الثلاثاء, 30-يونيو-2015
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
يوم الخميس الماضي، يا أهل الأمم المتحدة،قلتم: إن ضحايا العدوان السعودي على الشعب اليمني، أكثر من 2800 شهيد، والمصابين 13 ألفاً فقط.. سنفترض أنكم لا تقصدون من هذا الرقم إغاظتنا، لأنه قد يكون رقماً صحيحاً لو كنتم تتحدثون عن ضحايا العدوان في شهره الثاني، أي أوائل شهر مايو الماضي.. أما الآن في الشهر الرابع، حيث يواصل المعتدون السعوديون المتوحشون العدوان، ومهام القتل والجرح والتدمير والتخريب، فالرقم قد أصبح مختلفاً، الأعداد تضاعفت.. وصل عدد الضحايا إلى أكثر من 6000 شهيد من غير المقاتلين، بينهم أكثر من 1000 طفل، والجرحى أكثر من 20 ألف إنسان، وشرد السعوديون ملايين المواطنين، ونسفوا كل القرى الحدودية في صعدة وحجة بهدف تهجير سكانها، من مناطقهم القريبة من الحدود السعودية، هذا فضلا عن تدمير المنازل والمدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات والمصانع والمساجد، والمقرات الإدارية الحكومية، والقلاع والمواقع الآثارية، والطرق والجسور، والمخازن والسيارات..
كيف عرفت الأمم المتحدة ذلك الرقم الذي سوقته يوم الخميس، بينما ليس لها متابع في اليمن؟ لعلها استقت هذه المعلومات المزورة المغلوطة المبسطة، من المعتدين أنفسهم، أو من منظمات دولية اشترتها السعودية لكي تكتب تقارير حسب الطلب، وهي بالمناسبة منظمات لا وجود اليوم لها في اليمن، مثل منظمة العفو الدولية التي أوكلت لممثلها في دولة خليجية متابعة الوضع في اليمن، فورطها في كلام معيب، حيث انساقت وراء ادعائه أن 90% من الضحايا في اليمن، سقطوا بسبب"الراجع"! ولما حاولت المنظمة اسعاف الموقف قررت إرسال فريق خاص إلى اليمن، وقد منعت السعودية وصول هذا الفريق، لأنها- في هذا الوقت- لا تريد أن يعرف العالم حجم الفظائع وجرائم الحرب التي ترتكبها في اليمن.
إذا كانت الأمم المتحدة تحترم رسالتها، وتريد المحافظة على قدر من مصداقيتها، فليس أمامها سوى طريقين: الأولى: أن ترسل فريقاً خاصاً يتقصى الحقائق، وينقل لها من أرض الواقع اليمني، ماذا فعلت السعودية في اليمن حتى الآن، كم قتلت وكم جرحت، وكم شردت وهجرت، وكم خربت ودمرت منازل ومدارس ومعاهد وجامعات ومستشفيات ومقرات إدارية، ومصانع ومعامل، ومساجد وقلاعاً ومواقع آثارية ومقابر، وطرقاً وجسوراً وأسواقاً ومتاجر.. والطريق الثاني: أن تأخذ بما لدى المنظمات غير الحكومية اليمنية الموجودة على الأرض، والتي تشاهد ما يجري في الواقع وترصده، وتصدره في تقارير دورية محايدة، رغم أننا غير راضين عن حياد هذه المنظمات في وقت العدوان هذا..
إن الأمم المتحدة- لو حرصت على رسالتها ومصداقيتها- وقررت الحصول على معرفة جيدة بكوارث العدوان السعودي في اليمن، وسوف تطالب بوقف هذا العدوان فوراً، وتحميل المعتدين تبعاته، وليس الاكتفاء بطلب عاطفي مثل "هدنة إنسانية" مؤقتة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 07:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43357.htm