الإثنين, 21-أبريل-2014
الميثاق نت -   علي عمر الصيعري -
حذر سياسيون من مغبَّة الانحراف بمسار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، والالتفاف على بنود « المعاهدة الخليجية « وآلياتها المزمنة ، والتي لا يزال سارياً مفعولها.. كما حذَّر مراقبون دوليون من مغبة عرقلة هذه المخرجات وتلك البنود وخطورة التلاعب بها وتفصيلها من قبل كل طرف أو قوى سياسية على مقاس مصالحها الذاتية والتماهي في اللهث غير المشروع للتفرد بالحكم عن طريق وسيلة الإقصاء وتهميش الكفاءات الإدارية في السلطة المركزية والمحافظات الذي بدأ ت في الاتساع والتنامي في الآونة الأخيرة ، في ظل تردي الوضع الاقتصادي والأمني ، وتراجع الأداء الحكومي في الوزارات والمحافظات ، وتزايد القلق لدى المواطنين على معيشتهم ومستقبل أبنائهم .
جاءت هذه التحذيرات من قبل السياسيين والمراقبين الدوليين بعد أن تيقن لهم أن اليمن على قاب قوسين أو أدنى من « الصوملة» التي تعني انهياراً شاملاً في بنيان الدولة ، وتفتيت وتصدع اللحمة الوطنية وتشرذمها إلى اقطاعيات ودويلات وإمارات صغيرة متناحرة فيما بينها على نحو ما هو حاصل في جمهورية الصومال الشقيقة التي اعتبرت أسوأ بلد يتربع على هرم التخلف والفساد والمستقبل المجهول . وبنى هؤلاء السياسيون وأولئك المراقبون تحذيراتهم من المشهد اليومي ـ متسع النطاق ـ الذي تعيشه اليمن حالياً، إذ لا يمر يوم إلا وتوافيهم الأنباء بحوادث الاغتيالات والتفجيرات والاعتداء السافر في وضح النهار على الممتلكات العامة والخاصة ونهبها أو تدميرها تحت مرأى ومسمع الحكومة والأجهزة الأمنية التي تكتفي بإصدار بيانات التهديد والوعيد ، والضرب بيد من حديد ، في حين تتضاءل الروح المعنوية بين افراد القوات المسلحة والأمن نتاج سوء وضعهم المعيشي ، وتردي فاعليتهم القتالية ومراسهم الأمني في ضبط وتعقب الجناة والخارجين عن القانون ، وكل هذا نتاج الهيكلة غير المدروسة ، والتطاول غير الانضباطي من قبل نافذين في الجيش والأمن ، والانتشار المهول لظاهرة حمل السلاح والتجول به علانية ، والأنكى من ذلك الفرار الجماعي لمسجونين على ذمم جرائم جسيمة ، بل وبعض المحكوم عليهم بالإعدام ، من السجون من دون تمييز .
ومما عزز القلق في نفوس السياسيين والمراقبين الدوليين والمواطن العادي على مصير هذا الوطن ونظامه الحالي ، هو اهتزاز هيبة الدولة في نظرهم نتاج التدخلات السافرة من قبل بعض القوى النافذة في سياسة الدولة ومحاولة فرض شروطها عليها وعلى سياستها الإعلامية ، والضغط من أجل اقحام القوات المسلحة في حروب ومواجهات مع من تراه عدواً لحزبها وكيانها القبلي ، ناهيكم عن تصاعد الاستفزاز القبلي من قبل بعض قبائل المحافظات والمتمثل في زحف أفراد هذه القبيلة أو تلك على محافظات بكاملها من أجل اطلاق سراح فرد من افرادها أو المطالبة بقاتل احد ابنائها من دون الأخذ بعين الاعتبار أن هناك سلطة رسمية في هذه المحافظة المقتحمة ، وهذا ما شهدته وتشهده عدد من المحافظات ومن ضمنها حضرموت.
إن هذه التحذيرات التي اطلقها المراقبون والمحللون السياسيون لم تأتِ من فراغ أو اجتهادات نظرية ، بل من واقع يلمس وقائعه كل مواطن يمني في الداخل.. إننا في قلق متصاعد على وحدة وأمن واستقرار واقتصاد بلادنا، ونتطلع إلى كل العقلاء في احزاب الطيف والقوى السياسية إلى تحكيم العقل والمنطق، قبل أن تقع الفأس على الرأس ، ولات ساعة ندم ،لأن الجميع في سفينة واحدة لن يسلم من غرقها أحد.. اللهم احفظ اليمن.. اللهم آمين.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 02:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38061.htm