لقاء/ يحيى نوري - توفيق الشرعبي -
حمَّل بصراحة متناهية الاسباب التي تقف وراء الاختلالات الادارية والأمنية التي تعاني منها محافظة الجوف مَن اسماهم بالفاشلين في الأجهزة المحلية وبعض الاجهزة المركزية.. مؤكداً أن الخلل ليس في الجوف وانما لدى هؤلاء الفاشلين.. مطالباً إياهم أن يواجهوا أنفسهم بالحقيقة.
إنه الشيخ حسين حازب محافظ الجوف الذي منح “الميثاق” جزءاً من وقته للحديث عن هموم ابناء المحافظة:
< نظراً للفترة البسيطة التي مرت منذ تعيينكم محافظاً لمحافظة الجوف.. هل لنا التعرف على أبرز المهام والأجندة التي تتعاطون معها اليوم؟
- حقيقة منذ أن أصدر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قراره القاضي بتعييني محافظاً للجوف شعرت بثقل الأمانة وحجم المسؤولية الوطنية التي ألقاها على عاتقي وهذه الثقة جعلتني ومعي السلطة المحلية نعمل سوياً من أجل تحقيق الاهداف المنشودة التي يتطلع اليها أبناء الجوف وهي غايات مازالت تحتاج الى الكثير من الاهتمام والجهد لتحقيق التنمية والرعاية الكاملة لأبناء المحافظة.
ولا أخفيكم أن قرار تعييني قد جعلني أمام مهام ومسؤوليات تتطلب درجة عالية من الاستعدادية والقدرة والكفاءة في التعامل معها.
< ألستم معنا بأنها تتطلب مجهوداً أكبر ليس على مستوى السلطة المحلية وإنما على مستوى الدولة والحكومة؟
- هذا كلام منطقي وموضوعي وأؤكد لكم ستتضاعف الجهود في مواجهة الصعوبات وعدم الاعتراف بالمحبطات.. وثقة القيادة بنا تحتم علينا المزيد من البذل والعطاء والاجتهاد في خدمة العمل المحلي، وكذا العمل على ردم الهوة بين الدولة والناس إن وجدت، ويفرض هذا على تمثيل الدولة من قبل أي مسؤول مهما كان كبيراً او صغيراً عدم السماح بإضعاف هيبتها.
متطلبات المواطنين
< هل هذا يعني أن هيبة الدولة في الجوف ضعيفة؟
- أقصد ان نقوم بتنفيذ برامجنا وخططنا أولاً بأول، لأن أي ضعف في أداء السلطة تجاه الايفاء بمتطلبات المواطنين من شأنه أن يضعف هيبة السلطة، هذا إذا ما أخذنا في الاعتبار الواقع الذي تعيشه محافظة الجوف وهو واقع يجعلها من أكثر المحافظات في حاجة ماسة الى المزيد من المشروعات التنموية والخدمية، حتى يتم القضاء تماماً على كافة ترسبات ومخلفات التخلف والجهل والتي تعد من أبرز المشكلات التي تنتج من وقت لآخر اختلالات في الواقع.
< على ماذا تعولون تحقيق نجاح مهامكم في الجوف؟
- أعول على الرعاية والاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بمحافظة الجوف وحرصه على أن تنال هذه المحافظة حقها من خطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أعول ايضاً على أبناء الجوف الطيبين الذين أشعر بثقة كبيرة أن لديهم استعداداً للتعاون مع السلطة المحلية والمشاركة الفاعلة في حل المشكلات والعوائق التي تعترض سير العمل المحلي والتنموي.
أوجه مختلفة
< أشرتم في معرض حديثكم الى أن هناك اختلالات .. ما أبرزها ومن يتحمل مسؤوليتها؟
- الاختلالات لها أوجه عدة قد تكون نتيجة لقصور في أداء السلطة المحلية، ومنها في الجانب الامني.
واعتقد أن الجميع يتحمل مسؤولية هذه الاختلالات دون استثناء - سلطة محلية، ومواطنين- بالاضافة الى خصوصية الجوف كمحافظة نائية مازالت في حاجة الى المزيد من التنمية حتى تصل على الأقل الى مستوى التنمية التي وصلت اليها محافظات أخرى.
< ألا ترون ان عدم تقديم تشخيص واقعي للمشكلات لا يخدم التطلعات التي تنشدها محافظة الجوف؟
- عندما اقول يتحمل مسؤوليتها الجميع سلطة وآخرين فإن ذلك تشخيص واقعي وليس بالقول المطاطي الذي يحتمل اكثر من معنى وهذا يعني أنني أقول ان السلطة المحلية تتحمل جزءاً من هذه المسؤولية ان هناك اشخاصاً فاشلين في الاجهزة المحلية وبعض الاجهزة المركزية هم من يتحملون المسؤولية.
