الإثنين, 22-ديسمبر-2014
الميثاق نت -   إقبال علي عبدالله -
لا نغالط أنفسنا بأن الأوضاع في البلاد في طريقها للتحسن لو ضبطنا الأمن فقط .. هذا الكلام وكما جاء في بيان حكومة المهندس بحاح هو مجرد ضحك على الذقون لأن المسألة خاصة الاقتصادية وصلت حد الانهيار رغم كل المنح المالية والمساعدات الخارجية التي لا يعرف أحد اين مصيرها حتى المانحين أنفسهم، وذلك لأن الفساد صار ممنهجاً والمال العام أصبح سائباً.
إن قراءة في شأن اليمن من كل النواحي خاصة بعد الانقلاب على الشرعية الدستورية مطلع العام 2011م ستخلص إلى ان كل شيء بدأ ينهار تدريجياً بدءاً بالحالة الأمنية حتى وصلنا إلى الوضع الاقتصادي الذي سبق وان حذرنا من أنه اصبح مخيفاً وكابوساً يؤشر إلى الكارثة والانهيار ..صحيح ان تدهور الوضع الأمني سبب رئيسي في التدهور الاقتصادي، غير ان عدم وجود حكومة بل دولة منذ الانقلاب عام 2011م، كان هو الآخر السبب الأهم في وصولنا إلى ما نحن فيه في ثلاثة أعوام .. ولعل تقرير البنك المركزي الذي نشر رسمياً قبل أيام قلائل بشأن عائدات النفط والغاز اللذان يعتبران من أهم المصادر الايرادية كان تقريراً مخيفاً لا نعرف إلى اين ستصل أوضاعنا الاقتصادية بل معيشتنا اليومية .. التقرير يقول (عائدات النفط خلال الفترة يناير حتى أكتوبر 2014م انخفضت ثمانمائة مليون دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الذي سبقه وان حصة اليمن انخفضت إلى قرابة أربعة عشر مليون برميل خلال الفترة ذاتها بنقص كبير بلغ قرابة سبعة ملايين برميل عن العام المنصرم 2013م).
هذا التقرير المخيف يكشف حالة الانهيار الاقتصادي الذي وصلنا إليه والذي قد يدفع الحكومة -لا سمح الله- إلى العجز عن دفع المرتبات والمعاشات، هذا خلاف أن عملية التنمية التي اوقفت عجلة دورانها سوف تصاب بالشلل التام كما هو حاصل اليوم وهنا ستكون الكارثة لأن حياة المواطنين سوف تنفجر وستكون الثورة الشعبية التي أيضاً حذرنا منها.
الحقيقة التي لم تعد خافية أن المانحين قد توقفوا عن التمويل ليس فقط لتدهور الأوضاع الأمنية كما تزعم الحكومة والقيادة السياسية بل لأن أموال المانحين لا يعرف كيف تصرف ومن هي الجهة أو الجهات التي تستفيد منها، الأمر الذي جعل المانحين يتوقفون عن الدعم وتقديم يد المساعدة وهي اليد التي فضحتنا وبينت عجزنا وعدم قدرتنا على الادارة وتسيير أمور الدولة.
ان المؤتمر الشعبي العام في هذه الظروف الصعبة والمعقدة يتوجب عليه تحمل المسؤولية التاريخية في انقاذ الوطن الذي حمله أمانة هذه المسؤولية وكان خلال العقود الثلاثة الماضية خير من تحملها ولعل الانجازات التي تحققت في زمن المؤتمر الشعبي والزعيم علي عبدالله صالح خير شاهد على قيادة المؤتمر الحكيمة والصائبة للوطن.. واليوم ونحن نشاهد الوطن يتشظى وتنهار منجزاته العظيمة..
على المؤتمر ان يتجاوز ويواجه التحديات ويكبر فوق تصرفات الأطفال وحاملي «المجامر».. الوطن لم يعد يحتمل الحماقات وكذلك المؤتمر الشعبي.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 04:17 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41512.htm