الجمعة, 26-سبتمبر-2014
الميثاق نت -  سلوى المتوكل -
ثورتا 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتان هي حديث آبائنا عن نضال أجدادهم فقد نقلتنا الى زمن لم نأتِ به ولكننا تعايشنا وادركنا المعاناة لتلك الفترة ايضاً نتاجات الأدباء والمفكرين كل يتناول تلك الفترة بطريقته الادبية حتى الخطابات السياسية في هذه المناسبات تعطينا الفكرة الكاملة أن هاتين الثورتين ما أتيتا الى واقع الحياة إلاّ من أجل تحقيق الحرية والكرامة للمواطن اليمني من صراع ظلم الحكم الملكي وطغيان الاستعمار البريطاني.

الكثير منا يعلم أنه على الواقع قد تحقق فيه العديد من المنجزات أهمها:. نشر العلم والقضاء على الجهل ببناء المدارس والمعاهد والجامعات وتطوير وسائل التعليم بأحدث التقنيات الحديثة كالارتباط بالشبكة المعلوماتية العالمية أي شبكة النت، ومحاربة الأمراض ببناء المستشفيات والمستوصفات واعداد الاطباء والممرضين ثم تحسين الوضع المعيشي للمواطن عن طريق الاهتمام بالزراعة والصناعة والتجارة.. ومن أجل انعاش الاقتصاد اليمني والقضاء على العزلة اتجهت الدولة الى ربط المحافظات اليمنية عن طريق شق ورصف الطرقات بين المدن والمديريات والمحافظات.. ولعل أهم منجز تحقق بفضل ثورة 26 سبتمبر هو اعادة الوحدة اليمنية في العام 1990م والمضي نحو تحقيق الديمقراطية عن طريق الانتخابات المحلية والرئاسية والنيابية رغم العراقيل الداخلية والخارجية لاجهاض الوحدة.
ورغم أن الوطن كان يمضي في مسار التقدم والازدهار بجهود المخلصين الى جانب القيادة السياسية إبان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح تداخل مع ذلك مسار آخر يهدف الى عرقلة البناء والتطور منها قيام الجماعات الإرهابية باعمال التفجيرات والاغتيالات ابتداءً بتفجير المدمرة الأمريكية كول والناقلة الفرنسية للنفط لامبرج وتزايدت هذه الاعمال الإرهابية وتوسع نشاطها لمحاربة الوطن والوحدة واستهداف للأمن والاستقرار وكل ذلك تحت شعارات دينية «الله أكبر» تداخل مع هذه الاعمال الإرهابية قيام بعض الأحزاب بتعطيل القوانين والدستور ومقاطعة الانتخابات حتى أوصلوا البلد الى أحداث العام 2011م ما يسمى بأحداث عام الربيع العربي وهو إلاّ عام أتت به رياح الخماسين التي لا تبقي ولا تذر فها نحن منذ 2011م الى هذه اللحظة نعيش مأساة استهداف الجنودوارتكاب مذابح ضدهم دون ذنب لهم بينما كان الجندي هو رمز حماية الوطن وهو الهدف الأسمى الذي من أجله قامت ثورتا سبتمبر واكتوبر أي بناء جيش وطني قوي يحمي مكاسب الثورتين، هذا الهدف السامي تجسد أمام أعيننا سنوات عدة والمؤسسة العسكرية تزداد قوة وصلابة في حماية الوطن ومنجزات الثورة حتى أتوا جماعة وأصحاب هيكلة الجيش وفي حقيقة الأمر هو تدمير الجيش من أجل التمكن من زعزعة أمن الدولة والسعي الى تفكيك الوحدة الخالدة بإذن الله تعالى هذه كانت ومازالت أحد نتاجات أحداث 2011م هذا الى جانب تدني المستوى التعليمي جراء الأحداث الدامية التي يعيشها في هذه الآونة كذلك تردي الوضع الاقتصادي ولاشيء يشغل حكومة الوفاق سوى السعي الى فرض الجرعة التي لن يدفع فاتورتها سوى المواطن البسيط والأجيال القادمة كل ذلك ونيران الحرب الطائفية والمذهبية تزيد من معاناتنا وهذا وذاك يزعم ويتشدق في خطاباته عن الوطنية وحقوق الشعب؟!..
أين حقوقنا التي يزعمها الجميع وقد حرمنا من الكهرباء والماء.. ها نحن اليوم نعيش أزمة كبيرة وحرمان من المياه حيث أن ناقلات المياه تجوب شوارع العاصمة طولاً وعرضاً فارغة والمسئولون لا يجيدون سوى تحريك الأسلحة الثقيلة من دبابات وطائرات.. بمناسبة أعياد سبتمبر وأكتوبر كان أباؤنا يعيشون بهجة الاحتفالات بهذه الاعياد كانت الشوارع تمتلئ بالزينات والاضواء وأصوات الاناشيد الوطنية.. كانت تشدوا وسائل الاعلام المسموعة والمرئية حتى المدارس بالأناشيد الوطنية كانت تحيي هذه الاحتفالات دون التحيز لحزب أو جهة غير التغني بدماء الشهداء الذين وهبونا أرواحهم ودمائهم.. لكننا اليوم لا نتحدث إلا عن المآسي ولا نتابع في وسائل الاعلام اذا عاد التيار الكهربائي سوى قطع رؤوس الجنود على يد تتار العصر الحديث.. يتداخل مع كل هذه الاحداث المؤلمة ظهور ألف إمام على المستوى الاجتماعي بدلاً من إمام واحد قامت ضده ثورتي الـ26من سبتمبر في عهد أجدادنا.. نشعر بذلك عندما يتحول صاحب المنزل الى حكومة كاملة وهو يقطع تيار الكهرباء ويحبس الماء عن المستأجر بالطريقة التي يريدها دون وجود قانون يحكم الطرفين. نشعر بعودة ألف إمام في المجتمع الواحد وليس على مستوى الدولة عندما تضيع الاخلاق في التعامل بين هذا وذلك وكل طرف يريد أن يستقوي ويتجبر على الطرف الآخر لأن المسئولين مشغولين شغلتهم الحرب التي تستهدف الوحدة ومقدرات الدولة وتدمير المؤسسة العسكرية والأمنية.. وبهذا يصل المرء منا الى قناعة تامة بأننا نولي ثورتي سبتمبر واكتوبر الوفاء والاحترام والتقدير حتى وأن أتينا بعدها بأكثر من عقد من الزمان لكن الواقع الذي أتينا اليه جعلنا نصدق بهذا النضال النبيل والجليل.. أما الثورة التي شهدناها في 2011م سنشهد لأبنائنا وأحفادنا أنها كانت فوضى كادت أن تعصف بنا رغم التنازلات التي جاد بها القائد الزعيم رجل السلام علي عبدالله صالح.
«إن كان زمانك يا علي عبدالله صالح هو فترة الفساد كما يزعمون لله درك من زعيم حققت الأمن والاستقرار والمنجزات والوحدة يا رجل السلام والمنجزات».
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 30-أبريل-2024 الساعة: 12:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40447.htm