شماعة
< هل ستتعاملون مع هؤلاء الذين وصفتموهم بالفاشلين؟
- لا بالطبع وستتضمن خططنا وبرامجنا كل عنصر كفء قادر على البذل والعطاء، كما أننا لن نسمح لأولئك الذين يحاولون من وقت لآخر استخدام الجوف كشمَّاعة.
< من تقصدون بهؤلاء؟
- نقصد قيادات في السلطة المحلية وفي الاجهزة المركزية، كما أننا نقول لهؤلاء بالفم المليان: ان استخدامكم الجوف كشمَّاعة ووصفها بالارضية غير القابلة للتطور والتحديث السريع لم يعد مجدياً وإن الخلل الحقيقي ليس في الجوف وإنما فيهم لأنهم لم يواجهوا مشكلات المحافظة بمسؤولية وباستشعار أكبر لمسؤوليتهم الوطنية.
< هل بالإمكان ضرب مثال على هذه الحال؟
- الامثلة كثيرة وتعود الى تعدد المشكلات التي تعاني منها المحافظة ، فالقصور الامني يعود الى عدم وجود الامكانات المادية والبشرية اللازمة، أو لسوء التخطيط المركزي الذي يساوي الجوف بمختلف المحافظات دون أن يراعي خصوصيات الجوف، اوتعاطي الاجهزة المركزية مع قضاياها من داخل مكاتبهم في صنعاء دون ان يكلفوا أنفسهم النزول الميداني لمعرفة طبيعة المشاكل على الواقع.
< هذا بالنسبة للمشكلات والاختلالات الناتجة بفعل إدارة الأجهزة المركزية .. فماذا عن اداء السلطة المحلية؟
- السلطة المحلية حتى اليوم لم تعمل وخاصة على صعيد المديريات وكذا الاجهزة الامنية ، والسبب يعود بصراحة متناهية الى أن الكثير من القائمين على هذه الاجهزة يتعاملون معها على أساس كونها وظائف تخص أنفسهم وليس المحافظة، وان دورهم كسلطة يقتصر على صرف المخصصات نهاية كل شهر عدا البعض وحتى لا نعمم ذلك على الجميع.
عملية التنمية
< بصراحة ما أبرز المشكلات التي تواجه العمل المحلي بالمحافظة؟
- المشكلات اساسية وجوهرية وستظل عملية التنمية في الجوف غير ذات جدوى إذا لم يتم التعامل معها برؤية واضحة، اضافة الى عدم وجود الاستثمارات الخاصة التي يعول عليها تحقيق التحول المنشود بالجوف، ولاشك أنكم قد شاهدتم أن السلطة المحلية مثلاً تمتلك مبنى واحداً ويمثل سكناً وتعلمون مدى تأثير ذلك على ظروف أداء السلطة المحلية.
< لكن كيف يمكن تحقيق ذلك في ظل أوضاع أمنية غير مساعدة؟
- كما أشرت هناك من يستخدم المشكلة الامنية شمَّاعة للفشل والقصور وتخوين الغير..
< إذاً ما أنتم فاعلون؟
- سنكرس جهودنا من أجل تحقيق ذلك وسنطلب من الاجهزة المركزية المعنية المزيد من العون والتفاعل مع خطط وبرامج النهوض بالجوف.. علماً أن هناك اختلالات أمنية أسبابها من نطاق المحافظة وبعضها من الداخل.
< تتحدثون عن تعاون وتفاعل المواطن بالجوف بثقة عالية؟
- نعم وجميعنا متعاونون بل أنهم يحمّلون أجهزة السلطة المحلية بالمحافظة وأجهزة السلطة المركزية المسؤولية على اعتبار انهم يتفاعلون مع المشاكل بسلبية ويطالبون بضرورة التعامل الايجابي من قِبل السلطات وبالصورة التي لا تشجع من يرغب في الخروج عن القانون، وأنت لاحظت مدى التفاعل الايجابي والرائع الذي أبداه المواطنون مع السلطة المحلية في إحدى القضايا الامنية، وهو تفاعل يجعلنا نثق بعظمة المشاركة الشعبية في ترسيخ وتجذير الامن والاستقرار.. وكل ذلك يعكس وعياً جديراً برصده والتعامل الايجابي معه ويعكس في نفس الوقت التناغم مع التوجهات الحكيمة لقائد المسيرة الوحدوية والتنموية فخامة الرئيس حفظه الله.
