الإثنين, 19-مارس-2012
لقاء/ المحررة -

شهر مارس الذي تتعدد فيه المحافل والاحتفالات المرتبطة بمناسبات تخص المرأة، من ذلك الاحتفال بذكرى يوم الأم هذه الذكرى التي مرت بكثير من الألم على أمهات ونساء اليمن في العام الماضي 2011م، ألم ودمع وإحساس لا يمكن أن يعرفه إلاّ قلب أم أو من فقد أعز الناس إلى قلبه..
في العام الماضي وقبل حلول يوم الـ21 من مارس مر على تاريخ اليمن يوم مظلم قاسٍ حصد معه من أبناء الوطن أكثر من 42 شهيداً وأكثر من 600 جريح كان ذلك في جمعة الـ18 من مارس 2011م يوم فُجعت فيه الأمهات ببحرٍ من الدماء وجريمة من أبشع جرائم الإنسانية..
۹ وها قد مر عام من الحزن والعيش مع الذكريات المؤلمة لأمهات وأسر شهداء وجرحى تلك الحادثة التي هزت الرأي العام اليمني والعربي والدولي والتي وصفها البعض بأنها جريمة بشعة خُطط لها من قبل أطراف تسعى لتحقيق أهداف ضيقة وقد تم توظيف ذلك سياسياً وإعلامياً لأغراض يقف وراءها من خططوا واستفادوا من ارتكابها..
توضيح الغموض
اليوم وفي ذكرى مرور عام على تلك الحادثة الأليمة تطالب أمهات الشهداء والرأي العام عموماً بإعادة فتح التحقيق من جديد.. تقول الأخت رجاء شرف- أم لأحد جرحى ذلك اليوم: ليس من السهل أن تُفجع في قريب أو صديق فما بالكم بأم تفقد فلذة كبدها في زهرة شبابه دون ذنب يُذكر وبغدر رصاص وُجّه نحو من لا يحملون السلاح، أنا أعرف عدداً من أمهات الشهداء وأشعر أنه لن يخفف عنهن شيئاً إلاّ توضيح الغموض وكشف الحقائق وتقديم المخططين والمنفذين والمستفيدين أياً كانت اشخاصهم أو من يقف وراءهم إلى العدالة، لعل ذلك هو العزاء الوحيد الذي قد يخفف وجع أم مكلومة..
أهداف رخيصة
وترى الأخت فردوس المرتضى- صديقة لزوجة أحد الشهداء- أن تلك الجريمة النكراء في الـ18 من مارس 2011م والتي ذهب ضحيتها من أبناء اليمن ما بين قتيل وجريح قد هزت مشاعر أبناء الوطن رجالاً ونساءً وهزت مشاعر المجتمع العربي والدولي، فمن المؤسف أن يدفع الشباب ثمن المصالح والأهداف السياسية الضيقة، ولكن التاريخ لن يغفر لمن كان وراء ذلك، والأيام لابد أن تكشف عن الجناة الحقيقيين ومن يقف وراءهم، ومهما كانت الأسباب والأهداف فهي رخيصة أمام دماء سُفكت دون ذنب، وحين تُكشف الحقائق لن يُغفر للجناة ما اقترفوه.
أمهات شهداء
وتواسي الأخت أمة السلام الكحلاني- أحد ساكنات حي الجامعة- أمهات الشهداء في ذكرى مرور عام على تلك الأحداث الأليمة قائلةً: لايمكن أن ننسى ذلك اليوم ونحن بالتحديد سكان ذلك الحي الذي كان مسرحاً لوقائع تلك المأساة، ونقول لهن يكفيكن فخراً أنكن أمهات لشهداء شباب قُتلوا دون ذنب، أما من ارتكب وخطط ووظف تلك المجزرة لتحقيق الأهداف الرخيصة فسوف ينال جزاءه من الله وسوف تكشف الأوراق وتظهر الحقائق وينالوا عقابهم الدنيوي.
أبشع الجرائم
ونختتم مع الأخت اسماء العريفي- والتي فقدت زوج اختها- قائلة: شقيقتي في هذا العام وفي ذكرى الاحتفال بيوم الأم سوف يحتفل بها أبناؤها وقد اصبحت لهم الأم والأب لأن تاريخ الـ18 من مارس 2011م كان تاريخ حرمانهم من والدهم فأي قهر أشد من أن يحرم الأبناء أباهم دون ذنب يُذكر، إن ما حدث في ذلك اليوم هو بكل المقاييس من أبشع الجرائم.. ومهما أُحيطت تلك الجريمة بالغموض والملابسات وأخذت بُعداً في التوظيف السياسي والإعلامي لتخدم مصالح أطرافاً، سوف تكشف الأيام عن الجناة، وأعتقد أن أهم مطلب لأولياء الدم من أسر الشهداء هو فتح باب التحقيق مجدداً بمشاركة أطراف محايدة عربية ودولية لتظهر الحقائق جلية حول ما حدث في جمعة الـ18 من مارس التي يصعب على الذاكرة نسيانها.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 10:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-25845.htm