الإثنين, 08-سبتمبر-2014
الميثاق نت -   إقبال علي عبدالله -
علينا في البدء أن نسأل إلى أين يسير بنا المشهد اليوم خاصة في ظل التصعيد المستمر لجماعة (أنصار الله) وهو تصعيد يؤشر- لاسمح الله- إلى تفجير الموقف.. يعني حرباً أهلية؟!!.. هذا السؤال اعترف إن الإجابة عليه في غاية الصعوبة والتعقيد وضرب من ضروب التنجيم .. لكنني ومن خلال انتمائي للمؤتمر الشعبي العام ولأكثر من خمس عشرة سنة استطيع القول بل الشهادة للتاريخ بأن الزعيم علي عبدالله صالح قد تنبه لما وصلنا إليه اليوم ولعلنا نتذكر قوله (علينا أن نحلق رؤوسنا بدلاً من الانتظار لأحد أن يحلق لنا).. اعتقد يقيناً أن هذا القول فيه حكمة وبعد نظر وحنكة في القيادة.. كما أتذكر أن المؤتمر ومنذ وقت مبكر بعد تشكيل حكومة الوفاق التي يترأسها محمد سالم باسندوة .. حذر من استمرار هذه الحكومة في إجراءاتها وسياستها الكاذبة التي تعادي بها الشعب .. هذا الكلام للزعيم كان على الجميع خاصة الذين افتعلوا الأزمة في عام 2011م ودفعوا بالشباب للخروج إلى الساحات بهدف الانقلاب على الشرعية الدستورية.. أن يعيدوا قراءة ما سبق أن أشرت إليه، فالمشهد اليوم كارثي ولم تعد الحكمة ولا الصبر ينفعان في إنقاذ اليمن من مصير مجهول .. وقد صدق الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية النائب الأول الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام عندما قالها قبل أيام أن اليمن في مفترق الطرق إما التنمية أو الفوضى التي لايريدها المؤتمر الشعبي ولا قيادته وأعضاؤه وأنصاره.
إننا اليوم ونحن نحاول الإجابة على السؤال الصعب إلى أين يسير بنا المشهد خاصة في العاصمة صنعاء؟!.. نعيد قراءة ما سبق ذكره لأن في هذه القراءة محاولة للإجابة على السؤال ..فالبلاد ومنذ عام 2011م لم تشهد استقراراً أمنياً ولا تنمية حتى وصلنا إلى مرحلة (الشحت) من الأشقاء والأصدقاء لسد رمق الشعب الذي يزداد جوعاً وبؤساً يوماً بعد يوم.. فالأوضاع الأمنية المتدهورة حدث ولا حرج، فلا يمر يوم إلا ونسمع ونشاهد القتل والذبح والاختطافات وتدمير ما تبقى من البنية التحتية كالكهرباء ونسمع عن ظهور تنظيم القاعدة الإرهابي ونقرأ بصريح العبارة من يقفون ويمولون هذا التنظيم الذي لم نكن نسمع عنه قبل الأزمة.. عشرات من جنودنا يقتلون ويذبحون هنا وهناك من قبل عناصر هذا التنظيم الإرهابي.. صار كل شيء في الوطن الذي كان شعبنا يعيش فيه في ظل قيادة الرئيس علي عبدالله صالح في أمن وأمان واستقرار معيشي وبناء المنجزات الواحدة بعد الأخرى، صار كل شيء اليوم في طريقه إلى الدمار وانعدمت التنمية حتى النفط الذي تم استخراجه في عهد الزعيم في الثمانينات وبعده عدد كبير من الإنجازات الإنمائية العملاقة كلها صارت اليوم وبحكم سياسة حكومة الوفاق الـ«باسندوية» التي تديرها وتتحكم في شؤونها جماعات قبلية تتبع حزب الإصلاح الذي افتعل أزمة عام 2011م والآن يواجه مصيراً مجهولاً من قبل جماعة الحوثي..
الوطن اليوم ليس في أزمة تتطلب مبادرات ووساطات لحلها، بل هو في نفق مظلم والحل- في اعتقادي- بيد الشعب الذي عليه أن يختار أحد مفترقي الطرق.. إما التنمية أو الفوضى والهلاك.
الوطن لا يحتاج في هذه الكارثة التي دخل فيها إلى دعم وعبارات المساندة من الأشقاء والأصدقاء.. بل يحتاج في المقام الأول لاصطفاف وطني والتزام بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي كان الزعيم علي عبدالله صالح أول من دعا إليه قبل الأزمة.. ويحتاج كذلك إلى لغة الحوار بدلاً من لغة السلاح والإدراك بأن الوطن ملك الجميع وليس حزباً أو قبيلة أو جماعة.. الوطن اليوم يحتاج إلى الشعب الذي بدونه ستكون الكارثة أكبر مما هي عليه اليوم.. ستكون كارثة الحرب الأهلية فاجعة المرحلة- لاسمح الله.
هذا الكلام أقوله وأنا أشاهد- ومعي كل أبناء الوطن شماله وجنوبه وشرقه وغربه- ما يحدث من تصعيد في العاصمة صنعاء.. نشاهد وأيدينا على قلوبنا ومرفوعة إلى السماء تدعو الله لإنقاذ هذا الوطن.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 06:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40229.htm