< على صعيد مكافحة الارهاب.. ما الذي بوسعكم ان تفعلوه في ظل تعدد المشكلات التي تواجهكم؟
- الارهاب عدو التنمية.. عدو الوطن.. عدو الانسانية، ومواجهته تتطلب تضافر جهود أبناء الوطن سلطة ومعارضة، ولاشك أن بوسعنا أن نحدث تقدماً كبيراً إذا ما أخذنا بالتنمية كسلاح ذي حدين في مواجهة هذه الظاهرة التي تستغل عناصرها الارهابية المناطق الاكثر تخلفاً والاكثر بعداً حتى تمارس أعمالها المغلوطة.
واعتقد أن الحكومة قد وضعت استراتيجية لتنمية المناطق النائية وإخراجها من قيود العزلة، وأؤكد ثانية وثالثة وعاشرة أن أبناء الجوف مستعدون للتعاون الكامل من أجل وطنهم ومحافظتهم وتأمين حياتهم من مخاطر هذه الظاهرة، فأهل الجوف خيرون ويريدون الاستقرار والتنمية ، وعلينا أن نساعدهم حتى تتمكن محافظتهم من اللحاق بشقيقاتها الاخريات من المحافظات.
خصوصية استثنائية
< ألا تعتقدون أن مشكلة الزراعة واحدة من المشكلات التي تمثل منظومة شاملة ينبغي عليكم التعاطي معها في إطار خطة ورؤية واضحة؟
- لدينا رؤية تم إعدادها من خلال دراسة موضوعية لحالة المعطيات الحياتية بالجوف.، وتم اعدادها في إطار مشاركة فاعلة من قبل فعاليات عدة بالمحافظة.
وأرجو أن أجد الفرصة قريباً لعرضها على المعنيين، حيث لابد من إعطاء الجوف خصوصية استثنائية مثل محافظات الضالع وريمة وعمران.
نقول ذلك صراحةً لأن حال الجوف أسوأ مما كانت عليه هذه المحافظات قبل اعتمادها كمحافظات.. وذلك بهدف اكتمال رؤية واقتناع القيادات المركزية بمختلف مشكلاتها واحتياجاتها الماسة تحتاج الى زيارة من رئيس الحكومة ولو لبعض ساعات ومعه وزراء الخدمات والمؤسسات والهيئات حتى يروا بالعين ما تقنعهم به التقارير والرسائل.
< لماذا لم توجهوا الدعوة لرئيس الحكومة؟
- وجهنا الدعوة وقد وعدنا بذلك في القريب ، ونأمل ألاّ يطول الوقت ونحن بانتظار تلبية هذه الدعوة التي وجهناها باسم كل ابناء الجوف.
< نلاحظ أنكم تركزون على المسؤولية الجماعية وليس الفردية..؟
- الجوف وواقعها وموقعها بحاجة الى الجهود الجماعية وأنا واحد من القيادات الذين يكرهون الحديث عن المسؤولية الفردية ، ولا أحب أن أعد بشيء الا اذا كنت أدرك تماماً قدرتنا وإمكاناتنا على تحقيق ذلك.. دون ذلك لابد أن يحققه الجميع.
< هل استفدت من تجارب من سبقوك من المحافظين؟
- لابد أن نستفيد من تجاربهم الناجحة وأن نتجنب الوقوع في مزالق ما وقعوا به من اخطاء.
< كلمة أخيرة:
- أدعو كل الصحفيين والاعلاميين الى زيارة الجوف.. من منطلق مسؤوليتهم الوطنية والمهنية أن يشاركوا بفاعلية في تشكيل الصورة الكاملة عن الجوف، في تحقيق ما ننشده من تحول مهم ووضع حد لشائعة الخوف من الجوف، وهي شائعة أخذت حجماً أكبر من حجمها واستغلت كشمَّاعة من قِبل البعض لإخفاء اخطائهم وقصورهم.. وعلى الاعلاميين أن يدركوا تماماً مدى سعادة أبناء الجوف عندما يجدون اهتماماً بمحافظتهم عبر أية وسيلة إعلامية..إنها ستجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم وإنما معهم كل أبناء الوطن من المهرة الى صعدة.. وحبذا أن نجد هذا التفاعل الاعلامي قريباً.<
حسين حازب لـ” الميثاق“: ابناء الجوف اگثر استعداداً لتحقيق التطور المنشود لمحافظتهم
