الميثاق نت -

الإثنين, 20-أبريل-2015
نجيب شجاع الدين -
< يمر اليمن بأيام هي الأصعب في تاريخ أزمته المحددة بالعام 2011م.. فبعد تأثره بموجة الربيع العربي تقلبت المناخات عليه في ربيعه الخامس بوصول «عاصفة الحزم» التي خلفت إلى الآن بحسب منظمة الصحة العالمية 540 شهيداً وجرح 170 آخرين فيما يقول المتحدث باسم الجيش اليمني انهم 2571 شهيداً مدنياً و3897 جريحاً من المواطنين الأبرياء اغلبهم نساء وأطفال.. ومن الموت بقنابل العدوان الخارجي على اليمن اضعاف الارقام السابقة هي حصيلة الموت جراء الاعتداءات الداخلية بين أبناء اليمن الواحد في الضالع، أبين، المكلا، عدن.. إلخ..
لا ينقطع دوي مضادات الطائرات في ليل صنعاء المظلمة، وللمرة الأولى في تاريخها يسمع الأهالي- أو ما تبقى منهم- عند طلوع الصبح نعيب الغربان.. هي الأخرى شهدت جبال صنعاء نزوحاً جماعياً لها بحثاً عن مخيم..
أسوأ أحوال البلاد لم يأت بعد فلا يزال ينتظرها قرابة 3500 غارة جوية تنفذها 180 طائرة تسيطر على السماء وتلقي قنابلها الذكية على مستوى 18 محافظة ترزح تحت وطأة الخوف والجوع والغباء اللاإرادي..
من المفارقات المزعجة لحوادث كهذه أنه لايوجد لدينا حكومة أو رئيس جمهورية يجتمع بمعاونيه أو يزور ما دُمّر ويطلع على حجم الأضرار، حتى وسائل الإعلام أدت عاصفة الحزم مبكراً إلى قطع وصولها لمنازل الناس وبإشارة منها أوقفت نايل سات فضائيات الإعلام الرسمية من قناة «اليمن» وباقتها «عدن، سبأ، الايمان»، لم يحدث أبداً أن تمطر السماء صواريخاً وتحرق بلاداً بأكملها بينما إعلامها الرسمي في حالة إجازة إلاّ في اليمن.
كان عبدربه منصور هادي طلب في فبراير الماضي من ادارة القمر الصناعي ايقاف القنوات الرسمية لليمن لكن طلبه المذيل بتوقيع رئيس الجمهورية قوبل بالرفض وتم الاستجابة بعدها لطلب امراء السعودية.. مثلما استجابوا لطلب عبدربه تشكيل عاصفة على اليمن.
بالتزامن صرح المتحدث العسكري للمتحالفين العشرة أن وسائل الإعلام اليمنية الرافضة للعدوان ليست بعيدة عن مرمى طائراتهم..
لم يعد لدينا مضادات للدعاية الإعلامية التي تبثها الوسائل التابعة للـ«حزم» ومع هذا فإن كل وسيلة تكرس جهودها وتخطط رسالتها في اثبات عملها ضد نفسها وضد شقيقتها في التغطية..
ميليشيات الحوثي وجيش صالح يتجاوزون الخط الأحمر ويقتحمون محافظة عدن وقاعدة صالح تستبيح المكلا وتنهب البنوك وتخيم في القصر الجمهوري وجيش صالح يتحرك باتجاه المكلا لمحاربة قاعدة صالح، وصالح ذات نفسه محاصر في منطقة بشبوة..
وأكثر من ذلك يحدث في قناة «الحدث» وبلا حرج..
لا أحد يدري ما إذا كانت كلمة السر في رسالة الرئيس السابق هادي لقادة دول الخليج «يا غارتاه أم وامعتصماه».
المهم انهم لبوا النداء سريعاً، حيث صوَّر إعلامهم ما بين ليلة وضحاها أن اليمن غابة أسلحة خطرة وان تحت كل حجر قيادي حوثي أو خبير إيراني..
والحال كذلك لا تستغرب ان تكون وزارة الخارجية اليمنية خارج اليمن مثلما هي سفارة المملكة السعودية لدى اليمن.. أقرب الحلول لهذا اللغز أن رياض ياسين وزيراً للخارجية من الناحية الشرعية والدستورية للحكومة ومديراً لمكتب المندوب السامي على اليمن من الناحية غير المشروعة..
ترفض دول التحالف وفي مقدمتها السعودية التوقف عن قصف البلاد مشترطة على الحوثي سرعة الانسحاب من المؤسسات الحكومية.. أليس من حق الحوثي المطالبة أيضاً بضرورة انسحاب المؤسسة الرئاسية وأبرز مسئولي الحكومة اليمنية من السعودية..
بكل حال.. وكل ما يتذكره السكان هنا أن جماعة أنصار الله عندما دخلت العاصمة رفعت شعار «الترتيبات الأمنية لكم وليست عليكم» ثم جاء بعدها قصف لا يرحم تحت شعار «الموت منكم وإليكم والسلام عليكم».
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 01:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42840.htm