الميثاق نت -

السبت, 28-فبراير-2015
أ/ محروس أحمد حسين -
< لا يخفى على أي لبيب أن أخطر أدوات التدمير لبنيان الاتحاد أو التقارب بين العاملين للإسلام خاصة وللمسلمين عامة- بل هو أشد خطراً على الاطلاق- هو التكفير.. أن تخرج مسلماً عن الملة ومن دائرة أهل القبلة وتحكم عليه بالكفر والردة فهذا بلا ريب يقطع ما بينك وبينه من حبال فلا لقاء بين مسلم ومرتد، فهما خطان متوازيان لا يلتقيان..
والسنة النبوية تحذر أبلغ التحذير من اتهام المسلم بالكفر في أحاديث صحيحة مستفيضة، من ذلك حديث ابن عمر مرفوعاً: «إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما فإن كان كما قال وإلاّ رجعت عليه»..
وحديث أبي ذر: «من دعا رجلاً بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلاّ حار عليه» أي رجع عليه..
وحديث أبي قلابة: «من رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله»..
ومن هنا كان الواجب على الأمة الإسلامية الكف عن كل من قال لا إله إلاّ الله فقد صحت الأحاديث أن من قالها فقد عصم دمه وماله وحسابه على الله.. ومعنى أن حسابه على الله أننا لم نؤتمر بأن نشق عن قلبه بل نعامله وفق الظواهر والله يتولى السرائر..
وقصة اسامة بن زيد مع الرجل الذي قتله في المعركة بعد ما قال لا إله إلاّ الله واضحة كل الوضوح فقد انكر عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قتله بعد قولها ولم يقبل منه دعواه أنه قالها تعوذاً من السيف قائلاً: «هلا شققت عن قلبه؟»..
ولهذا لا يجوز اقتحام هذا الحمى وتكفير أهل الإسلام لذنوب ارتكبوها أو بدع اقترفوها أو آراء اعتنقوها وان اخطأوا والصواب فيها..
ومن مرجحات ترك التكفير أمرُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بذلك في هذه المسألة بالنصوصية والخصوصية وهذا من أوضح المرجحات.. وفي ذلك أحاديث منها حديث أنس بن مالك قال: قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ثلاث من أصل الإيمان الكف عمَّن قال لا إله إلا الله لا تكفره بذنب ولا تخرجه من الإسلام بعمل..وعن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كفوا عن أهل لا إله إلاّ الله لا تكفروهم بذنب من كفّر أهل لا إله إلاّ الله فهو إلى الكفر أقرب»..
وعلى هذا النهج القويم سار صحابته صلى الله عليه وآله وسلم أعني البعد عن التكفير والتفسيق، فعن جابر أنه قيل له هل كنتم تدعون أحداً من أهل القبلة مشركاً؟ قال معاذ الله ففزع لذلك.. قال هل كنتم تدعون أحداً منهم كافراً؟ قال لا..
وأيضاً عدم تكفير علي رضي الله عنه للخوارج ورده لأموالهم، ولا يجوز تكفير مسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة فالله تعالى قال: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا...».
وقد ثبت في الصحيح أن الله عز وجل أجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين خطأهم..
والخوارج المارقون الذين أمر النبي «صلى الله عليه وسلم بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحد الخلفاء الراشدين واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدماء وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفار ولهذا لم يسبِ حريمهم ولم يغنم أموالهم.
وإن كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والاجماع لم يكفروا مع أمر رسول الله «صلى الله عليه وسلم» بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفة الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها عن هو أعلم عنهم.
والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض لا تحل إلاّ بإذن الله ورسوله قال النبي «صلى الله عليه وسلم» في حجة الوداع «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا».. وقال «صلى الله عليه وسلم»: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وقال «صلى الله عليه وسلم» «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ذمة الله ورسوله».
وقال أيضاً: «اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه أراد قتل صاحبه».
«قال: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 05:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42205.htm