الإثنين, 16-مايو-2011
هناء الوجيه -
في إطار الحديث عن موضوع الطفولة ومخاطر الزج بالأطفال في الصراعات السياسية ومحاولة اجتذابهم الى ساحات الاعتصامات المناوئة أو المؤيدة في ظل القلق القائم من قبل منظمات حقوقية ومدنية محلية ودولية واعتبار ذلك من الانتهاكات سواءً أكانت الصراعات مسلحة أم سلمية، فقد استعرضت «الميثاق» في أعداد سابقة آراء بعض المختصين والتربويين المرتبطين بحقوق الطفل ولأهمية وخطورة القضية تواصل مناقشتها في هذه المساحة:
البداية كانت مع الاخت آسيا الأديمي اختصاصية اجتماعية والتي عبرت عن رأيها قائلة: إن الزج بالاطفال في ساحات الاعتصامات والمظاهرات له أخطار كبيرة على حياة الاطفال ومستقبلهم وله انعكاسات سلبية تؤثر عليهم وتظهر مع مراحل اعمارهم المختلفة.
وهذا وضع متوقع، فهم في ظل الصراعات يجدون أنفسهم في مواقف أكبر منهم ويعجزون عن حماية انفسهم أو حتى مجرد استيعاب الوضع الذي زُجوا اليه وينعكس ذلك في صور مختلفة من التشاؤم واليأس والانضواء والعصبية، وكذا التخلف الدراسي وغيره من الاعراض.
أطياف العمل السياسي
< ومن جانبها تدعو الاخت بدور القاضي- موظفة- كل أطياف العمل السياسي ان يدركوا خطورة إقحام الاطفال في هذه الصراعات وعدم استغلالهم تحت مسمى حرية التعبير، فالطفل ما دون سن العاشرة من المستحيل أن تكون لديه اتجاهات ورؤى سياسية خاصة به. فهذه معتركات أكبر منهم وإقحامهم فيها ستعرضهم للخطر وستؤثر على أعماقهم وما ينبغي أن يغرس فيها من قيم المحبة والاحترام والتفاؤل.
فكر متطرف
وفي ذات السياق تحدث الاخ عبدالرحمن السروري قائلاً: ينبغي أن يكون الاطفال عموماً والمؤسسات التعليمية بمن يعمل فيها بعيدين كل البعد عن المماحكات والصراعات السياسية لإن إقحامهم في ذلك يُنتج لديهم فكراً متطرفاً ورؤى متحيزة لطرف دون آخر، أضف الى ذلك أن أعباء العمل السياسي ودهاليزه المختلفة ستترك آثاراً سلبية متعددة في نفوسهم.
لذا ندعو أولياء الأمور الى تحمل المسؤولية أمام الله والعمل على حماية أبنائهم وأطفالهم من الضياع في هذا المعترك الذي يفوق أعمارهم ويؤثر عليهم سلباً.
جرائم
< وتعبر عن رأيها الاخت نسيبة المضواحي قائلة: إن من أكثر ما يحزُّ في النفس في خضم الأزمة التي تمر بها بلادنا أن يكون من بين الضحايا أطفال لا حول لهم ولا قوة أُقحموا في معترك الكبار دون إدراك منهم لخطورة ذلك ودون قدرة على تحمل مسؤولية أنفسهم وهذا ما يجعل حقيقة أمر مشاركتهم والزج بهم في المظاهر السياسية من الجرائم المخالفة للقيم الانسانية، ففي حين يفترض توفير الحماية لهم والحفاظ عليهم من صراعات الكبار نجد أن بعض أولياء الامور يدفعون بفلذات أكبادهم الى الهلاك.
لذا يجب أن يعمل الجميع على نشر الوعي وتثقيف من ينقصه الإدراك بمخاطر إقحام الطفولة والزج بها في الصراعات المختلفة وآثار ذلك سلبياً.
مسببات الخطر
< ويرى الاخ هشام محمد أن الدين الاسلامي وكذا الاتفاقيات والقوانين والدساتير المختلفة تنص على سلامة الاطفال ورعايتهم وحمايتهم من كل مسببات الخطر وتحرم الزج بهم في كل ما من شأنه أن يُهدد أمنهم وسلامتهم ومن هذا المنطلق لابد أن نعمل جميعاً على حمايتهم وعدم تعريض حياتهم للخطر والحرص على حماية أعماقهم من الاحقاد وثقافة الكراهية والعنف التي ستؤثر على المجتمع ككل مستقبلاً لأن الاطفال هم أساس البناء الصحيح للمستقبل المشرق وحمايتهم أمانة في أعناقنا.
المسؤول الأول
< ونختتم حديثنا مع الاخت شيماء يحيى والتي قالت: عندما أرى الضحايا من الاطفال الذين تضرروا في خضم هذه الاحداث اتخيل مشاعر أمهاتهم وما يتجرعن من ألم، وفي نفس الوقت أتساءل لماذا تركوا أطفالهم يذهبون الى هناك وكيف كان تفكيرهم حين قرروا اصطحابهم الى ذلك المكان غير الآمن والمعرض للعديد من المخاطر، لذلك فإن من يتحمل مسؤولية أولئك الاطفال بصورة مباشرة ذووهم وأقاربهم المسؤولون عنهم.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 30-أبريل-2024 الساعة: 09:33 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21264.htm