتهم وشعبيتهم للزعيم علي عبدالله صالح
رد عليَّ: ايش تقول يادكتور!!؟
فخاطبته بصوت الطبيب الزميل فأنا لست بسياسي : بأن هذا ماهو موجود على ارض الواقع وأتمنى ان تكون مخلصاً وتوصل هذا التشخيص لصاحبك..
هنا توقف عن الحديث لثوانٍ فسألني لماذا الصمت.؟
فسألته: تسمح لي بنشر حديثنا... لم يأخذ وقتاً في التفكير وقال لقد تنقلت بحكم مهنتي في عدة محافظات وأنا محسوب على المحافظات من جنوب اليمن الواحد الموحد ولكني صادق فيما قلته فلن يزيدني نشر هذا الحوار إلاَّ إصراراً على ماقلته واشار بيده مازحاً (بس من دون بهارات إعلامية) تبسمت متسائلة: كيف..!!؟ (تبسم مرة اخرى انتم عليكم حركات ايها الاعلاميون بس ثقتي بكِ كبيرة) رددت: تشرفت بثقتك يادكتور.
وجدتني أسأله: ولكن ممكن تعرف لي متى يخون الانسان بلده!!؟
رد بإعجاب: هذا سؤال خطير يعتقد البعض أن الاجابة عليه سهلة فكل فرد له تفسيره لهذا السؤال ورؤيته.... وايضاً الخائن له تفسيره ورؤيته التي يحاول ان يبرر بها خيانته للوطن وينخدع برؤيته التي تفشل ببناء مناصرين لخيانته فلا يمكن تبرير الخيانة للوطن تحت أي مشروع او اجندة لان واجب الانسان حماية الوطن ولكن ... وهنا صمت وهنا أكدت عليه وماذا بعد لكن يادكتور!!؟
فرد: ولكن ضعاف النفوس يُشترون بثمن بخس
هنا سألته: لانهم محتاجون للمال او هم فاهمون ان المال هذا سيسعدهم ويغنيهم عن الوطن!!؟
فرد :هذا المال سيسعدهم كالمخدر بشكل وقتي وسيستيقظون على ان حكاياتنا التي انكسرت واحلامنا التي تأخرت وأمانينا التي تأجلت هي بنفس المال الذي خدرهم بسعادة وهمية وسوف يضاعفون هذا المخدرليقضوا على أنفسهم، وسنمضي نحن نحو اليمن ولن نركع.
هنا رنّ هاتفه بأن أحد مرضاه فاق بعد عملية الصباح فاستأذنني بابتسامة عريضة هي هدفه الآن ليسمع نبضات قلبه السبئية الحميرية.. ودعته وهو يحث الخطى نحو سيارته فناديته: يادكتور التفت نحوي مجيباً تفضلي.. سألته: لماذا لم تغادرالوطن؟!.. فرد وهو يفتح باب سيارته :لن اغادر اليمن إلاَّ عند النصر واغادرها وانا اليمني المنتصر ليحترمني كل العالم ويشار اليَّ هذا اليمني القادم من ارض السعيدة.. لوح لي بيده مودعاً بعد ان استقل سيارته.. ضممت أصابعي الى باطن يدي وهتفت.. الروح بالدم نفديك يا يمن..
توارى بسيارته وأنا أدعو الله ان يظله بحمايته هو وكل اليمنيين الصامدين بشموخ يؤدون واجبهم الانساني والأمني بكل أخلاص ..
#أنا_يمني_أحب_وطني
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 09:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43580.htm