الميثاق نت -

السبت, 28-فبراير-2015
فيصل الصوفي -
هناك رجال دين مسلمون، يستدلون بآيات قرآنية على حقائق واكتشافات علمية، يقولون إن معاني تلك الآيات، هو عين ما توصل إليه العلم الحديث، ويأتي رجال دين مسلمون أيضاً، يرفضون التسليم بتلك الحقائق، ويقولون إنها تتعارض مع القرآن، ويكفّرون من يسلم بها، أي يكفّرون الطائفة الأولى من رجال الدين.. فمثلاً لما أكدت علوم الفلك أن الأرض كروية الشكل، وأنها تدور، رجع رجال دين يفتشون في القرآن، ليقولوا إن هذا الذي أكده علم الفلك حديثاً، قد قال به القرآن قبل ألف وأربع مائة سنة، مستدلين بآيات مثل: «والأرض بعد ذلك دحاها»، إذ زعموا أن الدحي في لغة العرب يطلق على البيض أو الشكل البيضي، وبذلك يكون القرآن قد سبق العلم الحديث في القول بكروية الأرض.. وكذلك الآية: «يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل» حيث وقفوا عند لفظ «يكور»، وقالوا إنه يعني لف الشيء على الشيء، ولو كانت غير كروية فإن الليل سيخيم على جميع أجزائها، دفعة واحدة، ولكن تعاقب الليل والنهار يدل على كرويتها.. بينما رجال دين آخرون يقولون إن الأرض ليست كروية، بل مبسوطة، وأنها لا تدور، ومن قال إنها كروية وإنها تدور يكفر، لأنه يكذب القرآن الذي يقول: «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت»، ويقول: «والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها، والليل اذا يغشاها، والسماء وما بناها، والأرض وما طحاها»، وكذلك قوله تعالى: «الذي جعل الأرض فراشاً والسماء بناءً».. والألفاظ واضحة، سطحت الأرض، أي مهدت لسكنى الناس، وطحا الله الأرض بسطها، كذلك، نشر وفرش..
كذلك فيما يتعلق بثبات الشمس، ودورانها حول نفسها، فعندما قال العلم الحديث إن الشمس تدور حول نفسها، استدلوا من القرآن بالآية «والشمس تجري لمستقر لها..»، وقالوا إن الجري هنا يعني الدوران، أي دوران الشمس حول محورها، بينما رجال دين آخرون يقولون إن الشمس تدور حول الكون، وليست ثابتة ولا هي مركز الكون، والدليل على عدم ثباتها، وأنها تدور حول الأرض والكواكب والنجوم، هو الآية نفسها: «والشمس تجري لمستقر لها..»، وأن من قال إنها ثابتة وتدور حول نفسها أو حول محورها، يعتبر كافراً لأنه خالف قول الله تعالى: «والشمس تجري لمستقر لها..»..
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، ورجال دين سعوديين مرموقون في هيئة كبار العلماء، أمثال عبدالعزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، يؤكدون أن القرآن فيه آيات تدل على أن الأرض ثابتة لا تدور، وليست كروية، وأن الشمس تدور حول الأرض مستدلين بالآيات السابقة، ولذلك على معلمي مادة الجغرافيا أن يبينوا للطلاب أن نظريات الجغرافيين حول دوران الأرض، وثبات الشمس، نظريات تتعارض مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.. وقال بن باز: إنه لا يكفّر من قال بكروية الأرض، ولكنه يكفّر من قال إن الشمس ثابتة وتدور حول محورها فقط، ذلك لأن القائل بذلك يعارض قول الله تعالى: «والشمس تجري لمستقر لها..»!.. هل لاحظتم هذا المأزق الذي وقع فيه من يدَّعون أن في القرآن علوم فلك وفيزياء وغيرها من العلوم التجريبية؟
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 01:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42203.htm